رفض سوداني مصري لسياسة (الأمر الواقع) في ملف سد النهضة الاثيوبي
الخرطوم – صقر الجديان
خلصت قمة سودانية مصرية في الخرطوم السبت الى حزمة تفاهمات حول ملفات إقليمية مشتركة على رأسها أزمة سد النهضة الاثيوبي بجانب قضايا ثنائية مشتركة.
ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الخرطوم السبت في أول زيارة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير، واحيطت الزيارة بإجراءات أمنية بالغة التشدد حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي بالقصر الرئاسي.
وعقد السيسي مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان كما التقى نائبه محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك كل على حده، وذلك بعد ان استقبله بمطار الخرطوم الدولي عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن ابراهيم جابر وعدد من المسؤولين بالدولة.
وأثنى البرهان على تلبية السيسي للدعوة بزيارة السودان في توقيت صعب قال إنه يواجه مرحلة الانتقال بما يستلزم تضافر الجهود ووقفة الأشقاء والأصدقاء.
وأضاف ” هذه الزيارة تعتبر دعم وسند حقيقي لثورة وشعب السودان لأنها تصب في خانة تقوية روابط الاخوة بين الدولتين التي ستنعكس على مجريات الانتقال”.
وقال البرهان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري” ناقشنا كل الملفات التي تدعم التعاون المشترك ووصلنا إلى رؤى موحدة تخدم تقدم وتطور وبناء الشعبين وتسهم في استقرار الدولتين”.
بدوره أكد الرئيس المصري في كلمته خلال المؤتمر الصحفي أن بلاده تساند الحكومة الانتقالية في السودان، وهنأ كذلك بتوقيع اتفاق السلام التي قال نها ستدخل بالسودان عصرا جديدا من الازدهار والتنمية.
وأعلن السيسي أنه تباحث مع البرهان حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية وذلك في إطار الارتباط الوثيق بين الامن القومي المصري والسوداني.
وتابع ” تناولنا كذلك مستجدات مفاوضات سد النهضة الاثيوبي وهو الملف الذي يمس صميم المصالح الحيوية في مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب في حوض النيل اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا المشروع الضخم .. واتفقنا على أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور بيننا في هذا الملف”.
ومضى السيسي قائلا ” أكدنا على حتمية العودة الى مفاوضات جادة وفعالة بهدف التوصل في قب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل الى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بما يخدم مصالح الدول الثلاث”.
وقال الرئيس المصري إن الرؤى تطابقت حيال رفض أي نهج يقوم على السعي لفرض الامر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح دولتي المصب بما يتمثل في اعلان اثيوبيا تنفيذ المرحلة الثانية من السد حتى لو لم يتم التوصل الى اتفاق وهو الاجراء الذي سيؤدي الى الحاق اضرار جسيمة بمصالح السودان ومصر.
وتابع “من هنا بحثنا سبل إعادة إطلاق مسار المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة للتوسط في المفاوضات وهي الالية التي اقترحها السودان وايدتها مصر والتي تهدف الى دعم جهود رئيس الكونفو-رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي-وتعظيم فرص نجاح المفاوضات وتحقيق اختراق فيها”.
وأشار الى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت زخما يستحق الإشادة طوال الفترة الماضية حيث ارتفع مستوى التنسيق المشترك بين حكومتي البلدين في مختلف المجالات عبر الزيارات المتبادلة والتشاور المكثف بما يفضي الى تكثيف التنسيق السياسي بين البلدين وعديد من المجالات الأخرى بما يحقق هدف التكامل بين الدولتين.
وقال إن مشاوراته في الخرطوم رمت لاستكمال عديد من الملفات والسعي لوضع إطار استراتيجي متكامل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي ان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك نقل للرئيس المصري خلال اجتماعهما تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة كما أشاد بالجهود المصرية الساعية نحو المساهمة في تثبيت الاستقرار في السودان، وكذا محورية الدور المصري في صون السلم والأمن بالقارة الأفريقية.
وأضاف ” كما أكد رئيس الوزراء السوداني وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون المشترك بين البلدين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية، فضلًا عن تعويلها على الدور المصري الداعم للجهود السودانية الجارية لإسقاط وإعادة جدولة الديون الخارجية عليها، وكذا الاستفادة من نقل التجربة المصرية الملهمة في الإصـلاح الاقتصادي وتدريـب الكوادر السودانية والمساعدة على مواجهة التحديات، بما يعكس عمق العلاقات الثنائية”.