دور فعال يربط بين تناول مكملات فيتامين (د) والوقاية من السرطان القاتل!
وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين (د) قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالسرطان في المراحل المتأخرة وحتى السرطان القاتل.
ووجدت دراسة بقيادة خبراء في جامعة هارفارد، أن الأشخاص الذين يتناولون الأقراص اليومية كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان متقدم بنسبة 17٪.
وكان من المرجح أن يستفيد أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي، مع تقليل المخاطر بنسبة 38%.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه الأدلة المتزايدة إلى أن “فيتامين أشعة الشمس” قد يكون وقائيا من فيروس كورونا أيضا.
ويُعرف فيتامين (د) في المقام الأول بالمساعدة في تنظيم الكالسيوم والفوسفات، والمعادن التي تعتبر أساسية لتطوير والحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.
ولكن في السنوات الأخيرة، كانت هناك أدلة متزايدة على أن فيتامين (د) – الذي نمتصه بشكل أساسي من ضوء الشمس – يشارك أيضا في دورة الحياة ونمو العديد من أنواع الخلايا، بما في ذلك تلك التي تشكل الجهاز المناعي.
وألغى بحث هارفارد الجديد، الذي نُشر في المجلة الطبية JAMA Network Open، النتائج الأولية لدراسة أجريت على 25000 شخص نُشرت في عام 2018.
واعتقد الباحثون في البداية أنه لا فائدة من تناول فيتامين (د)، حيث أنهم لم يكتشفوا انخفاض حالات تشخيص السرطان بشكل عام.
ولكنهم كانوا في حيرة لأن الوفيات الناجمة عن السرطان انخفضت بين أولئك الذين يتناولون المكملات.
ووجد تحليل ثانوي، نُشر حديثا، أن هذه الحالة الشاذة يمكن تفسيرها من خلال حقيقة أن فيتامين (د) يبدو أنه يوقف السرطانات المنتشرة – تلك الأنواع العدوانية التي تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وقالت الباحثة الدكتورة بوليت تشاندلر، طبيبة الرعاية الأولية وعالمة الأوبئة في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن بجامعة هارفارد، إن فيتامين (د) مكمل متوفر بسهولة ورخيص وقد تم استخدامه ودراسته لعقود.
وشارك أكثر من 25000 شخص في الدراسة التي امتدت لأكثر من خمس سنوات.
وكان من بين المشاركين رجال يبلغون من العمر 50 عاما أو أكثر، ونساء 55 عاما أو أكبر، لم يكن لديهم سرطان عند بدء التجربة.
وتم تقسيم الأشخاص الخاضعين للاختبار إلى أربع مجموعات – المجموعة الأولى تناولت جرعة يومية من فيتامين (د) مع أوميغا 3. وتناولت المجموعة الثانية فيتامين (د) بالإضافة إلى دواء وهمي، بينما تناولت المجموعة الثالثة أوميغا 3 بالإضافة إلى الدواء الوهمي، وتناولت المجموعة الرابعة عقاقير وهمية فقط.
وأظهرت النتائج الأولية عدم وجود فرق إحصائي في معدلات السرطان الإجمالية، ولكن لوحظ انخفاض في الوفيات المرتبطة بالسرطان.
وفي تحليلهم الثانوي، قام الدكتور تشاندلر وزملاؤه بتقييم مخاطر الإصابة بالسرطان المتقدم – المرحلة المتأخرة والأشكال المنتشرة من المرض – بين المشاركين الذين تناولوا أو لم يتناولوا مكملات فيتامين (د) أثناء التجربة.
وقاموا أيضا بفحص ما إذا كان مؤشر كتلة الجسم للفرد يلعب دورا.
ومن بين المشاركين، شُخّص 1617 شخصا بإصابة سرطان الثدي والبروستات والقولون والمستقيم والرئة، على مدى السنوات الخمس المقبلة.
ومن بين أولئك الذين تلقوا فيتامين (د)، تم تشخيص حالة 226 في مراحل متقدمة من السرطان، مقارنة بـ 274 ممن تلقوا العلاج الوهمي. ومن بين أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي والذين تناولوا فيتامين (د)، شُخّص 58 شخصا بسرطان متقدم مقارنة بـ 96 شخصا تناولوا الدواء الوهمي.
وقال الفريق إنهم لم يجدوا أي ارتباط بين مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية والسرطان المتقدم.
ويعتقد الباحثون أن السمنة والالتهابات المصاحبة لها قد تقلل من فعالية فيتامين (د).
وقال الدكتور تشاندلر: “النتائج التي توصلنا إليها، إلى جانب نتائج الدراسات السابقة، تدعم التقييم المستمر لمكملات فيتامين (د) للوقاية من السرطان النقيلي – وهو اتصال معقول بيولوجيا. هناك ما يبرر إجراء دراسات إضافية تركز على مرضى السرطان والتحقيق في دور مؤشر كتلة الجسم”.
وتُظهر معظم الأبحاث حول فيتامين (د) والسرطان وجود صلة بين الأشخاص، الذين يحصلون على ما يكفي من الفيتامين ومعدلات أقل للإصابة بالمرض، وأنواع السرطان الأقل شدة، وتقليل مخاطر الوفاة بسبب المرض.
وفي الدراسات المعملية، أظهر تفعيل فيتامين (د) ضد الخلايا السرطانية، أنه يمكن أن يقلل من نموها ويمنعها من التكاثر والانتشار.
وقد يكون لهذا علاقة بالدور الذي يلعبه فيتامين (د) في دورة حياة الخلايا، وقتل الخلايا غير الصحية – لكن العلماء ما يزالون يدرسون ما إذا كان ما رأوه في حدود طبق بتري صحيحا في جسم الإنسان أيضا.