علوم

دراسة نظرية تكشف عن “ظاهرة” وقعت أثناء الجائحة قد تؤدي للحد من انتشار “كوفيد-19”

 

أدى الإغلاق الناجم عن جائحة فيروس كورونا إلى فرار العديد من سكان المدن من عواصمهم الخرسانية إلى الريف، سواء للإقامة في منازل العطلات أو زيارة الأسرة في البلدات والقرى الأصغر.

وترك هذا النزوح الجماعي المدن الكبرى مثل لندن ونيويورك مهجورة بشكل مخيف، بينما أثار في الوقت نفسه غضب السكان المحليين في المزيد من المناطق الريفية، الذين شعروا أنهم يتعرضون للغزو.

وحتما، يمكن أن يؤدي انتقال الناس من البلدات والمدن إلى الريف إلى ارتفاع موضعي في معدلات الإصابة في هذه المناطق.

ومع ذلك، تظهر دراسة جديدة أن هذا النوع من الهجرة قد يساعد في الواقع على الحد من الانتشار العام للمرض أثناء الجائحة.

ووجدت الدراسة النظرية أن 90% من الأشخاص في مكان واحد (مدن) يهاجرون وينقسمون بين هنا وموقع آخر مليء بنسبة العشرة في المائة الأخرى (البلدات الريفية)، ثم ينخفض ​​عدد المصابين من 32% إلى 23%.

واستخدم الباحثون نماذج الكمبيوتر للتنبؤ بأنماط الحركة لمجموعة افتراضية من الناس.

وركز نموذجهم البسيط على الكثافة السكانية كعامل أساسي يؤثر على انتشار المرض.

وفي الواقع، الصورة أكثر دقة بكثير، لكن الكثافة السكانية تلعب دورا مهما، حيث تعاني العديد من المدن من معدلات إصابة أسوأ من المناطق الريفية.

ونظر الباحثان، الدكتور ماسيميليانو زانين والدكتور ديفيد بابو، في كيفية تأثر الكثافة السكانية ومعدلات الإصابة بتنفيذ قيود السفر.

وأغلق السفر الدولي بسرعة بعد ظهور “كوفيد-19″، للحد من الانتشار العالمي للعدوى، وفرضت العديد من الدول لاحقا قيودا إقليمية.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Chaos، أن مكانا به كثافة سكانية عالية يُخفف من التجمعات به عبر خروج جماعي، يؤدي في الواقع إلى تباطؤ انتشار المرض.

وكتب الباحثون أن السماح للناس بمغادرة المدن المعرضة للعدوى، يؤدي إلى انخفاض إجمالي عدد الإصابات.

ويضيفون: “يأتي هذا على حساب عدد أكبر من الإصابات في المنطقة منخفضة الكثافة، ما يؤدي فعليا إلى استيراد الحالات”.

وأجرى الأكاديميون 10000 تكرار للمحاكاة لتحديد انتشار المرض الناتج بين الناس في موقعين، عندما تكون الهجرة في اتجاه واحد: من مدن كثيفة إلى مدن أقل كثافة.

وقال الدكتور زانين: “قررنا أن نستكشف كيف ستؤثر الحركة المتغيرة على الانتشار”.

ويكمن الجواب الحقيقي في علامة النتيجة. ويفترض الناس دائما أن إغلاق الحدود أمر جيد. ووجدنا أنه سيء ​​دائما تقريبا.

ووجدت الدراسة أنه على نطاق واسع، يساعد الأشخاص الذين يفرون من المدن، في خفض العدد الإجمالي للحالات. ولكن، يأتي ذلك على حساب ارتفاع محلي طفيف في الريف.

ويقول الباحثون: “تتمثل السياسة المعقولة في السماح للأشخاص الذين يعيشون في مدن مزدحمة بالانتقال إلى منزل ثان في الريف، بشرط أن يوافقوا على تقليل الاتصالات الاجتماعية هناك”.

ويمكن تصميم حل أكثر صرامة، يتضمن النقل القسري للأشخاص الأصحاء في بداية عملية الانتشار.

وفي حين أن هذا يسمح بتخفيض كبير في عدد الإصابات، فإن قابليتها للتطبيق في العالم الحقيقي مشكوك فيها في أحسن الأحوال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى