غزل إيراني في قطر.. يفضح مخاطر التنسيق الإخواني الحوثي بالجنوب
طهران – صقر الجديان
امتدح الرئيس الفائز في المسرحية الهزلية للانتخابات الإيرانية الأخيرة إبراهيم رئيسي دولة قطر، ووصفها بأنها أثبتت نفسها كـ”شريك موثوق وصديق يعتمد عليه”.
المديح غير المفاجئ جاء خلال لقاء جمع رئيسي بوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران قبل ساعات.
يبرهن هذا الغزل الإيراني في قطر على حجم التعاون بين الطرفين في ملفات عديدة ترتبط بالتمدد والتوسع الإيراني في المنطقة، وتقديم الدوحة يد العون لمساندة هذا التمدد.
أضفى رئيسي المزيد من مديحه لقطر قائلا: إن “دولتيْ إيران وقطر شقيقتان وشريكتان إقليميتان”، وكشف عن أن وراء هذا الغزل أن “لطهران مصلحة خاصة في العلاقات مع الدوحة”. وأوضح أن “أولوية السياسة الخارجية للحكومة المستقبلية ستكون العلاقة مع الجيران”.
لم يترك وزير الخارجية القطري غزل رئيسي يمر دون مبادلته المديح بمديح مماثل، فبادر إلى تهنئته بفوزه في الانتخابات، وذهب إلى أبعد من التهنئة ليؤكد أن قطر تسعى إلى التعاون لتعزيز العلاقات الثنائية والجهود المبذولة، بزعم أن ذلك يضمن الأمن في المنطقة.
الذي لا يخطئه عاقل أن كلمات الغزل والمديح بين الطرفين عبَرت عن حجم المؤامرات التي يحيكها الطرفان بليل، خاصة ما يتصل بتقديم الدعم المادي واللوجسيتي لمليشيات إيران وأذرعها الإرهابية في المنطقة.
ولا يخفى أن الأيام الماضية شهدت توجيه الكثير من الاتهامات إلى قطر بتقديم الدعم للمليشيات الحوثية في صنعاء، في وقت تعرضت فيه طهران لعقوبات أمريكية أثرت سلبًا على قدرتها التمويلية، وهو ما دفع وسائل إعلام إيرانية للتأكيد على أن قطر تعتزم فتح سفارة لها لدى المليشيات الحوثية في صنعاء.
إن العلاقات المشبوهة بين الدولتين دفعت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل أيام، إلى فتح تحقيق في تقرير استخباراتي يفيد أن قطر قدمت تمويلا ماديا للحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وذلك وفقا لصحيفة “واشنطن إكزامينر”.
وكشفت معلومات استخباراتية حصلت عليها الولايات المتحدة الأميركية عن قيام قطر بتمويل أنشطة الإرهاب الإيرانية وتحديدا للحرس الثوري الإيراني المسؤول عن تنفيذ عمليات إرهابية خارج إيران، والذي يعد المحرك الأساسي للمليشيات الحوثية الإرهابية ويقوم مباشرة بالإشراف على عملياتها الإرهابية من خلال أحد عناصر الحرس المدعو حسن إيرلو والذي عينته إيران سفيرا لدى الحوثيين في صنعاء.
ولا تقتصر العلاقة بين طهران والدوحة على توجيه الدعم لمليشيات إيران الإرهابية، إذ أن الدوحة توظف دعمها لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وتوجه تمويلها لغالبية التنظيمات الإرهابية الموجودة حاليًا في الساحة لنسج تحالفات شر تستهدف إذابة الفوارق الأيدولوجية، مثلما الحال بين الحوثيين والشرعية الإخوانية في اليمن، وهو ما تتجاوب معه إيران التي تدرك أن قطر تستهدف بالأساس معاداة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
قاد تطور العلاقة بين الحوثي والإخوان، برعاية قطرية إيرانية، إلى تسليم جبهات الشمال للعناصر المدعومة من إيران، وتمكينها من السيطرة على أجزاء كبيرة من محافظة مأرب التي تعد معقلا رئيسيًا للشرعية الإخوانية، وهو ما كان عاملا أساسيًا في عرقلة جهود السلام لأن الطرفين لديهما الرغبة المشتركة في إطالة أمد الصراع.
ما حدث في الشمال تحاول الشرعية الإخوانية الإرهابية تكراره في الجنوب وقد يكون المديح الإيراني لقطر جزءا من مخطط أكبر بينهما يقضي بانسحاب مليشيات الإخوان من مناطق تسيطر عليها في الجنوب لصالح المليشيات الحوثية، وهو ما ألمح إليه وزير الخارجية القطري الذي تحدث عن تعاون مشترك بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط.