حوارات وتقارير

خلافات تتفجر بين البرهان وتنظيم الإخوان بعد توقف التمويل ودفعه نحو عملية السلام

خلفيات الأزمة: توقف التمويل وإقالة القيادات الإسلامية

بورتسودان – صقر الجديان 

تشهد الساحة السياسية في السودان توتراً متزايداً بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وتنظيم الإخوان المسلمين، وذلك على خلفية قرار الجيش وقف التمويل الموجه للحركات الإسلامية، في خطوة اعتُبرت إشارة واضحة إلى توجه جديد للبرهان يقوم على إبعاد التيار الإسلامي من المشهد السياسي، والسير في مسار عملية السلام.

خلفيات الأزمة: توقف التمويل وإقالة القيادات الإسلامية

بحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن البرهان اتخذ خلال الأسابيع الماضية سلسلة قرارات داخل المؤسسة العسكرية تقضي بتجميد أي دعم مالي أو لوجستي للحركات الإسلامية، والتي لطالما اعتمدت على موارد الجيش لتسيير أنشطتها. وقد تزامن ذلك مع إبعاد عدد من القيادات ذات الخلفية الإسلامية من مواقعهم داخل المؤسسات العسكرية والأمنية.

هذه الخطوات وُصفت بأنها محاولة من البرهان لتخفيف نفوذ الإسلاميين داخل مفاصل الدولة، خصوصاً بعد تزايد الضغوط الإقليمية والدولية الداعية إلى الحد من دورهم في المرحلة الانتقالية.

البرهان وخيار السلام: محاولة لإعادة التموضع السياسي

في المقابل، يسعى البرهان إلى تقديم نفسه كقائد قادر على قيادة البلاد نحو الاستقرار من خلال الانخراط في عملية سلام شاملة، وهو ما يفرض عليه – وفق مراقبين – إبعاد الإسلاميين عن مراكز القرار، باعتبارهم عائقاً أمام أي تسوية سياسية.

ويُنظر إلى هذا التوجه كجزء من محاولة البرهان لإعادة التموضع داخلياً وخارجياً، حيث يسعى لكسب ثقة الأطراف الدولية والإقليمية التي تشترط حكومة أكثر انفتاحاً وبعيدة عن نفوذ الإسلاميين.

ردود فعل الإسلاميين: غضب مكتوم وتحركات خلف الكواليس

من جانبهم، ينظر قادة تنظيم الإخوان إلى هذه التطورات باعتبارها تهديداً مباشراً لمستقبلهم السياسي، حيث تشير تقارير إلى أن الاجتماعات الأخيرة داخل صفوفهم ركزت على كيفية مواجهة هذه “الإقصاءات” والبحث عن بدائل تمويلية بعيداً عن المؤسسة العسكرية.

ورغم أن الإسلاميين لم يعلنوا موقفاً رسمياً حتى الآن، إلا أن تسريبات من داخل أروقتهم تكشف عن غضب مكتوم، ومحاولات للتواصل مع حلفاء إقليميين لضمان استمرار نفوذهم.

انعكاسات الخلاف على المشهد السوداني

يرى محللون أن هذه الخلافات قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع السياسي داخل السودان، حيث يُتوقع أن يسعى الإسلاميون لتقويض خطوات البرهان أو عرقلتها عبر أدواتهم داخل مؤسسات الدولة.

لكن في المقابل، يعتبر آخرون أن إبعاد الإسلاميين خطوة ضرورية لإنجاح أي عملية سياسية أو سلام قادم، وأن استمرار نفوذهم يعني بقاء السودان في دائرة الاستقطاب الحاد والتجاذبات العقائدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى