عقوبات أمريكية جديدة على الإسلاميين في السودان وتعزيز الجهود الرباعية لحل الأزمة
عقوبات تستهدف الإسلاميين المرتبطين بإيران
واشنطن – صقر الجديان
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عبر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، في 12 سبتمبر 2025 عقوبات على شخصيتين فاعلتين في المشهد الإسلامي السوداني، هما:
• جبريل إبراهيم محمد فضيل (وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة).
• ميليشيا البراء بن مالك، المرتبطة تاريخياً بقوات الدفاع الشعبي.
لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح للجماعات الإسلامية السودانية بتحويل السودان إلى ساحة نفوذ إيرانية تهدد الأمن الإقليمي والعالمي
جون ك. هيرلي
تأتي هذه العقوبات بسبب تورط الجانبين في الحرب الأهلية السودانية الوحشية، وتعاونهما مع النظام الإيراني، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني الذي وفر لهما السلاح والتدريب والدعم الفني.
وأكدت الخزانة الأمريكية أن هذه الخطوة تهدف إلى الحد من النفوذ الإسلامي داخل السودان، ومنع إيران من استخدام أراضيه كورقة إقليمية تهدد الأمن والاستقرار.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون ك. هيرلي:
“لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح للجماعات الإسلامية السودانية بتحويل السودان إلى ساحة نفوذ إيرانية تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.”
خلفيات: الإسلاميون ودورهم المعرقل للتحول الديمقراطي
لطالما كان الإسلاميون السودانيون، منذ عهد البشير، قوة مدمرة تعيق التحول الديمقراطي. فقد عملوا على:
• تقويض الحكومة الانتقالية المدنية السابقة.
• إفشال الاتفاق السياسي الإطاري.
• الدفع بالبلاد نحو الحرب عبر تحالفهم مع القوات المسلحة والمليشيات المتطرفة.
كما ساهمت حركة العدل والمساواة وميليشيا البراء في تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين، وارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين، من اعتقالات تعسفية وإعدامات ميدانية، ما جعلهم عائقاً رئيسياً أمام أي حل سياسي.
بيان المجموعة الرباعية: الإمارات تقود جهود الحل
تزامناً مع العقوبات الأمريكية، أصدرت المجموعة الرباعية (الإمارات، السعودية، مصر، الولايات المتحدة) بياناً مشتركاً حول السودان، أكدت فيه أن:
• الصراع في السودان تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
• لا مكان للإسلاميين والجهات المتطرفة في مستقبل السودان.
• يجب حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
• تعزيز أمن البحر الأحمر ومكافحة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.
وفي هذا السياق، برز الدور الإماراتي كعامل توازن رئيسي في الجهود الدولية، حيث تؤكد أبوظبي باستمرار على:
1. رفض عودة الإخوان المسلمين والإسلاميين إلى المشهد السياسي السوداني بأي شكل.
2. دعم مسار سلام مستدام يشارك فيه السودانيون دون وصاية من الجماعات المتطرفة.
3. حماية المدنيين ودعم الحلول الاقتصادية والإنسانية العاجلة.
تضييق الخناق على الإسلاميين: انسجام دولي متكامل
إن الجمع بين العقوبات الأمريكية الأخيرة وبيان الرباعية يعكس توافقاً دولياً متنامياً على أن الإسلاميين، وعلى رأسهم كتائب البشير القديمة وحلفاؤهم مع إيران، يمثلون الخطر الأكبر على مستقبل السودان.
وهذا التوجه يعزز مساعي الإمارات وشركائها في بناء مشهد سوداني جديد:
• خالٍ من الإرهاب والإخوان.
• قائم على الحوار السياسي السوداني – السوداني.
• محمي من التدخلات الإيرانية والإقليمية التي تعمّق الانقسام.
العقوبات الأمريكية ضد جبريل إبراهيم، وميليشيا البراء تمثل رسالة حاسمة ضد النفوذ الإسلامي والإيراني في السودان. وفي الوقت نفسه، فإن الإمارات ضمن المجموعة الرباعية تؤكد موقعها كقوة دبلوماسية مركزية تضع حداً لرهان الإسلاميين على العودة للمشهد، وتفتح الباب أمام حل سياسي شامل ومستقر يضمن للشعب السوداني الخروج من نفق الحرب.




