ردة فعل الدولة العميقة .. وبلاغ عاجل لوزير الداخلية
تفضل ياسعادتك فهذا احد كتائب الظل في الاسافير : عقيد شرطة خالد حسب الله، مسؤول الجوازات بسفارتنا في بكين راتبه 11 الف دولار، ويقضي يومه شامتا ومتهكماً علي رمز ثورتنا من هاتفه رقم 24991266551 +
كتب – عبدالرحمن الأمين
[email protected]
ردة فعل الدولة العميقة البارحة علي محاولة إغتيال رئيس الوزراء كانت ملفتة لكل من تأمل الكم الهائل من البوستات التي إنطلقت في توقيت متزامن تحوم بين القروبات.
مثل هذه التناغم السيمفوني للحيثيات المبذولة بسخاء يسمونه في علم العلاقات العامة بالحملات الإستباقية (Preemptive Campaigns) والهدف في هذه الحالة هو إستباق الرواية الحكومية الرسمية بحثيثات بديلة (Alternative narrative ) لتهيئ وتبرمج الذهن العام حتي إذا ما ظهرت الرواية الرسمية، فإن مصيرها السقوط علي أذان صماء، فلا يصدقها الناس!.
إستراتيجياً، كان المراد هو أن يتغلغل التشويش التحليلي في دماغ الشارع فيتناقله الناس كحقائق وبالتالي يتبخر مفعول الرواية الرسمية.
أما الهدف الثانوي لذلك الإستباق فكان يراد منه التشويش علي المحققين الجنائيين بحزمة الحيثيات البديلة فيتم تضليلهم ووصرف حشدهم لملاحقة سراب كذوب.
تيقنت أن الحملة الكيزانية في الأسافير هي نتاج جهد مرتب إذ لم يكن مصادفة ان يتم النشر المتزامن لنظريات متطابقة توزعت مابين محاور بعينها.
فقد نسبت البوستات الأولي الهجوم لجهات وهمية، ثم تلتها بوستات تتهم مصر بذريعة موقف السودان الأخير من مفاوضات سد النهضة.
وفي مرحلة ثالثة ظهرت تسجيلات صوتية، طبعاً بلا أسماء، تشكك في وقوع الإنفجار أصلاً! وسرعان ما ظهر زخ جديد لبوستات أجزمت ان التفجير كان تمثيلية سيئة السبك بإخراج حكومي ردئ هدفه هو التغطية على (فشل) حكومة حمدوك، للإفلات من الضيق المعيشي.
الدليل المادي الذي أقامه هؤلاء هو الإستغراب من عدم سقوط ضحايا يتناسب مع حجم التفجير ( لاحظ أنهم كان ينفون حدوثه قبل قليل ! ).
أما من تبقي من المنظرين المرجفين فلبسوا عمامة طالبان وأصدروا بياناً مسلوقاً على عجل فخرج نيئاً زفراً ويشابه في تعجله حياكة الظلام ذات الثقوب المخجلة.
مزج البيان الطالباني المدسوس أفعال مستقبلية ستحدث مع أفعال في الماضي لم يسمع بها الناس إلا يوم أمس، يوم البيان المضروب!.
فقد إدعي الطالبانيون أنهم (قاموا) بتفجير برج القيادة في ديسمبر 2020 ، أي بعد 9 أشهر من الآن!.
قررت ان أخرج في رحلة قنص إستقصائي في الأسافير فلربما ظفرت في هذا الزحام بمنسوب لكتائب الظل أو ذبابة إليكترونية او ديك أو دجاجة أو اَي من هؤلاء الخفافيش الليليين.
ظللت اتحاوم واتسكع بين القروبات طيلة نهاري إلى ان وجدت ضالتي! تابعت بوستات بعينها وتفرغت لفرد ظل يعمل نهاره وجل ساعات المساء بهمة لا تتثاءب فقد تكررت كتاباته ومشاركاته في العشرات من القروبت.
ظل ينقل ويرسل ويؤلف ويضحك ويختم بوجوه صنعت خصيصاً “للتريقة “. كان معجباً بخفة حركته وظن أن قدرته في التخفي لا مثيل لها فإحتار إسما حركيا يلائم مبلغ ظنه بشطارته.
إسمه الحركي ، كما تشاهدون، هو جيمس بوند، ولكن ما دري جيمسنا ان فوق كل جيمس أجمس !.
سقط القناع عن جيمس فوجدت عجبا !
لم اكن، ولو في الأحلام المستغرقة، أظن بأنني سأقبض علي ضابط شرطة برتبة العقيد يدير ماكينة من الأحقاد والتشفي علي رمز دولته ويتهكم علي شعبه الذي يتضور جوعاً ليدفع له راتباً شهرياً يبلغ 11 الف دولار زائدا علاوات السكن وسيارة وسائق خاص !!.
نعم، تعالوا نخلع القناع عن جيمس بوند ونعريه هذا اليوم أمام شعبه .
الشماتة درجة متقدمة من التفكير الرغبوي wishful thinking المستظل بأمنيات حقودة. ومن الشماتة تتناسل سلوكيات وتعابير ندرجها في مسمي “التريقة”. طار عقلي بعد أن فككت التسجيل الرسمي لهاتفه المسجل في السودان ويستخدم توليفة من إسمه كما يظهر في الصورة (خالدونا خالدونا Khalidona Khalidona ).
وبعد تحريات بدأت قطع النرد تتساقط في مربعاتها.
صاحب القناع الذي كنت أتابعه وأقرأ تعليقاته هو العقيد شرطه الكوز خالد حسب الله عجب، ( الدفعة 53 جامعيين ).
وجنابو هذا أمره عجبا إذ يعود الفضل في تدرجه المهني ، كله ، إلى وساطته الكيزانية التي تفوق قوتها القياسية 10 درجات علي مقياس ريختر! بادئا ذي بدء لم يبدأ المذكور حياته ضابطا بل عسكريا في الشرطة الامنية ، وماأدراك ماالشرطة الأمنية ! فهي جهاز إنقاذي بإمتياز واسع الحظوة ، متمدد النفوذ وضارب السطوة لكونه أداة التجسس الخارقة علي كل فروع المؤسسة الشرطية ! بعد فترة أتي بشهادة من جامعة مغمورة إسمها الفاتح من سبتمبر ، فألحقته وساطته الكيزانية المزلزلة بالدفعة 53 جامعيين ، وظل يقفز بين الرتب والتكليفات.
في غضون شهر يونيو الماضي وما ان تمت تصفية الكشف الخاص بضابط الدفعة 52 حتي تحرك الزلزال فقذف به سعيدا هانئا في سفارة السودان ببكين مسؤولا عن قسم الجوازات في سفارة ليس ذات كثافة في العمل القنصلي إلا ان هذا لم يمنعه من قبض مبلغ 11 الف دولار عدا نقدا كل شهر !.
اليوم ، كشف الكوز عن وجهه الآخر بعد المحاولة الفاشلة علي حياة رئيس الوزراء. كتب العقيد خالد ، وكنيته في الواتساب جيمس بوند كما قلنا ، تغريدة ثقيلة الظل قال فيها:
(في الشريط الاخباري تحت خبر نجاة رئيس الوزراء : (كوريا الشمالية تطلق ثلاثة قذائف قبالة ساحلها) ..
اوووعه تكون واحدة من القذائف طشت و جات في موكب حمدوك..
ويختم سعادة العقيد “التريقة ” بنظرية التشكيك ودحض ماأُذيع رسميا عن أن ماجري لحمدوك هو محاولة إغتيال فترك توقيعه بوجه الأنف الممدودة ، وهو ما يُسمي بالوجه الكاذب lying face !!
يفهم غالبنا مفهوم الضبط والربط بأنه الفاصل المعياري بين السلوك المدني والعسكري . وإستطرادا ، فإن الامتثال لهذا المفهوم ، بكل جزئياته ، فيه امتثال لقاعدة راسخة . فالضبط والربط يفرض علي كل من يتزيّا بلباس عسكري التنازل عن تفضيلاته الشخصية ورهن سلوكه العام رهنا صمديا للأوامر ويتقيد بالتوجيهات الأعلي كيفما جاءت ومني جاءت . فالعسكري المحترف يتحرك بالأوامر ويتوقف بالأوامر ويحجر علي لسانه ، فلا يفصح عن تفضيلاته السياسية ويُطلّق التعبير العام طلاقا بائنا.
بالرغم من أن أشكال الدمار التي ألحقها الكيزان ببلادنا لا يمكن حصرها ، بيد أن إحتكارهم للخدمة العسكرية والأجهزة ذات الصلة بالأمن كان أُس الفساد وأم الكبائر إذ لم يلج بواباتها سوي منسوبيهم العقائديين.
أصبح الكاكي في زمانهم متلحيا ويحضر حلقات التنوير السرية ويشارك في التخطيط للمؤامرات الحزبية فتناسلت سلالات تربت علي نظرية ( أذهب للقصر رئيسا ). تجاهلوا حاجة بلادنا للسلم والإستقرار فتعمدوا تجريب مغامرة ديكتاتورية جديدة بنكهة القبعات المُسيّسة ، فبدأنا فصلا من التيتم والدماء والبطش والتنكيل والهدر الاقتصادي.
لم يقوموا في يونيو 1989 بالسطو فقط علي نظام ديموقراطي شاركوا فيه ، بل حولوا بلادنا لدروات رماية فغشانا المجاهدون من كل فج عميق وغدونا معملا سياسيا بائسا لتجريب نظام عقائدي ، متخلف الأُطر ، آحادي الفلسفة ، مناهضا للتعدد السياسي والتنوع الفكري والعرقي.
نظام أساسه البطش والفتك بالخصوم تحرسه آلة عسكرية واجبها الاول قتل الشعب وإذلاله لا حماية حدودنا المستباحة وصون أدميتنا ، نظام إتكأ علي ترسانة أمنية خصص لها أكثر من 70% من لقمتنا . إحتكر ( أبناء الحركة ) العمل في هذه الغابة فدكت جحافلهم منصات الفكر والفنون والاداب والثقافة والاخلاق فأفسدتها وقضت علي حرياتنا وكرامتنا وعلق منسوبوهم علي دور المال لافتات ” لا يدخلنها عليهم مسكين “! توزعوا عطايا الاراضي ، وفتحوا البنوك لهم ولمن شايعهم من الاجانب ، وتقلبوا في الوظائف وإستحلوا كل خيرات الوطن . تخندقوا في الجيش والشرطة وسرطنوا شرايين الأجهزة الامنية وتقاسموا غنائم الخدمة المدنية بعد ان أفسدوا القضاء وهيمنوا علي مناهج التعليم وصرعوا قطاعات الإقتصاد الخاص والعام. وبالنتيجة ، أخضعوا عموم دولاب الدولة لمشروعهم الجهنمي بغية السيطرة الأبدية علي السودان !
سؤالنا لك ياسعادة وزير الداخلية : ياتري ماذا انت فاعل مع أمثال هذا العقيد الكوز وغيرة من القيادات الامنية بأجهزتكم ، كيف تجرؤ علي ترقيتها وترفيعها وهي تجاهر بمعاداة هذه الثورة العظيمة وتقضي ساعات عملها تنشر في مثل ماقرأت أعلاه؟
الحصة وطن أيها الشعب ولنبدأ بتطهير الأجهزة التي تنام جيوبها في بيت مالنا ، بينما ترفع التمام بسلاحها وولائها للطاغية المخلوع !
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10157209357473412&id=556253411