روسيا تكشف أهداف قاعدتها العسكرية بالسودان
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت روسيا، الأحد، عن أهداف موسكو من إنشاء قاعدة عسكرية في السودان، مؤكدةً عدم استخدامها في أي عدوان ضد أي بلد آخر.
وأكد ألكسندر فومين، نائب وزير الدفاع الروسي، أن عمل المركز اللوجستي البحري الروسي قيد الإنشاء في السودان لن يكون موجها ضد دول أخرى.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن “فومين” قوله إن موسكو تتمسك بتوسيع وجودها في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، مضيفا أن “افتتاح مركزها اللوجستي في السودان سيسمح لأسطولها الحربي بتوفير الظروف اللازمة لأمن الأنشطة البحرية ليس لروسيا وحدها بل ولدول أخرى ومشاركة سفنها في عمليات عسكرية وإنسانية وخاصة بحفظ السلام التي ينفذها المجتمع الدولي”.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن الأعمال الخاصة ببناء منشآت تابعة للأسطول الحربي الروسي خارج أراضي البلاد “تجري وفقا لخططه وتهدف إلى ضمان وتحقيق المصالح الوطنية لروسيا في المحيطات، ولا تقتضي شن عدوان ضد أي دولة”.
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزارة الدفاع الروسية بإنشاء مركز لوجستي للقوات البحرية الروسية على الأراضي السودانية يمكنه استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية.
وأصدر بوتين مرسوما نشر بموقع المعلومات القانونية الروسي، في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن فيه مصادقته على مقترح الحكومة الروسية الخاص بتوقيع اتفاق مع الخرطوم حول إنشاء مركز إمداد مادي فني لقوات الأسطول الحربي البحري الروسي في أراضي السودان.
وتهدف روسيا من إنشاء القاعدة العسكرية تزويد أسطولها بالوقود وفق مسودة اتفاق مع السودان.
وتنص هذه الوثيقة الأولية التي نشرت على موقع الحكومة الروسية على إنشاء “مركز دعم لوجستي” في السودان يمكن من خلاله تأمين ” إصلاحات وعمليات التزويد بالوقود واستراحة أفراد طواقم” البحرية الروسية.
ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك أربع سفن بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق مشروع الاتفاق.
وسيتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من 30 صفحة.
وتنص مسودة الاتفاق أيضاً على أنه يحقّ لروسيا أن تنقل عبر مرافئ ومطارات السودان “أسلحة وذخائر ومعدات” ضرورية لتشغيل هذه القاعدة البحرية.
ويشير النص إلى أن الاتفاق سيكون نافذاً لمدة 25 عاماً، بعد تجديد تلقائي بعد مرور عشر سنوات إذا لم يطلب أي من الطرفين إنهاءه مسبقاً.
وفي السنوات الأخيرة، تقرّبت روسيا التي باشرت عودة جيوسياسية إلى أفريقيا، من السودان في المجال العسكري لكن أيضاً من خلال مشاريع في المجال النووي المدني.
ومنذ مايو/أيار 2019، يربط البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2019، في خضم أزمة سياسية في السودان، اعترف الكرملين بأن مدربين روسا يتواجدون “منذ بعض الوقت” إلى جانب القوات الحكومية السودانية.
وأثناء زيارة إلى روسيا أواخر عام 2017، طلب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “حماية” السودان من الولايات المتحدة، ودعا إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو.