عضو بمجلس السيادة السوداني: سنقاتل من يريدون إقامة حكومة موازية
بعد بدء اجتماعات في نيروبي بمشاركة نائب قائد قوات الدعم السريع تسعى لتكوين حكومة موازية، بينما لم يصدر تعليق فوري كيني
الدبة – صقر الجديان
قال عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا، الثلاثاء، إن بلاده “ستقاتل من يريدون إقامة حكومة موازية في كل شبر من أرض الوطن”.
جاء ذلك خلال مخاطبة العطا الذي يشغل أيضا منصب مساعد قائد الجيش السوداني، أفرادا من القوات المسلحة والقوات المساندة لها بمدينة الدبّة شمالي البلاد، وفق وكالة الأنباء الرسمية “سونا”.
وتأتي تصريحات العطا بعد ساعات من انتهاء جلسة افتتاحية لمؤتمر بمسمى “تحالف السودان التأسيسي”، تنظمه بالعاصمة الكينية نيروبي، قوى معارضة وحركات مسلحة محاربة للجيش السوداني وتسعى لتكوين حكومة موازية.
ووفق مراسل الأناضول، شارك في الجلسة الافتتاحية عدد من قادة الحركات المسلحة وقوى سياسية بينها رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، بجانب نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، ورئيس “الحركة الشعبية/ شمال” عبد العزيز الحلو.
وقال العطا: “لمن يقولون سنكوّن حكومة موزاية، سنقاتلهم في كل شبر من أرض السودان، وليعلموا أن الأمة السودانية لها أسود بأنياب ومخالب قوية وأنهم ماضون حتى يكتمل النصر”.
وأردف: “سنلقن العدو (في إشارة للدعم السريع) والدول المتآمرة دروسا في الوطنية، وأن الشعب السوداني أصبح جيش الأمة السودانية”.
وأشار العطا إلى أن “هنالك نصر آخر، وهو نصر رباط الأمة السودانية، بلا عنصرية وجهوية، ليكتب دستور المساواة بين أبناء الوطن الواحد”.
وفي كلمة نيابة عن التحالف خلال المؤتمر المنعقد بنيروبي، قال رئيس حزب الأمة القومي برمة: “تقرر تأجيل التوقيع على الإعلان السياسي من اليوم الثلاثاء إلى 21 فبراير/ شباط الجاري”.
من جانبه، قال القيادي بـ”الحزب الاتحادي الديمقراطي/ الأصل” إبراهيم الميرغني، في كلمة أمام المؤتمر: “تم التوافق بين مكونات التحالف التأسيسي على تشكيل حكومة السلام، على أن يكون إعلانها من داخل السودان (دون تحديد مكان)”.
وحتى الساعة 18:40 (ت.غ)، لم يصدر عن السلطات الكينية تعليق على انعقاد هذه الاجتماعات بأراضيها.
والمؤيدون لتشكيل حكومة موازية، قوى سياسية انقسمت من تحالف “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية”، وتضم معظم الأجسام المكونة من “الجبهة الثورية” من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا 2020، بجانب “الحزب الاتحادي/ الأصل” بقيادة إبراهيم الميرغني.
وترفض الحكومة الموازية قوى سياسية داعمة للجيش داخل السودان وأخرى معارضة تعمل من الخارج، بينها “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية” التي كانت تمثل أكبر تحالف مدني معارض بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وأعلنت في 10 فبراير الجاري رفضها الحكومة الموازية، ما أدى إلى انقسامها إلى مجموعتين، منها الداعية إلى مؤتمر نيروبي.
ويخوض الجيش و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتزامن اجتماعات المعارضة في كينيا مع تناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع منذ أيام لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) والجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر “الدعم السريع” على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و60 بالمائة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال “الدعم السريع” بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.