في اليوم العالمي لمواجهة العنف ضد النساء.. سودانيات يروين تجارب قاسية مع انتهاكات الدعم السريع
الخرطوم – صقر الجديان
تحت قوة السلاح كانت أمي وأخوتي يتعرضن للتهديد من قوات الدعم السريع وهم يجبروننا في منزلنا على اسعاف المصابين ومداواة جراحهم قسرا وعندما يتوفى أحد الجنود كانوا يقومون بضربنا”، هكذا تحدثت احدى ضحايا الانتهاكات على يد قوات الدعم السريع في الخرطوم.
سلسلة من العذاب والمعاناة كانت السبب وراء اختيار رحمة الانضمام لمعسكر تجنيد أقيم في مركز للإيواء بمدينة ود مدني في ولاية الجزيرة حيث تخضع برفقة 30 امرأة للتدريب العسكري.
وتقول رحمة لسودان تربيون: “شاهدت دموع أمي وهي تقوم مكرهة بتضميد الجراح وقررت أن أحمي نفسي وأسرتي. لم أجد سبيل سوى التجنيد لأنه الخيار المتاح حاليا” ثم تضيف “في داخلي رغبة وغبن لن يحرره إلا الانتقام ممن اذونا ودمروا حياتنا”.
وفي ذات المركز كانت أمل تنخرط في صفوف التمريض وخضعت لدورة تعلم الاسعافات الأولية ولها كذلك رواية دفعتها للتدرب على اسعاف المصابين وتحكي لسودان تربيون كيف أنها شاهدت والدها يتعرض لضرب مبرح من عناصر الدعم السريع غارقا في دمائه، ويتألم جراء الكسور.
وتتابع “لم أستطع إنقاذه ولا تخفيف آلامه”. وبعدها قررت أمل العمل في مساعدة المرضى وتخفيف آلام الناس واسعافهم، وتقول “هو نوع من الحماية كما أن التحرك في أي اتجاه عملي أجدى من الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه أي عنف”.
أما اعتدال وهي أم لخمس أطفال فتجوب المحليات باحثة عن اعانات لأبنائها ولا تتوانى في تسجيل احتجاج غاضب أمام احدى محليات ود مدني متهمة مسؤول توزيع المؤن الغذائية بالمحاباة وعدم العدالة في توزيعها.
وأبلغت اعتدال سودان تربيون أنها لم تتلق اعانات منذ نزوحها من أم درمان إلى ود مدني لأكثر من 6 شهور خلافا لنازحات أخريات.
وأكدت أن أطفالها أمانة وستحمي حقوقهم ولن تتركهم عرضة للجوع والتسول.
ومع تزايد العنف ضد النساء جراء استمرار الحرب بعد دخولها الشهر الثامن تتبدى المحاولات الفردية من النسوة لحماية أنفسهن من الانتهاكات بالتدريب والتأهيل الجاد.
ويصادف هذا الحراك الفردي تحركات أخرى لحماية النساء من العنف بتسليط الضوء على ما تواجهه النساء في السودان جراء الحرب وذلك في اليوم العالمي لحملة الـ 16 يوما لمواجهة العنف ضد النساء.
وقال بيان صادر عن الاتحاد النسائي السوداني أمس السبت، تحصلت عليه سودان تربيون، بمناسبة الحملة، إن الغالبية العظمى من النساء في السودان لم تسلم من العنف بمختلف أشكاله.
ولفت إلى العجز عن تصنيف حالات العنف لاستشراء ممارسته ضد النساء في ظل الحرب والغياب الكامل للأمن بتهتك المنظومة الأمنية وغياب الدولة وسيادة حكم الغاب بدلا عن حكم القانون.
وأضاف الاتحاد أن الحرب التي يقودها الجيش وقوات الدعم السريع أحالت البلاد إلى دمار شامل، وأسفرت عن انتهاكات غير مسبوقة تعرض لها المواطنيين وخاصة النساء.
وقال البيان إن حالات الاغتصاب المرصودة بلغت أكثر من 150 حالة، فضلا عن الاختفاء القسري وأيضا الزواج القسري من قبل عناصر قوات الدعم السريع تحت التخويف وتهديد السلاح.
وذكر التحالف أن النساء تعرضن للنزوح واللجوء والتشرد بأعداد لم تشهد مثلها البلاد من قبل، بجانب الظروف القاهرة التي يعشنها في دور الإيواء والتي وصفها بالمتردية صحيا خاصة لصحة الأمومة والطفولة.
وأكد التحالف أن الحرب أفقدت الغالبية العظمى من النساء ممتلكاتهن، بجانب تشتت الأسر وفقدان الأبناء تحت سمع وبصر العالم واستهتار القيادة المفروضة على البلاد منذ 25 أكتوبر 2021.
من جهتها قالت حملة نساء ضد الظلم في بيان لها السبت، “نتضامن مع شعار هذا العام لحملة ال 16 يوما “لا عذر”، خاصة أن النساء والفتيات الآن في ظل الحرب يتعرضن إلى أعلى معدل من العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وأشار البيان إلى ارتفاع معدل الاغتصابات في المناطق تحت التأثير المباشر وغير المباشر للحرب، بالإضافة إلى ظاهرة الرق والاتجار بالنساء.