قائد انقلاب السودان يدعو إلى قبول الحوار
الخرطوم – صقر الجديان
قال قائد انقلاب السودان، رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان، إن بناء الدولة السودانية الحديثة القائمة على أسس الحرية والسلام والعدالة لن يأتي إلا بالتوافق والتراضي الوطني ونبذ الفُرقة والتشتت.
ودعا البرهان في خطاب بمناسبة ذكرى استقلال السودان، يوم الجمعة، الجميع للتحلي بالحكمة وإعلاء قيمة الوطن والانتماء له، وقال إن التنازع حول السلطة والانفراد بها وما ترتب عليه من ازهاق للأرواح واتلاف للممتلكات وتعطيل لحياة الناس يوجب تحكيم صوت العقل.
وأضاف: «فالتوافق طريقه قبول الحوار الجاد وهو مفتوح للجميع والسبيل الوحيد للحكم هو التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات».
وجاء خطاب البرهان بعد يوم واحد من ارتكاب قواته فظائع وانتهاكات جسيمة بحق المتظاهرين السلميين يوم الخميس 30 ديسمبر، والذين خرجوا رفضاً لانقلابه على السلطة المدنية.
ونوه البرهان في خطابه الذي أذاعه التلفزيون الرسمي، إلى تزامن الاحتفال بعيد الاستقلال مع العيد الثالث لثورة ديسمبر المجيدة.
ووصفها بأنها ثورة مكملة لمعاني الاستقلال وترسيخ نضالاته لبناء الدولة السودانية الحديثة القائمة على أسس الحرية والسلام والعدالة.
وأقر بأن البلاد تمر بوضع عصيب وتحيط بها تحديات ومصاعب وأزمات، وقال: «هي في الواقع مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها، ولا يمكن مواجهتها إلا بالوعي التام، والأمانة الخالصة والشعور بالإنتماء الحقيقي لهذا الوطن ووضع مصلحته فوق أي مصلحة أخرى».
وجدّد البرهان، تأكيده التمسك بالمُمسكات الوطنية، «وحماية البلاد من الإنزلاق نحو الفوضى والخراب والعمل الجاد للمحافظة علـى الفتـرة الانتقالية ونجاحها واستكمال مهامها ومواصلة مسيرة السلام، وبناء كل مؤسسات الحكم الانتقالي وتنظيم إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وقتها المُحدد يفٌوض فيها الشعب السوداني من يختاره لحكم البلاد».
وقوبل انقلاب البرهان برفض الشارع، لكنه أحدث انقساماً وسط القوى السياسية التي لم تصل إلى توافق بشأن حل الأزمة، كما تسبب الانقلاب في توقف كثير من الدعم الاقتصادي والسياسي الذي أعلنت عنه عديد الدول والمنظمات في وقت سابق.