دبلوماسيون : الخارجية لا تعلم بطلب استبدال رئيس البعثة الأممية
الخرطوم – صقر الجديان
أكد 3 دبلوماسيين في وزارة الخارجية السودانية عدم علمهم بتقديم طلب للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاستبدال ممثله الخاص في السودان فولكر بيرتس.
وطلب القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة ترشيح بديل لفولكر الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال “للحفاظ على العلاقة التي تربط المؤسسة الدولية بالسودان”.
وأكد ثلاثة دبلوماسيون وفقا لسودان تربيون، السبت عدم علمهم بخطاب وطلب البرهان، للأمين العام للأمم المتحدة لتغيير ممثله.
وقال أحد الدبلوماسيين، إن الإجراءات التي تتم للممثلين والسفراء ومندوبي المنظمات تأتي عبر وزارة الخارجية وبعد اعتمادها تحول إلى قيادة الدولة.
وذكر أن مخاطبة البرهان لغوتيريش حال كانت صحيحة فإنها غير سلمية من ناحية إجرائية ولن تعتمدها المنظمة الأممية.
بدوره أشار الخبير القانوني معز حضرة، في حديث لسودان تربيون، الى أن البرهان يهرب من المشاكل الداخلية بعد فشله منذ انقلابه وفشله حتى الآن في حسم الحرب العبثية الدائرة ويسعى لخلق حرب وهمية.
وأفاد أنه وفقا للقانون الدولي فإن الأمين العام للأمم المتحدة هو الوحيد الذي يحق له تسمية ممثله.
وتابع ” الفلول هم من يقفون ضد فولكر، ويتوهمون أن المجتمع الدولي يدعم الاتفاق الإطاري ويجمع المدنيين ما يعد دليلاً أن البرهان لا يريد تحولاً مدنياً”.
وحذر حضرة، من دخول السودان مجدداً في صراع مع المجتمع الدولي والعودة للعزلة بسبب سياسة البرهان المشابهة لسياسة الرئيس المخلوع عمر البشير.
ووصف ما يحدث حالياً بالدولة السودانية بالقرارات العبثية مع وجود جهة ما تختطف القرارات، فيما يعمد عناصر النظام البائد إلى طرد فولكر.
ونوه معز، إلى أن طلب البعثة جاء من رئيس مجلس الوزراء ما يحتم وفقاً للإجراءات أن يتم طلب تغيير ممثل للأمين العام للأمم المتحدة للبعثة عبر ذات القناة ومن خلال مخاطبة وزارة الخارجية السودانية.
وأشار البرهان في رسالته إلى أن ممثل الأمين العام بالسودان “منح انطباعا سالبا عن حيادية الأمم المتحدة واحترامها لسيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات وإثارة الخلافات بين القوى السياسية”، مما أدى إلى أزمة منتصف أبريل الماضي.
وتحدث البرهان عن أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي ما كان ليتمرد ما لم يجد إشارات ضمان وتشجيع من عدد من الأطراف، من بينها فولكر.
كما قال إن بيرتس مارس التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعا حول الاتفاق الإطاري الموقع بين مجلس السيادة ومكونات مدنية سودانية أبرزها قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي.
وكان عضو مجلس السيادة ياسر العطا قال في حوار مع الشرق الاوسط نشر في العاشر من مايو الجاري إن فولكر بيرتس يلعب دوراً سلبياً لوقوعه في دائرة تأثير جعلته يسير في اتجاه واحد محدود لن يوصله إلى حل المشكلة، وتابع “لن نعبر بفكرته هذه إلى بر الأمان. فالأفضل استبداله بمبعوث آخر محايد ومنفتح على الجميع “.
في المقابل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، للجزيرة، إن الأمين العام مصدوم من الرسالة التي تلقاها من الجنرال البرهان، التي يطالب فيها بإبعاد ممثله الخاص من السودان، موضحا أن الأمين العام فخور بالعمل الذي يقوم به بيرتس في السودان، ويعيد التأكيد على ثقته الكاملة به.
وشارك فولكر الذي ذهب الى نيويورك الأسبوع الماضي، السبت، في جلسة لمجلس السلم والأمن الأفريقي خصصت للحديث حول الأوضاع في السودان، عبر تقنية الفيديو كونفرس.
وضمت الجلسة مشاركون من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة ، الجامعة العربية، والسعودية والإمارات. وغاب عن الجلسة مندوب السودان بالاتحاد الأفريقي بسبب تعليق عضوية السودان جراء انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وطلب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في يناير 2020 من مجلس الأمن الدولي التفويض لإنشاء بعثة سياسية خاصة من الأمم المتحدة لدعم الانتقال والسلام في السودان بموجب الفصل السادس.
ونظم عناصر النظام البائد حملات مستمرة ضد وجود البعثة ورئيسها فولكر بيرتس تحت نظر السلطة العسكرية التي استحوذت على السلطة في أكتوبر بعد انقلابها على الحكومة المدنية في أكتوبر من العام 2021.
واستدعت وزارة الخارجية السودانية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مرتين بعد انقلاب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، للاعتراض على سياسات البعثة.
وغادر فولكر الخرطوم بعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وانتقل لمباشرة مهامه من بورتسودان.
الى ذلك قال مصدر دبلوماسي سوداني مطلع للجزيرة إن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتس، لن يعود مجددا إلى السودان رغم تعبير غوتيريش عن ثقته به.
وأشار إلى أن السودان مارس حقه كدولة كاملة السيادة وقدم رسالة لها أسبابها في رفض التعامل مع بيرتس، لا سيما أن بعثة الأمم المتحدة جاءت بطلب من السودان وتعمل تحت الفصل السادس.
وأضاف المصدر أن بعثة الأمم المتحدة الموجودة بالسودان ستواصل عملها بشكل اعتيادي إلى حين اختيار ممثل بديل لبيرتس بالتشاور مع الخرطوم، مشددا على أن بيرتس لن يغامر بالعودة إلى السودان، وأن الحكومة السودانية لن تعترف به ولن تتعامل معه.