“سيشيل” وكورونا.. رحلة في الأرخبيل المهجور
تستقطب سيشيل العديد من السياح، الذين يرغبون في التجول وسط المناظر الطبيعية الخلابة.
وعلى الرغم من السماح للزوار بدخول البلاد في ظل اشتراطات معينة، إلا أن أعداد السياح لا تزال قليلة، ولذلك ينعم السكان في سيشيل بجزرهم الرائعة بالكامل.
وتنطلق المجموعات السياحية وسط المناظر الطبيعية البديعة، وسط الغابات الجبلية، والتي تمتاز بتنوع بيولوجي فريد من نوعه بفضل المناخ الاستوائي، بالإضافة إلى الوصول لجبل مونت سيبيرت، الذي يبلغ ارتفاعه 555 مترا، دون الحاجة إلى ارتداء أحذية خاصة أو حمل ماء.
الشواطئ الناعمة
وعندما كان الأرخبيل مغلقا في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا فقد تم إغلاق الشواطئ الناعمة، ولكن ظلت رحلات التجول مسموحا بها، وتأتي الأفواج السياحية إلى سيشيل للاستمتاع بالشعاب المرجانية وممارسة رياضة السباحة والغوص في المياه الدافئة في المحيط الهندي، حتى إن السكان يفضلون الانطلاق في رحلات الغوص بدلا من التجول فوق الجبال.
ويسود جزيرة ماهيه مناخ استوائي؛ حيث ترتفع الشمس وسط السماء مع حلول الـ10 صباحا، وترتفع درجات الحرارة والرطوبة قبالة سواحل شرق أفريقيا، وتزداد خصوبة التربة في هذه الجزيرة، لدرجة أن النباتات، التي يتم زراعتها لمرة واحدة، تستمر في النمو بشكل طبيعي وبدون تدخل الإنسان، مثل عشب الليمون والقرفة والأفوكادو والأناناس والموز وفاكهة الخبز، بالإضافة إلى نخيل جوز الهند، كما تصب الشلالات مياهها النقية في بحيرات فيروزية.
أكثر المسارات صعوبة
وتعد رحلة التجول على جبل مونت سيبيرت من أكثر مسارات التجول صعوبة في جزيرة ماهيه، والتي تعتبر الجزيرة الرئيسية في أرخبيل سيشيل، وللخروج من الوادي يضطر المرء إلى صعود 600 درجة، وهو عبارة عن الطريق اليومي لعائلة كبيرة تمتلك بستان فاكهة يمر طريق التجول بمحاذاتها، وبعد ذلك يصل السياح إلى الغابة الاستوائية.
ويضم أرخبيل سيشيل 115 جزيرة، وتمثل الأجنحة الثلاثة المتداخلة هوية البلد الإستوائي؛ حيث إنها تنتمي إلى أفريقيا وآسيا وأوروبا.
ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن المرشد السياحى كيرلي سومري، فإن القراصنة قد استوطنوا جزر سيشيل قبل 250 عاما، إلى أن جاء المستعمرون من الفرنسيين والإنجليز، بينما كان العبيد الأفارقة يكدحون في المزارع.
ويشاهد السياح خلال رحلة التجول جذوع الأشجار العملاقة، التي ترتفع إلى عنان السماء، مع الأوراق الكبيرة الوارفة، وتتساقط المياه فوق الأحجار البنية اللون، وتضم الغابات الخضراء بعض الشجيرات المدببة الأوراق والنباتات، التي تنمو بين الصخور المغطاة بالطحالب.
وقد كان الحفاظ على هذا التنوع النباتي الفريد مصدر قلق العديد من الهيئات الدولية، وإلى جانب الشعاب المرجانية فإن نصف مساحة سيشيل تخضع للحماية؛ نظرا لأن العديد من المحاصيل تنتشر على نطاق واسع، وعادة ما تنتشر أنواع النباتات المستوطنة مثل سرخس الأشجار، والتي قد يصل ارتفاعها إلى 7 أمتار، بالإضافة إلى نباتات “نابنط” المفترسة، التي تلتهم الحشرات.
صخور عملاقة
وبعد خروج السياح من الغابة تظهر صخور الجرانيت العملاقة أمامهم، عند الوصول إلى قمة الجبل، ويعشق السكان المحليون مشاهدة المطار من أعلى، بينما ينصب اهتمام السياح على متابعة الجزر الصغيرة والكبيرة، التي تظهر في الأفق، وتبدو مياه المحيط بدرجات اللون الأزرق المختلفة.