«فولكر تورك» يستهجن إعدام مدنيين في «الصالحة» بالخرطوم

الخرطوم – صقر الجديان

استنكر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الخميس، إعدام مقاتلي الدعم السريع 30 مدنيًا في الصالحة جنوبي أم درمان بولاية الخرطوم.

وقُوبلت حادثة تصفية المدنيين في الصالحة بغضب شعبي ورسمي واسع، مما أجبر الدعم السريع على نفي صلتها بعمليات الإعدام قبل أن يقر أحد قادتها بإصداره أمرًا للمقاتلين لتصفية الأشخاص، في مقطع فيديو نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال فولكر تورك، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، إن “مقاطع فيديو مروعة أظهرت قيام رجال مسلحين يرتدون زي الدعم السريع بجمع ما لا يقل عن 30 رجلًا بملابس مدنية وإعدامهم في الصالحة”.

وأفاد بأن قائدًا ميدانيًا في الدعم السريع أقر بوقوع هذه الإعدامات، وذلك في أعقاب تقارير صادمة خلال الأسابيع الماضية عن انتهاكات بإعدام عشرات الأشخاص في جنوب الخرطوم بدعوى تعاونهم مع الدعم السريع، زُعم أن كتيبة البراء ارتكبتها.

وأضاف: “القتل العمد لمدني أو أي شخص لم يعد يُشارك بشكل مباشر في الأعمال العدائية يُعد جريمة حرب”.

وأوضح فولكر تورك أنه نبه قيادة الجيش والدعم السريع إلى التداعيات الكارثية التي تُخلفها الحرب على حقوق الإنسان، داعيًا إلى وضع حدّ للصراع.

وذكر أن الدعم السريع شن، خلال الأيام الثلاثة الماضية، هجمات منسقة من عدة محاور على الفاشر ومخيم أبو شوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل 40 مدنيًا، ليرتفع عدد الضحايا في ولاية شمال دارفور إلى 542 شخصًا خلال ثلاثة أسابيع.

ورجح أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير من المؤكدة.

وأبدى تورك مخاوف من التحذير الذي أطلقته الدعم السريع من احتمال “إراقة الدماء”، بالتزامن مع معارك وشيكة ضد الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.

وطالب المسؤول الأممي بضرورة القيام بكل ما يمكن من أجل حماية المدنيين المحاصرين في ظروف إنسانية مأساوية داخل وفي محيط مدينة الفاشر.

وظلت قوات الدعم السريع تشن هجمات متقطعة على الفاشر منذ 11 مايو 2024، معززة بقصف من المدافع والطيران المسيّر، مع فرض حصار مشدد على المدينة تمنع من خلاله مرور السلع والأدوية والاحتياجات.

وأدى الحصار إلى شح شديد في الأدوية، في ظل تزايد أعداد الجرحى المدنيين وتوقف معظم المراكز الصحية عن العمل جراء تعرضها للقصف أو الاحتلال، مما يجعل معظم المصابين يعتمدون على وسائل بدائية في تضميد الجروح.