صحة وجمال

دراسة أمريكية تكشف كيفية تأثير مهمات المريخ المأهولة على أدمغة رواد الفضاء

 

حذرت دراسة من أن السفر إلى المريخ يمكن أن يؤثر على أدمغة رواد الفضاء الذين يقومون بالرحلة الطويلة، ما يجعلهم أكثر عرضة للخطأ في التعرف على تعابير الوجه.

ويمكن لخطط وكالة ناسا الحالية أن تشهد ظهور أولى خطوات البشر على سطح الكوكب الأحمر بحلول نهاية العقد المقبل كجزء من مهمة أرتميس.

ووجد باحثو جامعة بنسلفانيا أن انعدام الوزن يجعل الناس أكثر عرضة لرؤية تعابير الوجه على أنها غاضبة، وليست سعيدة أو محايدة.

وقد تعرض هذه الظاهرة للخطر البعثات إلى الكوكب الأحمر، كما يحذر العلماء، حيث سيكون رواد الفضاء عديمي الوزن على متن مركبة فضائية معا لمدة تصل إلى ثمانية أشهر.

ومن المتوقع أن يصل إجمالي رحلة العودة إلى المريخ إلى 1000 يوم، ولا يشمل ذلك الوقت على الكوكب، والذي قد يستمر أياما أو أسابيع اعتمادا على المقترحات.

وتعد مهمة المريخ التي تبلغ مدتها 1000 يوم أكثر من ضعف الرقم القياسي الحالي البالغ 438 يوما في الفضاء والذي يحتفظ به رائد الفضاء الروسي فاليري بولياكوف.

وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور ماتياس باسنر، وهو طبيب نفسي في جامعة بنسلفانيا، إن الطاقم سيكون في مكان صغير محصور لعدة أشهر.

وقال إن قدرة “رواد الفضاء” على “قراءة” التعبيرات العاطفية لبعضهم البعض بشكل صحيح ستكون ذات أهمية قصوى للعمل الجماعي الفعال ونجاح المهمة. وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن قدرتهم على القيام بذلك قد تتأثر بمرور الوقت”.

ووجدت الدراسة أيضا أن الأداء المعرفي الضعيف لا يمكن تحسينه بفترات قصيرة من الجاذبية الاصطناعية.

وأوضح المؤلفون أنه في الفضاء، لا توجد جاذبية لسحب الدم إلى الجزء السفلي من الجسم، وبدلا من ذلك، يرتفع الدم باتجاه الدماغ.

وأطلق على هذا اسم “متلازمة أرجل الطيور منتفخة الرأس” بسبب تحول سوائل الجسم نحو الرأس، ما يتسبب في وجوه مستديرة ومنتفخة وأوعية رقبة منتفخة وأرجل رقيقة.

ويشعر رواد الفضاء بالدوار وأحيانا الإغماء عند عودتهم إلى الأرض.

وأظهرت الدراسات السابقة أنه يؤدي إلى تغييرات هيكلية في الدماغ، على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل عن كيفية ترجمة ذلك إلى سلوك.

ولاختبار ذلك، أمضى 16 متطوعا 60 يوما في “وضع الراحة في الفراش” مع إمالة رؤوسهم بزاوية ست درجات طفيفة.

ويساعد هذا في محاكاة تأثيرات الجاذبية الصغرى على تدفق الدم في الجسم. وقد عمل ثمانية آخرون لم يتعرضوا للنظام الصارم كعنصر تحكم. وهذه التجارب المذكورة في Frontiers in Physiology هي الأولى من نوعها.

وأوضح باسنر: “أكمل المشاركون بانتظام 10 اختبارات معرفية ذات صلة برحلات الفضاء المصممة خصيصا لرواد الفضاء، مثل التوجيه المكاني والذاكرة والمخاطرة والتعرف على المشاعر”.

وكان الهدف هو معرفة ما إذا كانت الجاذبية الاصطناعية في غضون 30 دقيقة مرة واحدة أو في ست نوبات من خمس دقائق على مدار اليوم يمكن أن تمنع النتائج السلبية.

وقال الباحثون الأمريكيون: “وجدنا تباطؤا متواضعا ولكنه مهم من الناحية الإحصائية عبر مجموعة من المجالات المعرفية أثناء الراحة في السرير. لوحظت هذه التغييرات في وقت مبكر ولم تتفاقم أو تتحسن مع زيادة الوقت، باستثناء أداء التعرف على المشاعر”.

وبمرور الوقت، احتاج المتطوعون إلى وقت أطول وأطول ليقرروا ما إذا كان التعبير يتم عن مشاعر الوجه، وكانوا أكثر ميلا لاختيار المشاعر السلبية بدل المشاعر المحايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى