فلسطينيون يدعمون الإمارات ضد تجار القضية: أعلت السلام وأوقفت الضم
لم يستطع الفلسطينيون الصمت على ادعاءات ومزاعم المتاجرين بقضيتهم، الذين يعمدون للتشكيك في أي خطوة نحو الحل الشامل لها، وهبوا للدفاع عن المواقف الإماراتية الشجاعة، مؤكدين أنها رفعت راية السلام وأوقفت ضم الأراضي.
وجاء الرد على تلك الحملات المسعورة ضد الإمارات من “شرفاء فلسطين”، كما وصفتهم سهى عرفات قرينة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان أيقونة صناعة للسلام وأمثاله هم من يقدرون أهمية قرار السلام الإماراتي، في خدمة القضية الفلسطينية.
وبكلمات قوية قال عطا علي أبوناموس، شيخ قبيلة أبوناموس الفلسطينية، إن “كل من يسيء إلى دولة الإمارات أو رموزها نحن نستنكره.. ندينه.. لا نقبله”.
وأضاف شيخ قبيلة أبوناموس الفلسطينية في تصريحات نقلتها “العين الإخبارية”: “استطاع محمد بن زايد أبوخالد أن يتقدم إلى الأمام رافعا الراية.. راية السلام وليس راية الاستسلام.. راية السلام العادل وغير المنقوص.. راية السلام الحق”.
وللتاريخ قال شيخ قبيلة أبوناموس الفلسطينية إن “محمد بن زايد لم ينظر إلى الإمارات بعين وينسى الحق الفلسطيني.. بل وجب على دولة إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار أن هذه المبادرة لا بد أن توقف ضم الأراضي الفلسطينية”.
ولفت محمد عطية أبوناموس، أحد مشايخ عشيرة أبوناموس الفلسطينية، إلى أن دولة الإمارات لا تزال تمد يد العون للقضية الفلسطينية بل وللدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول.
أما إياد حسن إبراهيم الابن الأكبر لشيخ مشايخ عشيرة القطاطوة فقد قال، إن “معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تضمن أكبر فائدة للعالم العربي والأمة الإسلامية والشرق الأوسط والشعب الفلسطيني النزيه”.
“اعتراف بجميل دولة الإمارات.. ورايتها راية زايد وأولاد زايد بيضاء حتى نلاقي ربنا”.. كلمات أفصح من كل خطب المتاجرين بالقضية الفلسطينية وأكثر تأثيرا ختم بها عطا علي أبوناموس، شيخ قبيلة أبوناموس الفلسطينية حديثه.
وبشهادة “شاهد من أهلها” يبقى الدور الإماراتي رغم المتاجرين ورغم الخطابات التي تبث سموما وكراهية، مساندا وداعما للقضية الفلسطينية رغم بث الافتراءات والأكاذيب وتأويل المواقف… ويبقى الحق حقا والباطل باطلاً.
وبدورها، أعربت الجالية الفلسطينية في دولة الإمارات عن صدمتها واستنكارها العميق لحملات الإساءات والتحريض المستمرة ضد الإمارات.
واستنكرت الجالية بشدة، في بيان الهيئة التأسيسية لنادي الصداقة الإماراتي الفلسطيني، الأحد، التصريحات الشائنة للفصائل.
وشددت على أن “مثل تلك المواقف المنحرفة والتي تصدر تحت غطاء اجتماع للقيادة الفلسطينية، إنما تستهدف استقرار ومصالح عموم الجاليات الفلسطينية في دول الخليج العربي الشقيقة”.
الجالية الفلسطينية أكدت كذلك أنها “كانت وستظل تبادل الأشقاء في الإمارات أسمى مشاعر الاحترام والوفاء دوما، ولن تسمح لأي شخص أو طرف المساس بمصداقية الجالية ومصداقية العلاقات التاريخية العميقة كتلك التي تجمعنا بالأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة”.
الدور الإماراتي
وتلعب الإمارات دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة، مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
ومن موقع صانع السلام أثمرت الدبلوماسية العقلانية الواقعية للسياسة الخارجية الإماراتية عن معاهدة تاريخية تمنع إسرائيل من ضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة.
معاهدة سلام تبرهن على الحكمة الدبلوماسية لدولة الإمارات وتجسد لمبادئ التسامح والتعايش الإماراتية ونشر ثقافة السلام والمحبة بين شعوب العالم.
حملات مشبوهة
ومبكرا أدركت قيادة الإمارات تبعات قرارها التاريخي، لكنها رأت ما هو أبعد من ذلك، رأت في القرار فرصة حقيقية للعب دور صانع السلام، المنطقة أحوج ما تكون إليه حاليا، بعيدا عن أصوات النشاز المعارضة لمعاهدة السلام والتي راحت تشن حملات موجّهة لتشويه المسعى الإماراتي الخيّر نحو دعم القضية الفلسطينية وإثبات حقوق شعبها علناً أمام كل دول العالم.
وإذا كان الخطاب السياسي للإمارات في أي محفل دولي أو إقليمي لا يخلو من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينة للدولة والأمة العربية والإسلامية، والتحذير من مغبة عدم التوصل لحل عادل لتلك القضية، فإنها في المقابل حذرت من خطورة استغلال التنظيمات الإرهابية للقضية وكذلك من الدول التي اعتادت على المتاجرة بالقضية مثل إيران وقطر وتركيا وفصائل فلسطينية اعتادت خطاب الكراهية والتحريض.
حملات مشبوهة تستهدف الإمارات وتحاول تشويه الإنجاز التاريخي من أطراف يقيمون علاقاتهم سراً منذ نحو ربع قرن أو يزيد فالسفراء في إسرائيل، سواء المعلن كالسفير التركي، أو غير المعلن، يتجولون في شوارع تل أبيب، ويعترفون بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم يتاجرون بالقضية الفلسطينية أمام العالم وشعوبهم، ثم يتطاول الرئيس المخادع رجب طيب أردوغان مهدداً دولة الإمارات بسحب سفيره منها، مؤكدا حالة الشيزوفرينيا السياسية لديه.
قيادة الإمارات أدركت أيضا مبكرا أن أصوات المتاجرين والمخونين ستعلو عقب الإعلان عن الاتفاق التاريخي، ورغم ذلك واصلت مسعاها في تحقيق الإنعاش المطلوب لعملية السلام، مقررة اتخاذ خطوة إيجابية للأمام بعيدة عن “الجعجعة السياسية” أو المتاجرة بقضية وآلام الشعب الفلسطيني.
وأعلنت دولة الإمارات أن معاهدة السلام مع إسرائيل لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وأكدت خلال أعمال الدورة الـ 154 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الأربعاء، أن قرارها السيادي والاستراتيجي بإعلان معاهدة سلام مع إسرائيل يتضمن موافقة إسرائيلية بوقف ضم الأراضي الفلسطينية الأمر الذي يشكل إنجازا وخطوة مهمة في اتجاه السلام.
المتاجرون بالقضية
داخلياً اجتمع تجار القضية الفلسطينية، رئيس السلطة محمود عباس وزمرته أعضاء تنظيمي الجهاد الإسلامي وحماس، ليتطاولوا على دولة الإمارات ضمن حملة تحريضية تقوم بها السلطة الفلسطينية ضد دول الخليج، منذ إعلان الإمارات في 13 أغسطس عن معاهدة سلام مع إسرائيل.
لتنطلق بعدها عاصفة غضب عربي وخليجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً بالاتهامات غير المسؤولة من محمود عباس ورعاة الإرهاب والتطرف بالمنطقة.
وخارجياً.. هذا المدعو أردوغان لا يتوقف عن الخطابات الرنانة وحروبه الكلامية، ومسرحياته الهزلية، وسعيه الدائم إلى اللعب بمشاعر العرب والمسلمين، كلما كانت هناك مناسبة عن القضية الفلسطينية، مع أن الحقائق والمعطيات والأرقام تفضح حقيقة أقواله وخطاباته هذه.
محاولات التشويه زادت ضراوتها، بالتزامن مع اتخاذ الإمارات خطوات استثنائية مدروسة لمواجهة مساعي إسرائيل لضم أراض فلسطينية، خطوات أربكت تل أبيب نفسها حتى تراجعت عن مخطط الضم.
وهنا قال سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم وكالة الغوث الدولية “الأونروا”، إن “دولة الإمارات تعتبر من أكبر المتبرعين للميزانية التشيغلية للمنظمة، وهو ما ساعدها على تلبية احتياجات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ58 التي تشرف عليها”.