دراسة تكشف ما الذي يجعل جبل إفرست “يتقلص” بآلاف الأقدام
جبل يفرست هو أعلى جبل في العالم، لكن في بعض الأحيان، يبدو أنه ثاني أطول جبل، وفقا لقصة نُشرت في مدونة الأخبار التابعة للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي Eos.
ووجدت دراسة حديثة أن ضغط الهواء في الجبل يتقلب بشكل كبير على مدار العام، ما يتسبب في انخفاض “الارتفاع الملحوظ” للقمة أحيانا إلى ما دون مستوى منافسه الأقل ارتفاعا، K2، ثاني أعلى جبل في العالم.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة توم ماثيوز، عالم المناخ في جامعة لوبورو في المملكة المتحدة، لموقع Eos: “في بعض الأحيان يكون K2 أعلى من قمة إفرست”.
وفي الدراسة الجديدة التي نُشرت في 18 ديسمبر في مجلة iScience، نظر ماثيوز وزملاؤه في أكثر من 40 عاما من بيانات ضغط الهواء التي سجلتها محطتا الطقس بالقرب من قمة جبل إفرست والقمر الصناعي كوبرنيكوس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
ويرتبط ضغط الهواء ارتباطا وثيقا بتوافر الأكسجين في إفرست، عندما ينخفض ضغط الهواء، يقل عدد جزيئات الأكسجين في الهواء، ما يجعل عملية التنفس البسيطة أكثر صعوبة، وفقا لموقع Eos.
ولهذا السبب، يعتمد الكثير ممن يختارون التنزه على جبل إفرست على الأكسجين الإضافي أثناء تنقلهم إلى ارتفاعات أعلى حيث يكون الهواء أرق. (لاحظ مؤلفو الدراسة أن 169 رجلا وثماني نساء فقط قاموا بتسلق قمة إفرست دون استخدام الأكسجين الإضافي).
ووجد مؤلفو الدراسة أنه بينما ينخفض ضغط الهواء بشكل موثوق مع الارتفاع، فإنه يتقلب أيضا مع الطقس.
ومن عام 1979 إلى عام 2019، تراوح ضغط الهواء بالقرب من قمة إفرست في أي مكان من 309 إلى 343 هكتوباسكال (مقياس الضغط الجوي)، ما يقارب ثلث الضغط عند مستوى سطح البحر، اعتمادا على الموسم.
وكتبت الصحفية العلمية كاثرين كورني في المدونة “مقارنة بمتوسط ضغط الهواء الذي تم قياسه على قمة إيفرست في مايو، فإن هذا الامتداد يترجم إلى فرق يبلغ 737 مترا (2417 قدما) في مدى ارتفاع القمة من وجهة نظر توفر الأكسجين”.
وبعبارة أخرى، في بعض الأحيان، يؤدي توافر الأكسجين على جبل إفرست إلى جعل الجبل أقصر بآلاف الأقدام مما هو عليه بالفعل. ومن حين لآخر، يبدو الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 29 ألف قدم (8800 م) أقصر (بالنسبة لأجسامنا) من ثاني أعلى جبل في العالم، K2، والذي يبلغ ارتفاعه 28250 قدما (8600 متر).
ووجد الباحثون أيضا أن ضغط الهواء على جبل إفرست كان دائما في أعلى مستوياته في فصل الصيف، ما يجعله أفضل موسم لتسلق الجبل بناء على توفر الأكسجين فقط. كما توصل الباحثون إلى أنه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بسبب تغير المناخ، قد يكون هناك انخفاض دائم في الارتفاع المتصور للجبل.
وقال ماثيوز لموقع Eos: “الاحترار سيقلص الجبل قليلا”.