رويترز تكشف زيف فيديو “المرتزقة الكولومبيين”

الخرطوم – صقر الجديان
في تطور جديد يكشف أبعاد التضليل الإعلامي الذي يرافق الحرب الدائرة في السودان، أكدت وكالة رويترز للأنباء أن مقطع الفيديو المتداول على نطاق واسع والذي يُزعم أنه يوثق وجود “مرتزقة كولومبيين يقاتلون في الفاشر بدعم من الإمارات” لا يمت بصلة للأحداث داخل السودان.
التقرير الذي استند إلى مصادر رسمية أمريكية وأوروبية، جاء ليضع حدًا لرواية روّجتها سلطة بورتسودان خلال الأسابيع الماضية، بينما جاء الرد الإماراتي ليؤكد رفض أبوظبي لما وصفته بـ”الأباطيل والأكاذيب”.
التحقق من مصدر الفيديو
أوضحت رويترز أن الفيديو الأصلي نشرته خدمة توزيع المعلومات الدفاعية المرئية (DVIDS) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وتم تصويره بتاريخ 24 يوليو/تموز في إستونيا.
وأشارت إلى أن المشاهد توثق تدريبًا عسكريًا مشتركًا بين الجيش الأمريكي ووحدات من بريطانيا وكندا والقوات المسلحة الإستونية، بالقرب من معسكر تابا.
كما أكد بيان صادر عن الفيلق الخامس الأمريكي المتمركز في بولندا أن التدريب جرى بين 21 و25 يوليو/تموز، وتضمّن استخدام قذائف الهاون والذخيرة الحية لتقييم مستوى الجاهزية القتالية.
التقرير أشار أيضًا إلى ظهور شعار فرقة المشاة الثالثة التابعة للجيش الأمريكي على ملابس الجنود في المقطع، وهو ما يدحض تمامًا أي صلة للسودان أو للإمارات بالموضوع.
الموقف الإماراتي ورد الخارجية
في أول تعليق رسمي بعد نشر تقرير رويترز، انتقدت عفراء الهاملي، مديرة الاتصال الاستراتيجي بوزارة الخارجية الإماراتية، ما وصفته بـ”أكاذيب سلطة بورتسودان”، مؤكدة أن الإمارات “تظل فوق حملات التضليل الإعلامي التي تهدف للتغطية على ممارسات تلك السلطة وانتهاكاتها بحق المدنيين”.
وأضافت أن هذه الاتهامات ليست سوى محاولات يائسة لصرف الأنظار عن الدور المباشر للسلطة في الحرب الأهلية التي تمزق السودان.
وأكدت الهاملي أن الإمارات ستواصل دعم تطلعات الشعب السوداني في تحقيق السلام والاستقرار والعيش الكريم، رافضة بشكل قاطع الزج باسمها في الصراع الداخلي.
خلفية الأزمة
تعود جذور القضية إلى أوائل أغسطس حين أعلنت السلطات السودانية أنها أسقطت طائرة تحمل مرتزقة كولومبيين مزعومين يعملون لصالح الإمارات، وقالت إن العملية أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصًا.
لكن هذه الرواية قوبلت برفض إماراتي قاطع، حيث وصفتها الخارجية بأنها “لا أساس لها من الصحة”. ومع تحقيق رويترز الأخير، اتضح أن الفيديو الذي استندت إليه هذه الادعاءات مجرد مادة تدريبية مناوراتية لا علاقة لها بساحة الحرب السودانية.