رئيس الوزراء السوداني: الصمت الدولي على حصار الفاشر «جريمة كبرى»

بورتسودان – صقر الجديان
اعتبر رئيس وزراء السودان كامل إدريس، الخميس، صمت المجتمع الدولي على الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر بولاية شمال دارفور “جريمة كبرى”.
وتدهورت الأوضاع الإنسانية في الفاشر في ظل الحصار المفروض عليها منذ أبريل 2024، قبل أن تصل إلى مستوى غير مسبوق جراء تدمير الدعم السريع للأسواق والمرافق الصحية ومعظم مصادر المياه.
وقال كامل إدريس، في مقابلة مع وكالة سونا والإذاعة والتلفزيون، إن “صمت المجتمع إزاء حصار الفاشر جريمة كبرى والتاريخ سيسجل هذا الصمت”.
وأعلن رفضه لتعرض النساء والشيوخ والأطفال في الفاشر للموت تحت وطأة الحصار، مشددًا على أن ذلك الأمر يجب أن يكون مرفوضًا من الأسرة الدولية.
وأوضح إدريس أن الحكومة تمارس ضغوطًا على المجتمع الدولي من أجل التحرك وإنهاء حصار الفاشر، مشيرًا إلى أن المدينة ستصمد في وجه الميليشيات المعتدية ــ أي الدعم السريع وحلفاؤه ــ مؤكدًا على أن فك الحصار سيكون في الأيام المقبلة.
وذكر كامل إدريس في سياق آخر، أن حكومته متواصلة مع رئيس الوزراء الكولومبي بغرض التدخل لوقف مشاركة مرتزقة بلاده في القتال إلى جانب الدعم السريع في الفاشر، حيث قُوبل هذا التحرك بتجاوب إيجابي من الحكومة الكولومبية.
ووجّه إدريس في 16 أغسطس الجاري، رسالة باللغة الإسبانية إلى الشعب الكولومبي دعاه خلالها إلى وقف تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى دارفور.
وشارك مقاتلون كولومبيون في القتال إلى جانب الدعم السريع في الفاشر خلال هذا الشهر، وفقًا لفيديوهات تُظهر انخراطهم في المعارك البرية، كما يُعتقد أنهم يشغلون أنظمة الدفاع الجوي ويديرون الطائرات المسيّرة.
وقال كامل إدريس إن الحكومة السودانية اعتمدت نهجًا مباشرًا في مخاطبة الشعب الكولومبي عبر الرأي العام بدل الاكتفاء بالقنوات الدبلوماسية التقليدية “التي قد لا تأتي بنتائج إيجابية في بعض الأحيان”.
وأوضح أن مثل هذا الخطاب يهدف إلى كسر جدار الصمت الدولي من خلال مخاطبة الدول المعنية وشعوبها وأمنها بشكل مباشر.
إعادة الإعمار
وذكر كامل إدريس أن مجلس الوزراء يعمل بتناغم مع آليات مجلس السيادة لإعادة بناء الخرطوم وإعادة الدولة السودانية، حيث لا توجد أي خلافات بين آليات إنفاذ البرامج المتفق عليها لإعادة الإعمار.
وشكّل رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان لجنة سيادية تعمل على استعادة خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وإعادة تأهيل البنية التحتية وتفريغ العاصمة من الكيانات المسلحة.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة عدم المساومة في قضايا السودان الكبرى التي قاتل من أجلها الجيش والقوات المساندة.
وأضاف: “نحن الآن اقتربنا من نهاية القتال ونريد أن نحقق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة والانطلاق نحو النهضة الكبرى”.
وأفاد بأن السلام الذي يتحقق وفق ترتيبات يرتضيها الشعب ويكون مبدؤه كرامة الإنسان سيُعتبر أولوية حكومته، فيما تتمثل الأولويات الأخرى في استعادة خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وأمن ومعيشة المواطن.
وانحصر القتال في مناطق كردفان والفاشر، بعد أن استعاد الجيش ولايات سنار والجزيرة والخرطوم، فيما لا تزال الدعم السريع تحكم سيطرتها على غرب وجنوب ووسط وشرق وأجزاء من شمال دارفور، علاوة على مناطق في كردفان.