عرمان يقر بالخلاف مع مالك عقار حول الموقف من انقلاب البرهان
الخرطوم – صقر الجديان
أقر نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – ياسر عرمان بتباين وجهات النظر بينه ورئيس الحركة مالك عقار حول الموقف من انقلاب البرهان وتمسك بوحدة الشعبية.
وتثير مشاركة الحركة الشعبية وبقية قوى اتفاقية جوبا للسلام في الحكومة الانتقالية التي كونته الفريق البرهان بعد حله للحكومة المدنية سخطا في الشارع السوداني باعتبار أنهم داعمون للانقلاب.
وكان رئيس الحركة الشعبية مالك عقار هاجم من النيل الأزرق كل من قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة لرفضها الحوار مع قادة الانقلاب، وسبقها بتصريحات أخرى في غرب كردفان قال فيها إن الأزمة القائمة في البلاد سببها هو صراع حول السلطة وكراسي الحكم وليس لتمكين الديمقراطية والحكم المدني.
وقال عرمان في مقابلة أجرتها معه قناة “الجزيرة مباشر” السبت “انا لا اتفق مع مالك عقار في هجومه على القوى السياسية ولدينا نقاشات عميقة معه. فالحركة الشعبية لتحرير السودان هي حركة الشعب ويجب أن تقف معه أينما وقف وعليها أن تحافظ على وحدتها وان تعود للشعب السوداني مع كل قوى الهامش”.
وأضاف” الثورة تستطيع أن توقف الحرب ومالك يتخوف من الرجوع للحرب مرة أخرى ولكننا لن نعود إليها في حال دعمنا الجماهير وإذا لم نفعل ذلك سنعود إلى الحرب وليس هناك ما يستدعي عودة الحركات للحرب”.
وأفاد “أن الحركات المسلحة وقعت على اتفاق كان لديه إطار دستوري وهذا الإطار غير موجود اليوم بسبب الانقلاب ويجب أن ينتهي هذا الانقلاب وان نتجه إلى حيث مطالب الجماهير المتمثلة في التحول المدني الديمقراطي”.
ووقعت الجبهة الثورية على اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية في العام 2020 ولكن دعم بعضها واستمرارها في السلطة بعد قرارات الجيش أواخر اكتو بر الماضي يلقى نقدا.
وجدد عرمان تمسكه بوحدة الحركة قائلا “أنا من مؤسسي التنظيم بعد انفصال الجنوب رفقة الحلو وعقار وان للحركة مستقبل يجب ان تتوحد وان تقف مع الشعب”.
وأشار لحوجة الحركة السياسية والبلاد عموما لبناء ورؤية جديدة بما في ذلك رؤية السودان الجديد وتابع “سأساهم في ذلك لم ننجح فعندها لكل حدث حديث”.
وشدد على ضرورة إعادة توحيد الحركة والعمل على إعادة بناء مركز ديمقراطي قوي وتوحيد “الكتلة الحرجة” والذي قال بأنه سينهي أزمة المواطنة بلا تمييز ويسهم في تطوير السودان ونموه نحو الأفضل والاتجاه نحو ديمومة الديمقراطية والتنمية.
وأكد أن الانقلاب الذي نفذه البرهان صادر الحريات ومسؤول عن قتل المتظاهرين وتسبب في تدهور الحياة المعيشية وأكد أن السودان سيفقد العديد من المزايا التي تحققت في الفترة الماضية من بينها إعفاء ديونه الخارجية.
وقال عرمان “يجب أن تلغى حالة الطوارئ التي تعطي الأجهزة الأمنية سلطة استخدام العنف ضد المحتجين وإطلاق سراح المعتقلين بما فيهم معتقلي لجنة إزالة التمكين لتهيئة الأجواء الملائمة التي تؤدي إلى حل سياسي يسبقه الاعتراف بالأزمة وان الذي حدث هو ليس خطوة تصحيحية إنما عودة للوراء”.
ونفي موافقة الحرية والتغيير على التفاوض مع المكون العسكري قائلاً”الحرية والتغيير لم تتفاوض مع أي جهة ولكن هناك اتصالات تجري مع بعض قياداتها مع قبل أشخاص على صلة بالمكون العسكري وهي اتصالات شخصية وتتم بصورة غير رسمية ولكنها لم توافق على أي حوار مع الانقلابيين”.
وترفع الحرية والتغيير التحالف الحاكم السابق ولجان المقاومة شعارات لا تفاوض ولا حوار ولا مشاركة منذ أن أطاح انقلاب عسكري بالتحالف من السلطة أكتوبر الماضي والزج بمعظم قياداته في السجون.
وأكد عرمان أن رؤية الحرية والتغيير للحل في البلاد تتطابق مع ما تطالبه الجماهير وهي رؤية ليست سرية ومنشورة في منصاتها.
وطالب البعثة الأممية في السودان “يونتيامس” بتحديد أطراف الأزمة السياسية بدقة والبدء في تهيئة المناخ بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف العنف المميت ضد المحتجين.
ونفى وجود مشكلة شخصية بينه والبرهان قائلا: “ليس لدي مشكلة شخصية مع البرهان لكن انقلابه الذي نفذه لا يقبله الشعب وبإمكانه أن يطرح حلا سياسياً بموجبه يعلن للشعب السوداني إلغاء حالة الطوارئ وإيقاف العنف وإعلان استعداده لإصلاح القطاع الأمني بدمج الجيوش المتعددة بما فيه قوات الدعم السريع”.
ورفض اتهامات حميدتي للأحزاب السياسية بتلقي رواتبها من السفارات مشيراً إلى أن الحرية والتغيير أحزاب وطنية ناضلت من اجل بلادها.
وتمنى أن يسهم مؤتمر الجبهة الثورية المنعقد في الدمازين في وضع رؤية تنهي انقلاب الجيش وقال “أثق في أن مؤتمر الدمازين سيعيد الثورية للشعب السوداني ويطرحون رؤيتهم بان هذا الانقلاب أدى لازمة دستورية”.