أخبار السياسة المحلية

عودة كيزان الصحافة في السودان.. الاتحاد العام للصحافيين يستأنف نشاطه

صحافيون يعتبرون أن المهمة الجديدة للاتحاد هو تفكيك الوسط الصحافي والقضاء على نقابة الصحافيين السودانيين.

الخرطوم – صقر الجديان

أعلن الاتحاد العام للصحافيين السودانيين (المحلول) عودته إلى العمل رسميا عبر تدشين عدد من الخدمات للصحافيين. وكشف في مؤتمر صحافي عن نيته لتشكيل لجنة تسيير تقوم بالإعداد للانتخابات القادمة.

وقال محمد الفاتح رئيس اتحاد الصحافيين بالنيابة، إن “خطابات واستفسارات المؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالصحافيين حول تجميد نشاط الاتحاد لم تتوقف طيلة الفترة الماضية، مشيرا إلى أنهم تلقوا العديد من الاستفسارات من المنظمات الدولية المعنية بالصحافة، حول قرار تجميد الاتحاد، منها الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب”. وأضاف أن “الاتحاد عاود نشاطه عبر تقديم الخدمات للصحافيين مثل بيوت الإسكان ومعالجة أمر المتعثرين في سداد أقساط البيوت، واستخراج بطاقة عضوية الاتحاد الدولي للصحافيين”. وأوضح الفاتح أن العودة إلى النشاط رسميا تهدف إلى تجديد ثلاث بطاقات وهي بطاقة العضوية المحلية وبطاقة اتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي.

بدوره قال الأمين العام للاتحاد المحلول صلاح عمر الشيخ إن الفترة المقبلة ستشهد إكمال ما تبقى من مشروعات ينوي الاتحاد تنفيذها، وأوضح أنهم يمهدون لتشكيل لجنة تسييرية تمهد للانتخابات المقبلة لتختار القاعدة الصحافية من يمثلها.

الكيزان، وهو اسم يطلق على الإسلاميين السودانيين، عادوا لتسيير المشهد الإعلامي في البلاد

يذكر أنه عام 2019 أصدرت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة في السودان قرارا بحلّ كافة الاتحادات والنقابات العمالية وصادرت أصولها ضمن خطوات هدفت إلى تفكيك واجهات نظام الرئيس المعزول عمر البشير. لكن عقب انقلاب في 25 أكتوبر 2021 عاودت العديد من واجهات حزب المؤتمر الوطني نشاطها وسط اتهامات وجهت إلى القادة العسكريين الحاكمين بتقديم تسهيلات لمنسوبي الحزب المحلول.

وقال الصحافي السوداني محمد مصطفى جامع إنه “بالتنسيق مع سلطة الانقلاب استأنف الاتحاد العام للصحافيين السودانيين المنحل نشاطه رسمياً بعد 3 سنوات من حله”.

ونفذ رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021 انقلابا عسكريا، حل فيه مجلس الوزراء الذي كان يقوده عبدالله حمدوك، لكن الأخير عاد إلى منصبه بناء على اتفاق سياسي لم يصمد طويلا، مما دفعه إلى الاستقالة.

ويعتبر صحافيون أن المهمة الجديدة للاتحاد هو تفكيك الوسط الصحافي والقضاء على نقابة الصحافيين السودانيين. وفي نهاية أغسطس الماضي شارك مئات الصحافيين السودانيين في انتخابات مكتملة الإجراءات وتمكنوا من انتخاب نقيب ومجلس للنقابة للمرة الأولى منذ نحو ثلاثين عاماً وهي خطوة وجدت معارضة شديدة من قيادات صحافية موالية للاتحاد المحلول. وكانت نقابة الصحافيين قد حُلّت عقب استيلاء عمر البشير على السلطة يوم 30 يونيو1989. وطالب رئيس الاتحاد المعزول الصادق الرزيقي السلطات الحكومية بمنع أعمال النقابة، مشددا على أن الاتحاد العام للصحافيين السودانيين هو الجسم الشرعي المنتخب من القاعدة الصحافية، رافضا تكوين أي أجسام موازية له.

ويؤكد مراقبون أن الكيزان، وهو اسم يطلق على الإسلاميين السودانيين، عادوا لتسيير المشهد الإعلامي في السودان.

والشهر الماضي، اتهمت لجنة التفكيك مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوداني إبراهيم محمد إبراهيم البزعي، بإعادة منتمين إلى فلول النظام القديم، ممن قامت اللجنة بإنهاء خدمتهم “وفق اشتراطات القانون وبالوثائق والأدلة” إلى الهيئة وترقيتهم.

وكان البرهان قد أقال في أبريل الماضي مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد محمد من منصبه، وكلف إبراهيم محمد البزعي بديلاً له. وسبق للبرهان أن أقال لقمان بعد انقلاب 25 أكتوبر، وأعاده إلى العمل مرة أخرى بقرار من رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك.

ومثلت إقالة لقمان أحمد ضربا لآخر معاقل تحالف الحرية والتغيير، الشريك المدني السابق في السلطة الانتقالية حيث طالت قرارات البرهان منسوبي هذا التكتل في جهاز الدولة. وتولى لقمان وهو المدير السابق لهيئة الإذاعة البريطانية في واشنطن، رئاسة التلفزيون السوداني لنحو 3 سنوات.

وبرر المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الطاهر أبوهاجة إقالة مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالسودان لقمان أحمد من منصبه حينها بـ”تجاهل أخبار القوات المسلحة وبث أخبار القائد العام ورئيس البلاد في ذيل النشرة الرئيسية”.

إقرأ المزيد

تجّار السودان في مواجهة الحكومة: إضرابات وإبادة سلع

السُّلطات تُفرج عن 4 ناشطين من شمال دارفور بعد أشهر من الاحتجاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى