غداة اشتباكات قبلية دامية.. الهدوء يسود “شمال دارفور” بالسودان
الفاشر – صقر الجديان
عاد الهدوء، الخميس، إلى منطقة “سرف عمرة” بولاية شمال دارفور السودانية، غداة اشتباكات قبلية دامية خلفت 11 قتيلا وعشرات الجرحى.
وقال مسؤول محلي في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء (رسمية)، إن هدوء حذرا عاد للبلدة، الخميس، بعد التدخل السريع للقوات المشتركة.
وأضاف المسؤول أن التدخل أدى إلى فض الاشتباكات بين الجانبين والتقليل من الخسائر في الأرواح.
وأشار إلى أن المنطقة بدأت في التطبيق الصارم لحظر التجول الذي أعلنته لجنة أمن ولاية شمال دارفور، اعتباراً من يوم أمس الأربعاء، علاوة على تعزيز الموقف بقوة إضافية من الدعم السريع والجيش، والتي وصلت على متن 32 عربةً.
وحذر من أنه رغم الفصل بين القبيلتين، إلا أن التوتر لا يزال سيد الموقف، مشددا على ضرورة وصول المزيد من التعزيزات العسكرية حتى تساهم في إعادة كامل الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى حاضرة المحلية.
ولفت إلى أن الإدارات الأهلية من القبيلتين بدأت، منذ الأمس، في تهدئة الموقف للوصول إلى وقف العدائيات، ومن ثم الجلوس لمعالجة القضية من جذورها.
والأربعاء، قُتل 11 شخصا وأصيب أكثر من 32 آخرين، في اشتباكات قبلية بمنطقة “سرف عمرة”.
وبحسب رواية مسؤول محلي، فإن النزاع بدأ الأربعاء بين قبيلتي “الفور” و”التاما”، بسبب رفض الأولى إقامة مراسم احتفالية بتنصيب سلطان قبيلة “التأما” في البلدة، باعتبار أن “الأرض ليست ملكا” للقبيلة الأخيرة.
ويسري عُرف في السودان بأن رئاسة الإدارة الأهلية من نظار وعمد وسلاطين في أي منطقة تكون من نصيب القبيلة صاحبة الملكية التاريخية للأرض (أو ما يعرف بـ”الحاكورة”) وحدها، ولا يسمح لأي مكون وافد من خارج البلدة المعنية تسمية زعيم أهلي له.
ودوما تثير مثل هذه الخلافات اشتباكات دامية بين القبائل لا سيما في إقليم دارفور غربي السودان.
وتطارد لعنة الصراعات القبلية إقليم دارفور الذي خرج لتوه من حرب ضارية امتدت لأكثر من 16 عاما، وخلفت نحو 600 قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.