دليل السودانيين بأسمرا
ارهقتنا هذه الحرب اللعينة جرعتنا المأسي وكل صنوف المعاناة تذوقنا طعم العذاب نزوحٱ وخرابٱ وتشريد .. هدت هذه الحرب التي نزلت علينا قدرٱ مشؤما من حيث لا ندري ولا نحتسب هدت حيل صبرنا وحيل مقدرتنا وثباتنا فلا أحد كتب له النجاة من تداعياتها القاسية ولا زلنا نؤمن بأنها إبتلاء وإختبار وقناعتنا الراسخة بأننا سنخرج والوطن منتصرين بعد أن نكفكف الدموع ونرمي كل ماحدث وراء ظهورنا كشيء من الذكريات المؤلمة التي نسال الله أن تكون أخر فصول معاناتنا.
ومثلما للحرب مآسي مثلما لها سلبيات فلها ايضٱ إشراقات فكم في البلايا من العطايا.. ومثلما سقط كثيرون في إمتحان الرجولة والمروءة والأخلاق نجح كثر في التأكيد على أن هذه الأرض الطيبة المعطاة ملئية بالرجال أصحاب الجباه العالية والمواقف العظيمة رجال تجدهم عند المحن في أوقات الضيق والشدة يقضون حوائج الناس يساندون الضعيف ويزيلون الدمع من عيون الحزانى.
في أسمرا الجميلة التي ساقتني إليها الخطى هربٱ من ويلات الحرب وجحيمها تعرفت على واحد من أفضل من قابلتهم بحياتي أدبٱ واخلاقٱ ومروءة والحق أن كل الصفات التي تعملق بها إنسان السودان تجمعت فيه من كرم ونبل واصالة وبشاشة وخدمة للناس وحمل لهمومهم فقد سخره الله لقضاء حوائج بني جلدته الذين جار عليهم الزمان وهربوا بلا زاد ولا عتاد إلى ارض “التانتجيرو” يبحثون عن الأمان بعد أن عز الأمان في وطن الأمان وإن كنت تريد معرفة معاناة السودانيين بحق وحقيقة فما عليك إلا الذهاب هنالك رغم أن إريتريا حكومة وشعبٱ لم تقصر ابدٱ وقدمت مالم تقدمه اي دولة أخرى.
أتحدث عن محمد دليل وهو بحق دليل لكل سوداني تائه وحائر وتقطعت به السبل باسمرا أتحدث عن هذا الرجل العظيم الذي يمثل لوحده سفارة ولن اكون مبالغا إذا قلت أن ما يقدمه من خدمات للسودانيين لا يقل عما تقدمه السفارة السودانية باسمرا وقد كنت شاهدٱ على عطائه شاهدٱ على بذله وعلى كرمه وعلى تعاطيه الإيجابي مع الكثير من مشاكل السودانيين والحق أنني ما وجدت شخصٱ في صبره وقدرة تحمله وسعة صدره وحبه للخير وعمل الخير النابع من إيمانه العميق وحسن تربيته وارتباطه الصادق بهذا الوطن العظيم.
محمد دليل الذي لم يقف أمامه حائر أو محتاج أو صاحب حاجة إلا وذهب مبتسمٱ ولسانه يلهج بالشكر والعرفان هو مسؤول مكتب تاركو باسمرا وقد عودتنا تاركو الناقل الوطني العظيم بتقديم مثل هذه الوجوه المشرقة ولا اخال أن كل عبارات الشكر والثناء تفيه حقه فهو بحق رجل أصيل وشيخ عرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى ونموذج حقيقي لإبن الوطن البار الذي لا يقبل المساس بسمعة السودان والسودانيين..
شكرٱ محمد دليل وانت تحاكي نهرنا العظيم في السخاء وارضنا الطيبة في العطاء وجبالنا الراسيات في العلو فبمثلك يحق لنا أن نسير بين الأمم مرفوعي الجباه يملاؤنا الفخر بالإنتماء لهذا الوطن الذي مهما اجتهد الصفار في تقزيمه فسيظل عظيمٱ زايدٱ في شموخه وثباته.