فرار (90%)من نازحي «أبو شوك» وسط هجمات مكثفة للدعم السريع على الفاشر

الفاشر – صقر الجديان

أعلن متحدث باسم مخيم أبو شوك للنازحين بولاية شمال دارفور، الإثنين، عن فرار نحو 90٪ من سكان المعسكر الواقع في الجزء الشمالي من مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين، هرباً من انتهاكات الدعم السريع ووقوع المخيم في نطاق المواجهات العسكرية.

ومنذ أسابيع، تشنّ قوات الدعم السريع هجمات واسعة على الفاشر، في مواصلة لمساعيها للسيطرة على المدينة التي تحاصرها منذ أبريل 2024، مانعة وصول الإغاثة والسلع والأدوية إلى السكان، مما أدى إلى أزمة جوع متصاعدة.

وقال المتحدث باسم مخيم أبو شوك إنّه “خلال يومي الأحد والاثنين فرّ أغلب سكان المخيم، فيما تبقى جزء قليل يحتمي شمال سوق نيفاشا، ومع ذلك ظلوا يتعرضون لهجمات مكثفة بواسطة مدفعية الدعم السريع وطيرانها المسيّر”.

وأفاد بأن قوات الدعم السريع أحرزت خلال اليومين الماضيين تقدماً سريعاً داخل المخيم، وهو ما أدى إلى فرار السكان إلى داخل الفاشر، بينما فضّل آخرون مغادرة المنطقة إلى طويلة وكورما وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.

واتهم المتحدث عناصر الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة ضد النازحين، شملت القتل والنهب والاعتقال، كاشفاً عن فقدان عشرات الشباب في رحلة النزوح.

وظل المخيم، الذي كان يأوي ما يزيد عن 190 ألف نازح، عرضة للهجمات المدفعية وبواسطة الطيران المسيّر، وهو ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى وإجبار الآلاف على النزوح قسراً.

وفي خواتيم أغسطس المنصرم، اقتحمت قوات الدعم السريع المخيم مرتكبة مجزرة بشعة راح ضحيتها أكثر من 40 نازحاً واختطاف آخرين، كما أن القوات دمّرت 98٪ من مصادر المياه، طبقاً لما أورده ناشطون.

تجدّد الاشتباكات

وفي سياق آخر، تجددت المواجهات بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع في أجزاء متفرقة من مدينة الفاشر.

وقالت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع شنّت منذ وقت مبكر هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش في المحور الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، علاوة على المحور الشرقي.

ونفّذت قوات الدعم السريع قصفاً مدفعياً طال مواقع الجيش في أحياء أبو شوك الحلة، والدرجة الأولى، وجامعة الفاشر، علاوة على مقر “يوناميد” غرب مدينة الفاشر.

وأفاد شهود عيان أن طائرة مسيّرة استراتيجية أطلقت أربعة صواريخ استهدفت قيادة الفرقة السادسة مشاة ومحيط المستشفى السعودي، فضلاً عن مواقع بالقرب من مطار الفاشر.

وتوغلت قوات الدعم السريع مؤخراً نحو أحياء أولاد الريف والشرفة، علاوة على النصر والرديف، وهو ما ضيّق الخناق أكثر على الجيش وحلفائه الذين تراجعوا نحو الجزء الغربي من الفاشر.