دعوات لاستئناف العملية السياسية بعد الحرب والبرهان يؤكد ابتعاد الجيش عن السياسة
الخرطوم – صقر الجديان
أكدت الولايات المتحدة الأميركية وبعثة الأمم المتحدة بالسودان الحاجة الملحة لاستئناف العملية السياسية بعد الحرب بينما جدد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان التأكيد على أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في أي عملية سياسية مستقبلا.
وقال إعلام مجلس السيادة السوداني في بيان إن البرهان أكد لدى لقائه المبعوث السويسري للقرن الافريقي سلفاين إستير ببورتسودان الأحد، أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في أي عملية سياسية مستقبلا ولن تتدخل في إدارة الحكومة الانتقالية المستقلة للبلاد.
وأوضح البيان أن لقاء البرهان والمسؤول السويسري تطرق إلى أهمية تشكيل حكومة من المستقلين لإدارة المرحلة الانتقالية وصولا لإجراء الانتخابات العامة.
وناقش اللقاء أيضا الجهود الداخلية والخارجية الرامية لإنهاء الحرب في السودان بجانب الأوضاع الإنسانية وسبل تسهيل وصول المساعدات لمستحقيها.
إلى ذلك قال ماثيو ميلر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية، إن المحادثات التي استؤنفت في جدة لن تتناول القضايا السياسية الأوسع.
وجرى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة الخميس الماضي، بعد تعليقها منذ أواخر مايو الماضي بسبب انسحاب وفد الجيش إلى بورتسودان بغرض التشاور مع قيادته.
وشدد ميلر في بيان اليوم على ضرورة أن يحدد السودانيون بأنفسهم ويلعبون الدور الرائد في تحديد عملية معالجة القضايا السياسية واستعادة التحول الديمقراطي بالسودان.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى التعامل مع المحادثات بشكل بناء مع ضرورة إنقاذ الأرواح والحد من القتال وخلق طريق للخروج من الصراع عبر التفاوض.
وتابع ” حان الوقت لوقف العنف الذي لا معنى له واستئناف الحكم المدني والسماح لشعب السودان بتحقيق مطالبه بالحرية والسلام والعدالة”.
من جانبها رحبت بعثة الأمم المتحدة بالسودان “يونيتامس” باستئناف المحادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد).
وأبدت البعثة أملها في أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى تنفيذ إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، الموقع في 11 مايو الماضي، ووقف شامل لإطلاق النار، باعتبارهما ضروريان لتخفيف معاناة السودانيين. ورحبت يونيتامس بالمبادرات الحالية من مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المدنية التي تدعو إلى إنهاء الحرب، مؤكدة الحاجة الملحة إلى إيجاد حل يؤدي إلى استئناف عملية الانتقال السياسي الديمقراطي، في إشارة لانعقاد الجبهة المدنية لإيقاف الحرب بأديس أبابا.
كما رحبت البعثة بالاجتماع التشاوري للسودانيين الموقعين على اتفاق جوبا للسلام بغرض توحيد جهودهم لإنهاء النزاع، والذي عقدته دولة جنوب السودان في وقت سابق من هذا الأسبوع بجوبا.
وتعهدت يونيتامس بمواصلة العمل مع الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والإيقاد لدعم جهود الوساطة الجارية من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع في السودان.
وأثنت على المبادرات الجارية الرامية إلى إنهاء ما يقرب من سبعة أشهر من الأعمال العدائية المحتدمة في السودان.