علوم

شعور النياندرتال بالألم كان أقوى

 

اكتشف علماء الوراثة، أن أحد الجينات التي ورثها الإنسان المعاصر من النياندرتال يشفر القناة الأيونية المسؤولة عن الشعور بالألم.

وتفيد مجلة Current Biology، بأن العلماء استنادا إلى هذا الاكتشاف استنتجوا أن عتبة الشعور بالألم لدى إنسان النياندرتال كانت منخفضة، لذلك كان يشعر بالألم أقوى من أنواع البشر الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أنه في متناول العلماء عدد من الجينومات العالية الجودة تعود لإنسان نياندرتال، يدرسها بالتفصيل علماء الأحياء لتحديد الخصائص الجينية والتغيرات الجينية الحاصلة في بعض الجينات، وعواقبها وتأثيراتها الفسيولوجية في الإنسان المعاصر.

وقد درس علماء معهد ماكس بلانك لتطور الأنثروبولوجيا الألماني، بالتعاون مع علماء جامعة كارولينسكا السويدية، أحد الجينات التي ورثها الإنسان المعاصر من النياندرتال، التي تحمل تغييرات. واكتشف العلماء هذا الجين لدى بعض الناس في الأمريكتين الوسطى والجنوبية وفي أوروبا، وهو المشفر لقناة أيون الصوديوم Nav1.7 ، المسؤولة عن الشعور بالألم.

ودرس الباحثون نتائج دراسة جينية ضخمة لسكان بريطانيا، واتضح أن البريطانيين، الذين يحملون نسخة القناة الأيونية لـ “النياندرتال”، معاناتهم من الألم أشد، ويشكلون حوالي 0.4% من السكان.

ويقول الدكتور هوغو زيبيرغ من معهد تطور الانثربولوجيا، “إن العامل الأهم في تحديد مستوى الألم الذي يشعر به الناس هو عمرهم. ووجود نسخة “نياندرتال” من القناة الأيونية يجعلهم يشعرون بالألم كما لو كانوا أكبر بثماني سنوات. وتحمل نسخة “النياندرتال” مقارنة بالنسخة المعاصرة ثلاث اختلافات في الأحماض الأمينية”.

ويشير الباحثون، إلى أن تبديل بعض الأحماض الأمينية، لا يؤثر في وظيفة القناة الأيونية على المستوى الجزيئي، لأن نسخة “النياندرتال” لها خصائص كهروفيسيولوجية خاصة، فهي تنشط بسهولة، لذلك يشعر الأشخاص الذين ورثوها بالألم بصورة أشد.

ويقول البروفيسور سفانتي بيبو، رئيس فريق البحث، تبين نتائج هذه الدراسة، أن عتبة الشعور بالألم عند النياندرتال كانت منخفضة مقارنة بغالبية الناس المعاصرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى