عامل خطر يحيط بنا يهددنا بزيادة الوزن والسمنة
كشفت دراسة جديدة أن العيش بجانب طريق مزدحم به الكثير من ضوضاء المرور المحيطة يزيد من خطر زيادة الوزن والسمنة.
ووجد الخبراء البريطانيون أن العيش بالقرب من طريق مزدحم مرتبط بارتفاع مؤشرات كتلة الجسم ومحيط الخصر في المملكة المتحدة والنرويج.
وتعكس هذه الدراسة الأكبر من نوعها حتى الآن، على نطاق واسع نتائج جهود بحثية مماثلة في دول أوروبية أخرى.
وتشير التقديرات إلى أنه في جميع أنحاء أوروبا، يعيش أكثر من 100 مليون شخص حيث تتجاوز ضوضاء المرور على الطرق غالبا 55 ديسيبل، العتبة الصحية التي حددها الاتحاد الأوروبي.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن ضوضاء المرور يمكن أن ترفع مستويات التوتر وتؤثر سلبا على الصحة، ما يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة حول الخصر.
وقالت عالمة الأوبئة البيئية آنا هانسيل من جامعة ليستر: “من المعروف أن الضوضاء غير المرغوب فيها يمكن أن تؤثر على نوعية الحياة وتزعج النوم. وأثارت الدراسات الحديثة مخاوف من أنه قد يؤثر أيضا على الصحة العامة، مع بعض الدراسات التي تشير إلى وجود روابط بين النوبات القلبية والسكري”.
وأضافت: “قد تؤدي ضوضاء المرور على الطرق إلى زيادة مستويات التوتر، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة حول الخصر”.
وفي دراستهم، استخدم البروفيسور هانسيل وزملاؤه بيانات من ثلاثة بنوك حيوية أوروبية، تغطي أكثر من 500 ألف شخص في المملكة المتحدة وهولندا والنرويج، لاستكشاف العلاقة بين التلوث الضوضائي المروري والسمنة، وتم قياس الأخير من حيث مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر.
ووجد الباحثون ارتباطا بين الضوضاء والوزن في كل من المملكة المتحدة والنرويج، خلافا لهولندا.
وفي حين أن البيانات متواضعة، إلا أنها كشفت عن وجود ارتباط بين أولئك الذين يعيشون في المناطق ذات الضوضاء المرورية العالية والسمنة، بنحو 2% زيادة في انتشار السمنة لكل 10 ديسيبل من الضوضاء المضافة، وفقا للمؤلف المشارك في الدراسة، صمويل يوتونغ كاي.
واستمر الارتباط حتى عندما أخذ الفريق في الحسبان مجموعة واسعة من عوامل نمط الحياة، مثل التدخين وتعاطي الكحول والنشاط البدني والنظام الغذائي، وكذلك عند مراعاة الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكل من الأفراد والمنطقة ككل. كما تم احتساب تلوث الهواء، خاصة ذلك المتعلق بحركة المرور.
وتابع يوتونغ كاي، عالم الأوبئة بجامعة أكسفورد: “على المستوى الفردي، يظل الالتزام بنمط حياة صحي من أهم الاستراتيجيات لمنع السمنة”.
ومع ذلك، على مستوى السكان، يمكن أن يكون لهذه النتائج بعض الآثار السياسية. وقد تساعد السياسات البيئية التي تستهدف الحد من التعرض للضوضاء المرورية في معالجة العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك السمنة.
ومع اكتمال دراستهم الأولية، يتطلع الباحثون الآن لاستكشاف كيف يمكن للمصادر الأخرى للتلوث الضوضائي المحيط، مثل أنف الطائرة، أن تؤثر بالمثل على النتائج الصحية وزيادة الوزن.