دراسة تكشف دور قطر في إنهيار القطاعات الاقتصادية في الصومال
مقديشو – صقر الجديان
تعاني الصومال من الصراعات الداخلية والحروب الأهلية وانتشار الفوضى في مختلف المناطق ما أدى إلى زيادة الأزمات الاقتصادية واستمرار التدهور الاقتصادي وتضخم حجم الديون الصومالية، وتزامن ذلك مع موجات الجفاف المتتابعة التي ضربت البلاد وأصابتها بخسائر بشرية واقتصادية خطيرة؛ وغياب وسائل مواجهة الكوارث، كما فقد الاقتصاد الصومالي جزء كبيرا من موارده من عوائد الزراعة والثروة الحيوانية التي تشكل المصدر الرئيسي والأكبر للدخل الصومالي.
إضافة إلى ما سبق فإن مؤشرات الجوع والتعليم والفقر والصحة تشهد انخفاض مستمر من وقت لأخر، علاوة على ذلك تعاني الصومال من تدهور الأوضاع الأمنية بسبب الحركات الإرهابية التي تنتشر في أغلب بقاعها، وقيامها بعمليات إرهابية تؤدي إلى خسارة أعداد كبيرة من الأرواح البشرية وتدمير المؤسسات.
كما أن الحكومة أيضا تعاني الضعف بشكل واضح حيث فتحت أبوبها على مصرعيها أمام النظام القطري، ومنحتها الفرص للتوغل واعتلاء المناصب الإدارية والسياسية والعسكرية العليا في الدولة، ويتشكل التدخل القطري في المنح والمساعدات والوساطة القطرية الهادفة ظاهريا لمساندة الشعب الصومالي، والتي أثبت بعد ذلك دعمها المباشر لحركة الشباب الإرهابية في الصومال، وتمويلها لها منذ بداية هذا العقد.
1– قطاع السياحة: لا جدل أن الإرهاب يؤثر على قطاع السياحة في أي بلد في العالم. وعلى سبيل المثال، ففي أغسطس الماضي وقع التفجير الانتحاري بفندق “إيليت” المطل على الساحل شرق مقديشو، أعقبه تبادل إطلاق نار كثيف بين حراس الفندق ومسلحين، أعلنت السلطات الصومالية آنذاك أنه أسفر عن 17 قتلى و30 جريحا، وأيضا قتل مسؤول في وزارة الأعلام والسياحة، ولاحقا أعلنت حركة “الشباب” مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري للفندق في مقديشو. وهو ما يؤثر بالضرورة على تراجع حركة السياحة في مقديشو تخوفا من الأوضاع الأمنية.
2- الفساد المستشري: في إطار الفساد المستشري في الأجهزة الحكومية والإدارية في الدولة، لاسيما المؤسسة العسكرية، وهو ما يسمح للإرهاب بالتغلغل داخل تلك المؤسسات وتجنيد عدد من مسؤوليها، كما يمنع القوى الدولية من تقديم المساعدات المالية خوفا من شبهات الفساد مثلما فعلت الولايات المتحدة في أواخر عام 2017 بتعليق مساعداتها للجيش الصومالي.13
3– التأثير على التعليم: في 2 سبتمبر 2018 أعلنت الشرطة الصومالية أن انتحاريا شن هجوما بسيارة مفخخة على مبنى حكومي في العاصمة مقديشو أدى إلى انهيار مدرسة مجاورة، وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم قد أثر ذلك بشكل مباشر على زيادة تدني التعليم في المنطقة أثر تردي الوضع الأمني وخوف الآباء على أطفالهم بعد انفجار المدرسة.