أخبار السياسة المحلية

زيادة معدلات وفيات الأطفال منذ اندلاع الحرب ببابنوسة .. والموت يحصد أرواح أطفال زمزم بالفاشر

 

ارتفعت معدلات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال في مناطق كردفان ودارفور بسبب استمرار القتال بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.. نتج عن هذا الوضع، انعدام الغذاء والأدوية والخدمات الطبية في تلك المناطق، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد وفيات الأطفال.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 3.5 مليون طفل سوداني يعانون من سوء التغذية، منهم أكثر من 700 ألف يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، ومن ضمن هؤلاء يعاني 106 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد مع مضاعفات طبية.

هناك حوالي 1.4 مليون طفل دون سن الـ(5) أعوام، يعانون من سوء التغذية ، حسب آخر تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بينما يوجد 265 ألف يعانون من سوء التغذية الحادة، وقد أفادت وكالات الأمم المتحدة والسلطات الصحية المحلية عن معدلات مثيرة للقلق من سوء التغذية في المستشفيات والمراكز الصحية، إذ أن ما يصل إلى 35٪ من الأطفال الذين أُدخلوا المستشفى بسبب سوء التغذية يواجهون حالة حرجة.

الموت بسبب الجوع

وقالت حواء آدم – إسم مستعار – التي تقطن بمعسكر زمزم بولاية شمال دارفور: “يعاني أطفالي الأربعة من سوء التغذية الحاد، نتيجة لعدم وجود الطعام والدواء” … وانهمرت دموع حواء وهي تحكي أنها في حالة خوف مستمر من فقدان أطفالها بسبب الجوع.

وذكرت حواء آدم لـ(سودانس ريبورترس) زيادة حالات سوء التغذية والوفيات داخل معسكر زمزم.

وقالت: “عدد الوفيات خلال اليوم تصل أحيانا إلى أكثر من 10 وفيات” .. وناشدت حواء المنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ أطفال دارفور من الموت.. وطالبت الجيش والدعم السريع، السماح لقوافل المساعدات الإنسانية لدخول دارفور لإنقاذ سكان الإقليم من الجوع والموت.

الوضع مزري

وصف المتحدث الرسمي بإسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، الوضع في معسكرات دارفور بالمزري، بسبب انعدام الغذاء والأدوية المنقذة للحياة، وعدم توفُّر مياه صالحة للشرب، علاوة على انفجار الصرف الصحي الذي تسبب في تدهور البيئة بالمعسكرات.

وأكد آدم رجال لـ(سودانس ريبورترس) وفاة 13 طفًلا – يوميا – بمعسكر زمزم للنازحين، بمدينة الفاشر، بينما بلغت الحالات الحرجة في معسكر كلمة بين 14 إلى 18 حالة، وقال إن أغلب الوفيات دون سن الخامسة، ناتجة عن سوء التغذية، الذي يُعاني منه – أيضاً- كبارالسن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والنساء الحوامل، اللواتي تعرضت بعضهن لحالات إجهاض بسبب سوء التغذية.

وأفاد آدم رجال، أن 8 من بين كل 10 أفراد في مراكز النزوح، يعانون من انعدام الغذاء، وعادة يكتفون بوجبة واحدة في اليوم، وأكّد ظهور حالات إسهالات مائية، ونزلات معوية، وأمراض أخرى، وسط النازحين.

تفاقم الأوضاع ببابنوسة

أعلن مصدر طبي في مراكز إيواء نازحي الحرب بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، غربي السودان، عن زيادة معدلات وفيات الأطفال منذ اندلاع الحرب بالولاية.

وقال مصدر طبي في أحد مراكز الإيواء في بابنوسة لـ(سودانس ريبورترس) مفضلا حجب هويته، “إن عدد وفيات الأطفال بلغت 100 طفلا منذ اندلاع الحرب في منطقة منذ ٢٤ يناير الماضي حتى الآن، بسبب الحميات ونزلات البرد ونقص الغذاء إلى جانب عدم توفر الرعاية الصحية”.

وأكد المصدر زيادة معدلات وفيّات الأمهات بسبب انعدام المتابعة الطبية، فضلا عن وفيات كبار السن، نتيجة للأمراض المزمنة نتيجة بسبب إغلاق المستشفى والمراكز الصحية منذ اندلاع الحرب في المنطقة.

وصول المساعدات

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة الماضية تمكنه من ادخال إمدادات غذائية لدارفور لأول مرة منذ عدة أشهر..

وعبرت قافلتان الحدود من تشاد إلى دارفور، في أواخر مارس الماضي، تحمل المساعدات الغذائية والتغذوية، لنحو 250,000 شخص يواجهون الجوع الحاد في شمال وغرب ووسط دارفور.

وقال البرنامج في بيان الجمعة: “هذه هي أول قوافل مساعدات برنامج الأغذية العالمي عبر الحدود، تصل إلى دارفور بعد مفاوضات مطولة، لإعادة فتح هذه الطرق، بعد أن ألغت السلطات في بورتسودان تصاريح الممرات الإنسانية من تشاد في فبراير”.

وأوضح أن التوقف المؤقت للممر الإنساني من تشاد، فضلاً عن القتال المستمر، وعمليات التخليص المطولة للشحنات الإنسانية، والعوائق البيروقراطية، والتهديدات الأمنية، جعلت من المستحيل على العاملين في المجال الإنساني العمل بالحجم المطلوب لتغطية الاحتياجات في السودان.

وقال إيدي روي، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في السودان: “نحن بحاجة إلى أن تصل المساعدات باستمرار إلى المجتمعات التي مزقتها الحرب، عبر كل الطرق الممكنة.. سوف يزداد الجوع في السودان، مع بدء موسم الجفاف، في غضون أسابيع قليلة، .. أخشى أن نشهد مستويات غير مسبوقة من المجاعة، وسوء التغذية، تجتاح السودان خلال موسم الجفاف”.

هذا، ويحتاج 25 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية، منهم قرابة الـ 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بعد أن قضى النزاع المتطاول بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل من العام الماضي، على وسائل سبل العيش ودمر القاعدة الصناعية والزراعية والتجارية فى البلا

(*) تنشر هذه المادة بالتزامن في منصات 27 مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في حملة (منتدى الإعلام السوداني).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى