في “بيته” بالخرطوم.. العود يتألق عزفا وصناعة
في ليلة موسيقية، قدمت أسرة “بيت العود” في السودان، نتاج أول أعواد مصنوعة بمواصفات عالمية في البلاد، لتحظى بإعجاب ودعم الأوساط الموسيقية.
ويهتم “بيت العود”، الذي يديره الموسيقار العراقي نصير شمة في فروعه المختلفة بين القاهرة والإسكندرية وأبو ظبي وبغداد ومؤخرا الخرطوم، بدراسة الآلات الموسيقية بطرق محترفة، تؤهل الدارسين لأعلى مراتب الموسيقى العربية.
وافتتح “بيت العود” الخرطوم قبل نحو عام، ومعه بدأت ورشة حديثة لصناعة العود تحت إشراف صانع الأعواد يعرب محمد فاضل، الذي يعمل في هذه الصناعة منذ عقود طويلة، حتى أسس ورشته الخاصة عام 2008 في بلجيكا.
اهتمام ملحوظ
وشهدت المرحلة الماضية اهتماما كبيرا بصناعة العود في السودان. ويقول فاضل إن أغلب الموسيقيين المحترفين في السودان يجلبون الآلات من الخارج، “فكان لزاما على بيت العود تصنيع بل وتعليم صناعته لطلاب سودانيين”، من بينهم مصطفى الطيار ومحمد قسم السيد.
ويقول الطيار لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تعلقه بالعود بدأ منذ وقت مبكر، مضيفا: “استمعت في مرة لمقطوعة لنصير شمة، وبعدها قررت أن اصنع عودي بنفسي، حتى وجدت فرص تعليم الصناعة في بيت العود، من خلال ورشة متكاملة ومدربين عالميين محترفين، مما أفادني كثيرا”.
جودة الآلات
ويلاحظ الموسيقيون البداية القوية لبيت العود وصناعة الموسيقى في السودان، وهو ما بدا جليا في تصريحات مدير كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان، الفاتح حسين، الذي أعرب عن “انبهاره” بجودة الآلات المصنوعة في بيت العود.
ويقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المثير للاهتمام هو “الإقبال الكبير من الشباب على تعلم هذه الصناعة”.
ويرى آخرون ضرورة تعميم التجربة بحيث تشمل كافة مناطق السودان، إذ دعا الموسيقار الماحي سليمان، أساتذة بيت العود إلى “الانفتاح أكثر على الولايات المختلفة في البلاد”.
تعليم عزف العود
أصبح “بيت العود” في الخرطوم حاليا وجهة لعشرات الدارسين الذين يبحثون عن دورات تدريبية عبر مؤسسات ذات قيمة عالمية، تمكنهم من احتراف عزف العود.
ويقضي الدارس في بيت العود عامين بنظام الساعات، يتخرج بعدها بشهادة “عازف عود محترف”.
وبالفعل، استفاد الكثيرون من هواة العزف من تلك الدورات، مثل أحمد المرضي، الذي يقول عن فترته الحالية في بيت العود إنها “فاقت توقعاته”، مشيرا إلى أن الدورة مكنته من “التعرف على الفرق بين الهواية والاحتراف”.