قائد الانقلاب في السودان يرهن تسليم السلطة للمدنيين بقيام انتخابات
الخرطوم – صقر الجديان
رهن قائد الإنقلاب العسكري في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تسليم الجيش العسكري للسلطة بحدوث توافق وطني أو بقيام انتخابات.
ورفض البرهان في برنامج (الحوار الوطني) بثه تلفزيون السودان مساء السبت، الحديث عن هيكلة الجيش وإصلاح من القوى السياسية وقال (لا يوجد حق لأي جهة أن تتحدث عن هيكلة القوات المسلحة وإصلاحها إلا أن تكون قوى منتخبة).
وقاد البرهان إنقلاباً عسكرياً في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي في السودان بمعاونة حركات مسلحة وقوى سياسية أقرب إلى النظام البائد.
وبشأن قتل المتظاهرين أقر البرهان بأن استخدام السلاح ومُطاردة المُتظاهرين ممنوعة تماماً و أوضح بأن القوات الأمنية مسؤوليتها حماية الأماكن السيادية (القصر الجمهوري، والمجلس التشريعي بالخرطوم ـــ مقر لجنة إزالة التمكين الحالي ومجلس الوزراء).
وقال قائد الانقلاب (إن أمر قتل الشباب مؤسف ومحزن الثورة بدأت سلمية ونريدها أن تستنر سلمية و أن تنتهي سليمة ونأسف ونحزن لسقوط ضحايا ونشاطر الأهل أحزانهم و لا أظن أن هناك من يتمنى حدوث هذه الأمور).
استخدام السلاح
وأوضح قائد الانقلاب أنهم ظلوا يجمعون الأجهزة الأمنية ويؤكدون لها منع استخدام السلاح ومطاردة المتظاهرين مع الإلتزام بحماية ثلاثة مناطق حيوية، وتعهد بالتحقيق حول كل تجاوزات حدثت من القوات الأمنية خارج هذه المناطق، وأشار إلى شكوك يأن هناك جهات أخرى تمارس القتل، و قال (نرى أن هناك متجارة بدماء الشهداء و الشرطة لديها تحقيقات في حواداث قتل مثل ما حدث في ــــ سعد قشرة ــــ و شروني وما تم في ودنباوي و ود مدني) وأضاف (هناك مجموعات لم تلتزم بالقواعد وحملت السلاح وسيتم التحقيق مع كل من خالف التعليمات و هذا مايلي في القوات النظامية).
وشدد قائد الانقلاب على أن الأجهزة الأمنية عليها أن تعرف من يقتل المتظاهرين و قال (هذا الأمر مسؤوليتها وهم فشلوا في تحديد من يقتل ونريد أن نرى العدالة إذا كانت لنا أو علينا).
تحمُّل المسؤولية
وأعلن البرهان أنه مُستعدٌ لتحمُّل المسؤولية حال ثبت أنه أصدر تعليمات بقتل المُتظاهرين، وقال (قُمنا بإقالة قيادات أمنية، لأنها فشلت في القبض على قَتَلَة المُتظاهرين وتحديد المسؤول عن ذلك، وشخصيًا مُستعدٌ لتحمُّل المسؤولية كاملةً إذا كنت أصدرت تعليمات بمُلاحقة وقتل المُتظاهرين أو كان لديّ علمٌ بالجهة التي تقتل المُتظاهرين).
العلاقة مع إسرائيل
وبشأن العلاقة مع إسرائيل أوضح قائد الانقلاب أن التعامل مع القضية يتم بحساسية، وكشف أن التعاون يجري حالياً في مجال الاستخبارات والأمن لم يتوقّف، وقال (التعامل مجال الاستخبارات والأمن لم يتوقّف ونسعى من خلاله لتأمين دولتنا) وأكد أن الزيارات التي تمت كلها في إطار العمل الأمني والاستخبارات و قطع بانها ليست سياسية أو سرية، وقال (حتى الآن الزيارات للأجهزة الأمنية والاستخباراتية فقط) وأضاف (لا أزيع سراً أن المعلومات ساعدتنا في ضبط كثير من التنظيمات الإرهابية التي كان يمكن أن تحدث زعزعة في السودان وفي الإقليم).
دور فولكر
وشدد قائد الانقلاب على حصر دور رئيس البعثة السياسة للأمم المتحدة فولكر بيرتيس كوسيط للحوار وقال (ليس من حق رئيس فولكر إصدار مُبادرة، هو وسيطٌ للحوار) وأشار إلى أنه ليس من حق المبعوث الأممي فولكر بيرتس تقديم أو طرح مبادرة ولا يحق له ذلك و هو فقط وسيط وقد اتفقنا معه على ذلك، بجانب ذلك هو كمبعوث لبعثة سياسية جاءت لمساعدة السودان في قضايا التنمية والتدريبة، و أضاف (لكنه أهمل كل ذلك وأصبح يركز على قضية واحدة دون غيرها).
فيما اعتبر أن لجنة إزالة التمكين انحرفت عن مسارها وأن منهج عملها كان غير صحيحاً، وفيما يختص بالتعيينات التي أعقبت انقلاب الـ 25 أكتوبر، قال البرهان إنّ من تم تعيينهم جرى تعيينهم من داخل مؤسساتهم، وشدد على أنهم لا يسعون وليس لديهم الرغبة في إعادة منسوبي المؤتمر الوطني المحلول، مؤكداً أن المؤتمر الوطني لا مكان له في هذه المرحلة.
العلاقة مع أمريكا
وفيما يتعلق بتهديد أعضاء في الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات على بعض العسكريين، قال إنهم ينطلقون من معلومات خاطئة وأكد أنه على تواصل معهم ويعتبرهم أصدقاء للسودان ، وقال إن مسألة العقوبات لن تجدي والولايات المتحدة للأسف تتحرك بمعلومات خاطئة مصدرها جهات لها مصلحة في العودة إلى ما قبل 25 أكتوبر.
وفيما يخص تمديد الفترة الانتقالية، ربط البرهان ذلك بتوافق كل الأطراف، لكنه قال إنه يُفضِّل أن تنتهي الفترة الانتقالية في فترتها المحددة.