سياح بريطانيا.. حلم تحول إلى كابوس في قبرص
تبدد أمل قبرص في إنقاذ موسم السياحة هذا العام، بسبب السياح البريطانيين، الذين لم يقبلوا على زيارة الجزيرة المتوسطية، بما يمثلوه عادة من 40% من عائدات السياحة.
فيما حرمت إجراءات عدم تسهيل استقبالهم، وكالات تنظيم الرحلات الأوروبية من وضع قبرص على قوائمها.
وجاءت أرقام السياح البريطانيين، بداية من أول أغسطس/آب الجاري متواضعة، رغم وضع الآمال عليهم لإنعاش قطاع يعاني جراء جائحة كورونا.
وقال فيلوكيبروس روسونيديس، المدير العام لجمعية فنادق قبرص، إن البريطانيين يؤمنون عادة 40% من العائدات السياحية في الجزيرة المتوسطية التي يزورها عادة 1.2 مليون بريطاني، أي ما يزيد عن عدد سكانها.
فيما أوضح ماريوس بوليفيو رئيس مجموعة فنادق “ساني سيكر”، التي تملك 8 فنادق في الجزيرة 6 منها مفتوحة حاليا، لوكالة فرانس برس أن “وكالات تنظيم الرحلات حذرتنا الأسبوع الماضي بأنها لن تدرج قبرص مجددا (على قوائم وجهاتها) طالما أن بريطانيا لم تدرج في الفئة”A” من تصنيف الدول حسب مخاطر وباء “كوفيد-19″، والذي يسهل استقبالهم.
وكانت قبرص تصنف المملكة المتحدة في الفئة “C” للدول العالية المخاطر، إلا أنها صنفتها يوم السبت في فئة “B” المتوسطة.
مصدر رئيسي
وبهذا لم يعد رعاياها ملزمين بالخضوع لحجر صحي لكن عليهم إبراز نتائج سلبية لفحص كشف الإصابة بفيروس كورونا المستجد يخضعون له في الـ72 ساعة الأخيرة قبل وصولهم، وإلا يتم إجراء فحص لهم عند وصولهم ويلزمون الحجر إلى حين صدور النتيجة.
وتشكل السياحة مصدر دخل رئيسياً للمستعمرة البريطانية السابقة التي تعول على هذا القطاع.
ووصلت العائدات السياحية عام 2019 إلى 2.68 مليار يورو مقابل إجمالي ناتج داخلي قدره 21.94 مليار يورو، بحسب الأرقام الرسمية.
إلا أن عدد السياح الأجانب تراجع بنسبة 84.3% في النصف الأول من 2020 إلى 255.675 ألف سائحا، وزادت نسبة التراجع في عدد السياح إلى 98.2% في شهر يونيو/حزيران الماضي.
مخاطر كبرى
ويرى المدير العام لجمعية فنادق قبرص، أن “السياح البريطانيين الوحيدين الذين سيأتون سيكونون أفرادا”، مشيرا إلى أن 20% فقط من الفنادق فتحت أبوابها.
وقدمت ميا مارشال (24 عاما) وهنري فرانسيس (25 عاما) إلى قبرص لأسبوعين لزيارة أقرباء مقيمين في الجزيرة.
وقال الشاب عند خروجه الثلاثاء من طائرة تابعة لشركة “ويز إير” قادمة من لندن وفيها مقاعد شاغرة “حجزنا تذكرتينا قبل شهرين أو 3 أشهر وبقينا منذ ذلك الحين نراقب الوضع”.
وبين ركاب الطائرة بول وناتاشا اللذان يملكان فيلّا في الجزيرة وقدما مع ابنيهما لقضاء 12 يوما فقط “لتقديم بعض المساعدة” من خلال “إنفاق بعض المال”
وقال أنجيلوبولوس الذي يدير حانة “ري-بيوك لاوندج” على أحد شواطئ لارنكا بجنوب شرق قبرص، “إنها سنة ضائعة”.
وأضاف، أن عودة البريطانيين وبصورة عامة الأجانب تنطوي على “مجازفة كبرى (…) ومن أجل ماذا؟ شهران أو 3 أشهر من السياحة؟ الأمر لا يستحق.. خسرنا موسم 2020 في مطلق الأحوال”.
وأشار إلى ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد مرة أخري، بعدما تراجعت الحصيلة اليومية إلى عدد ضئيل جدا منذ عدة أسابيع.
وشددت السلطات القيود بشكل عاجل، بعد ارتفاع الأعداد مرة أخري، وألزمت الأفراد بارتداء الكمامات عند الخروج للشوارع، والحد من التجمعات وتحديدا في مدينة ليماسول، ثاني أكبر مدينة في قبرص والتي تشهد موجة جديدة من الإصابات، وذلك لمدة 3 أسابيع.
بروتوكولات
ويرى رئيس مجموعة فنادق “ساني سيكر”، أنه “علينا أن نتعلم التعايش مع الفيروس، أن نتحلى بمزيد من المسؤولية ونتبع البروتوكولات (…) إلى حين إنتاج لقاح موثوق”.
وفي فندق “تشاو ستيليو” على شاطئ لارنكا، يستقبل النزلاء منذ المدخل بالكمامات والقفازات و السائل المعقم، فيما تحمي ألواح زجاجية الموظفين وتتوزع على الأرض علامات تشير إلى مسافة التباعد الإلزامية.
وينبغي إبراز نتائج فحص سلبية عند مكتب الاستقبال وأوضحت موظفة في الفندق الذي يشكل البريطانيون عادة 25% من نزلائه “إذا جرى الفحص عند الوصول إلى المطار، لا يسمح للشخص بالدخول إلى المساحات المشتركة”.
وفي حال كانت النتيجة إيجابية، يتم نقل السياح إلى فندق مخصص لوضع المصابين في الحجر الصحي.
وتطبيق التدابير ذاتها في فندق “ساني سيكر” حيث نسبة إشغال الغرف “متدنية جدا” ولا تتخطى متوسط 35%.
وللحد من خسائرهم في غياب السياح الأجانب، يعول العاملون في هذا القطاع على السياحة المحلية.