دراسة تكشف تأثير كورونا على الصحة العقلية للأمهات
رصدت دراسة كندية جديدة التغيرات التي أحدثها وباء فيروس كورونا على الصحة العقلية للأمهات.
ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة كالغاري الكندية عن تأثير الوباء على الصحة العقلية للأمهات أن أعراض الاكتئاب قد تضاعفت تقريباً منذ العام الماضي، وفقاً لشبكة “سي تي في نيوز” الكندية.
وأضافت الشبكة في تقرير نشرته، الخميس، أن مشروع “All Our Families” الذي تابع ما يقرب من 3 آلاف من أمهات ألبيرتا وأطفالهن على مدار الـ12 عاماً الماضية، وجد أن معدل الاكتئاب قد وصل لنسبة 35% في الفترة بين مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين، وذلك بزيادة 19% عن مستويات ما قبل وباء كورونا المسجلة بين عامي 2017 و2019.
واختبرت الدراسة الأمهات لأول مرة عندما كن حوامل، ولكن الآن بات أطفالهن بين 9 و11 عاماً، ولذلك، فإن هذه المجموعة توفر “فرصة فريدة” للباحثين الذين يتابعون الوباء، وفقاً للشبكة.
وقالت إحدى الباحثين في الدراسة، الدكتورة شيري ماديجان: “البيانات التي تم جمعها بين مايو/أيار ويوليو/تموز 2020 تمثل تركيزاً على وقت صعب للغاية بالنسبة للعائلات، حيث تم إغلاق كل شيء، كما تمت خسارة العديد من الوظائف، وتوقفت خدمات رعاية الأطفال، وكان الآباء يدرسون لأطفالهم في المنزل، وغالباَ ما كانوا يقومون بذلك بالتوازي مع العمل من المنزل أيضاً”.
وأضافت أخصائية علم النفس الإكلينيكي، الدكتورة نيكول راسين، وهي أحد المشاركين في الدراسة: “في حين أن بعض المسؤوليات كان يتم موازنتها بين الآباء والأمهات، فإن الأمهات ما زلن يتحملن العبء الأثقل، ومن المحتمل أن يساهم هذا في زيادة صعوبات صحتهن العقلية”.
ومن بين الضغوطات الرئيسية التي اكتشفتها الدراسة كانت قلة الدعم الاجتماعي الذي تحصل المرأة عليه من خلال زيارة العائلة والأصدقاء.
وقالت ماديجان: “يجب أن أعتني بأولادي، كما أنني أشعر بالقلق على صحة والدي، لكنني لا أستطيع الذهاب لزيارتهما ومساعدتهما لأن ذلك يعرضهما للخطر”.
وأشارت إلى أنه تم إجراء مسح جديد للعائلات لمعرفة ما إذا كانت مشاعر القلق والاكتئاب قد تغيرت خلال العام الماضي أم لا.
وتابعت: “نتوقع أن الموجة الرابعة من الوباء ستكون موجة للصحة العقلية، وأن هذه المشكلة ستستمر لفترة طويلة جداً، ولذا فإنه يجب القيام بعدة أشياء لدعم الصحة العقلية للأمهات ورفاهيتهن أثناء عملية التعافي المجتمعي من الفيروس”.
وأوصت الدراسة بضرورة زيادة دعم الصحة النفسية للأمهات، بما في ذلك الموارد المتاحة عبر الإنترنت، والبرامج التي تهدف إلى الحفاظ على السكن وعلى احتياجاتهم الأساسية، ووضع ترتيبات عمل مرنة للسماح للآباء برعاية أطفالهم، وتعليمهم في المنزل إذا لزم الأمر.