علاقات السودان والمغرب.. روابط المصاهرة والتاريخ
الخرطوم – صقر الجديان
شكل الإرث الديني والثقافي والاجتماعي التليد منذ أمد بعيد مستقبل علاقات الخرطوم ببلاد المغرب العربي وشعوبها وفي مقدمتها المملكة المغربية وشعبها مما اكسب هذه العلاقة خصوصية تاريخية.
وعرفت بلاد المغرب السودان عندما كان طريقاً للحج وحجاج تلك البقاع، وتعضدت العلاقات ببقاء عدد كبيرمنهم عند عودتهم بعدما لمسوا الترحاب الكبير بهم، وتطورت تلك العلاقات الاجتماعية بالمصاهرة ونتج عنها أجيال وبطون سموا بالمغاربة، كما كان لرجال الدين والطرق الصوفية دوراً بارزاً في توطيد هذه العلاقات، حيث كوّن كل هذا الإرث روابط ثقافية واجتماعية بين الخرطوم والرباط امتدت عبر السنين.
علاقات السودان والمغرب تستند إلى إرث ديني وثقافي واجتماعي تليد مما اكسبها خصوصية تاريخية. وبين البلدين تعاون وتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
ويقدر السودانيون الجهود التي يبذلها عميد السلك الدبلوماسي في السودان وسفير المغرب لدي السودان السفير محمد ماء العينين لتطوير علاقات البلدين في كافة المجالات.
وظلت المملكة المغربية على مر السنين لا تتأخر في تقديم كل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار بالسودان.
وتشهد علاقات السودان والمغرب تطور كبير في المجالات الاقتصادية والتجارية، إلى جانب الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، في تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتوطيد الحكم.
وعلى الصعيد ذاته عمل السودان في مختلف الحقب علي تعزيز علاقات الصداقة بين الشعوب وخاصة مع المملكة المغاربية بما يؤسس لعلاقات شعبية تساعد في حال توترت العلاقات السياسية بين الحكومات وتسعى إلى تبادل المنافع ونقل الخبرات.
وتشكلت جمعيات الروابط منها على سبيل المثال “جمعية الأخوة السودانية المغربية” ومن ضمن أهدافها تطوير العلاقات الاقتصادية أسوة بالعلاقات الثقافية والاجتماعية.
ونظراً للابعاد الاقتصادية والتجارية التي تشكلها الدبلوماسية باعتبارها وسائل لتنمية العلاقات الودية، أكدت المغرب في هذا الخصوص استعدادها لإكمال الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع السودان عقب تشكيل الحكومة الانتقالية والتي تبلغ 40 اتفاقية.
وكان سعادة السفير محمد ماء العينين، قد أكد في تصريحات سابقة بمناسبة احتفال السفارة المغربية بالخرطوم بالذكرى العشرين لتربع حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعد تشكيل الحكومة الانتقالية سيتم تنشيط اعمال اللجنة الثنائية العليا المشتركة بين البلدين، واضاف “ان اولويات العمل خلال المرحلة المقبلة تكثيف التبادل التجاري والتواصل لانفاذ المشاريع التي تمت اجازتها بين البلدين خاصة الجانب الزراعي والفلاحي والاستثمار الاقتصادي”.
يذكر ان هناك عدد من الشركات ورجال الأعمال المغاربة يستثمرون في السودان فضلاً عن التعاون في مجال التعليم والثقافة حيث يوجد عدد من الطلاب السودانيين الدارسين والعديد من الأسر السودانية بالمغرب الأمر الذي من شأنه شكل عاملاً يربط الشعبين حضارياً وثقافياً واقتصادياً وكما أن التبادل العلمي يمكن أن يترجم إلى برامج عملية تنفذ عبر منظمات المجتمع المدني وخلق شراكة سودانية مغربية عبر رابطة خريجي الجامعات المغربية.
فالعلاقات السودانية المغربية رغم اختلاف الأنظمة والحكومات والايدلوجيات ستظل روابطها متينة تمتد جذورها عبر حقب من العلاقات الانسانية والإرث الديني والتاريخي.
إقرأ المزيد