صحة وجمال

دراسة تكشف كيف يؤثر “كوفيد-19” على الأطفال

 

أكدت دراسة جديدة أنه من غير المحتمل أن يصاب الأطفال بمرض خطير جراء فيروس كورونا وأن خطر موتهم بسببه “منخفض للغاية”.

ونظر باحثون من مستشفى غريت أورموند ستريت في لندن إلى أكثر من 582 طفلا أعمارهم 3 سنوات وما فوق تم تشخيص إصابتهم بـ”كوفيد-19″ في جميع أنحاء أوروبا خلال الفترة بين 1 أبريل و 24 أبريل 2020.

ووجدت الدراسة أنه من بين 363 طفلا ذهبوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، كان أقل من واحد من كل 10 اطفال (8%) بحاجة إلى رعاية مكثفة والدخول إلى العناية المركزة.

وتوفي أربعة مرضى (0.68%) أثناء الدراسة، لكن الباحثين حذروا من أن الدراسة شملت فقط المرضى الذين طلبوا المساعدة وتم اختبارهم لـ”كوفيد-19″. وهذا يعني أنه لم يتم تضمين الحالات الأخف، ولهذا السبب ينصحون بعدم استقراء الأرقام التي لوحظت في دراستهم على نطاق أوسع من السكان.

ويقولون إذا تم أخذ الحالات الأخف في الاعتبار، فإن خطر دخول المستشفى أو الموت من “كوفيد-19” للأطفال سينخفض ​​بشكل كبير.

وقال كبير الباحثين الدكتور مارك تيبروغ، من مستشفى غريت أورموند ستريت لصحة الطفل في لندن، التابع لمعهد كلية لندن، إن النتائج كانت “مطمئنة”.

ويأتي هذا بعد أن كشف تحليل إحصائي من جامعة كامبريدج، أن الأطفال دون سن 14 عاما لديهم فرصة واحدة من 3 ملايين للوفاة من “كوفيد-19”.

وأضاف الدكتور ديفيد شبيغلتر، المشارك في الدراسة: “تقدم دراستنا نظرة شاملة عن كوفيد-19 لدى الأطفال والمراهقين حتى الآن”.

وبشكل عام، فإن الغالبية العظمى من الأطفال والشباب يعانون من مرض خفيف فقط، ويقول المؤلف المشارك الدكتور فلوريان جوتزينغر، من مستشفى فيلهلمينسبيتال في فيينا في النمسا: “على الرغم من كوفيد-19 يؤثر على الأطفال بشكل أقل حدة من البالغين بشكل عام، إلا أن دراستنا تظهر أن هناك حالات شديدة في جميع الفئات العمرية. أولئك الذين لديهم مشاكل صحية موجودة مسبقا والأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهر واحد كانوا أكثر عرضة للدخول إلى الرعاية المركزة”.

وأجريت الدراسة، التي نشرت في مجلة The Lancet Child & Adolescent Health على مدى ثلاثة أسابيع ونصف، عندما كانت معظم أوروبا تكافح ذروة أزماتها.

وضمت 82 مؤسسة رعاية صحية متخصصة في 25 دولة أوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة وإسبانيا والنمسا. وكان ربع الأطفال فقط يعانون من حالات طبية سابقة.

وهذا يتناقض مع دراسات البالغين حيث تكون نسبة المرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة أعلى بكثير.

ويقول الباحثون إن هذا يعكس على الأرجح أن الأطفال يعانون من مشاكل طبية مزمنة أقل من البالغين بشكل عام في عموم السكان.

ووجد الفريق أن أكثر الأعراض شيوعا التي تم الإبلاغ عنها هي الحمى (65%)، في حين أن نحو نصف الأطفال المصابين لديهم علامات عدوى الجهاز التنفسي العلوي (54%). وكان لدى ربعهم دليل على الالتهاب الرئوي.

وتم الإبلاغ عن أعراض الجهاز الهضمي في حوالي خُمس الأطفال (22%)، وفي نحو 92 طفلا، تم اختبار معظمهم بسبب الاتصال الوثيق مع حالة “كوفيد-19” المعروفة، لم تظهر أي أعراض على الإطلاق للمرض (16%).

ولم تكن الغالبية العظمى من المرضى الأطفال بحاجة إلى الأكسجين أو أي دعم آخر لمساعدتهم على التنفس في أي مرحلة (87%).

واحتاج 25 طفلا فقط إلى تهوية ميكانيكية (4%)، وكان هذا الدعم مطلوبا لفترة طويلة، غالبا لمدة أسبوع أو أكثر.

ووجدت الدراسة أن ما مجموعه 29 طفلا مصابون بفيروس واحد أو أكثر من فيروسات الجهاز التنفسي في نفس الوقت مثل SARS-CoV-2 وتلك الفيروسات المسببة لنزلة برد أو سلالة من الإنفلونزا.

وتوفي أربعة مرضى خلال فترة الدراسة، اثنان منهم لديهم حالات طبية سابقة. وكان جميع المرضى الذين ماتوا أكبر من 10 سنوات.

ومع ذلك، كانت الغالبية العظمى من المرضى على قيد الحياة عندما أغلقت الدراسة (99%)، ولا يزال 25 فقط (4%) يعانون من أعراض أو يحتاجون إلى دعم لتنفسهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى