قائد شرطي يُصادر أدوية (وجدي صالح) المحتجز في أحد المراكز
الخرطوم – صقر الجديان
جرد مساعد المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم الفريق عثمان الحاج، فجر الأحد، القيادي في الحرية والتغيير المحتجز في مركز شرطة الشمالي وجدي صالح من أدويته وملحقاته الشخصية.
واستنكر مئات الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الإجراء الذي ينتهك الحق في العلاج، خاصة وأن المسؤول الشرطي نقل قادة المركز إلى دوائر اختصاص أخرى لتسهيلهم مقابلة وجدي صالح لأسرته ومحاموه وزملاءه السياسيين.
وقال محامٍ في هيئة الدفاع عن وجدي صالح ــ فضل حجب اسمه ــ وفقاً لـ “سودان تربيون”، إن “مساعد مدير ولاية الخرطوم اقتحم حراسات مركز الشمالي، وجرد صالح ــ وحده ــ من الأدوية ووسادة النوم والغطاء”.
وأشار إلى أن المسؤول الشرطي أصدر أوامر بعدم حصول وجدي صالح على مقتنيات شخصية ومنع الزيارة عنه إلا بموجب إذن منه، كما أقدم على نقل جميع ضباط المركز بمن فيهم مديره الذي يحمل رتبة العقيد واستبدله بمدير آخر برتبة العميد.
وقالت شرطة ولاية الخرطوم إن زيارة عثمان الحاج إلى مقر مركز شرطة الشمالي تأتي في سياق الوقوف على سير العمل الإداري والجنائي، كما أنه تفقد الحرسات للتأكد من مطابقتها لحقوق الإنسان.
وأفادت بأن مدير عام شرطة الولاية قرر ترفيع مركز شرطة الشمالي بتعيين ضابط برتبة عميد، ليتولي مهام وواجبات رئيس القسم نظرًا لأهميته من الناحية الجنائية، كما أجرى تنقلات وسط الضابط وضباط الصف والجنود.
ونفت شرطة ولاية الخرطوم زيارة وزير الداخلية إلى مركز الشمالي، دون أن تتحدث أو تنفي تجريد وجدي صالح من “أدويته واحتياجاته الأساسية”.
والجمعة، جدد قاضٍ محكمة جنايات الخرطوم شمال عمر عبد الله، احتجاز عضو لجنة التفكيك ــ المجمدة وجدي صالح عبده لمدة أسبوعان، بغرض التحقيق معه في عدة دعاوى.
وسلم صالح نفسه إلى مركز شرطةــ الشمالي بعد نشر النيابة العامة، الأربعاء، إعلانا عن أنه متهما هاربا، معتبرا هذا السلوك “اغتيالا للشخصية” حيث أنه متواجد في منزله والشوارع ومراكز الشرطة والمحاكم ومكتبه.
واتهمت أسرة وجدي صالح رئيس الحكم العسكري الجنرال عبد الفتاح البرهان باستهدافه ومحاولة تشويه سمعته، وقال إن “هذا لن يجدي فالشعب السوداني يعلم من الفاسد ومن الذي يتستر بالأجهزة العدلية”.
وحملت الأسرة البرهان والأجهزة الأمنية مسؤولية سلامة وجدي صالح.
وقال نائب رئيس مجلس أمناء هيئة محامي دارفور الحقوقي الصادق علي حسن، وفقا لـ “سودان تربيون”، إن “الحصول على الأدوية الضرورية للموقوف حق ومنعه أو تجريده منها قد يعرضه لمخاطر صحية”.
وأشار إلى أن من قام بتجريد صالح من الأدوية مسؤول عن إي نتائج تنجم عن أذى مقصود بصحة الموقوف، إضافة إلى المسؤولية الإدارية.
وحاولت السُّلطات ترحيل وجدي صالح، عصر الأحد، إلى سجن الهدى غربي الخرطوم، إلا أنه رفض تنفيذ هذا الأمر دون وجود هيئة الدفاع عنه.
وعمل وجدي صالح، وهو متحدث باسم الحرية والتغيير وقياديا في حزب البعث العربي، عضوا في لجنة التفكيك التي جمد الجنرال عبد الفتاح البرهان أنشطتها في أولى قراراته بعد الانقلاب الذي نفذه في 25 أكتوبر 2021.
ويعتزم مُدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون من بينهم محامو الطوارئ، تنظيم موكبا جماهيريا بعد غدًا الثلاثاء، إلى مقر النيابة العامة والسُّلطة القضائية بولاية الخرطوم، للتنديد بالانتهاكات التي تعرض لها وجدي صالح.
وأعلنت لجنة تسيير نقابة المحامين، الخميس، عن عزمها مقاضاة النيابة العامة لمخالفتها القانون في إعلان وجدي صالح متهما هاربا؛ كما قررت الحرية والتغيير مناهضة ما وصفتها بأساليب استغلال النيابة العامة لتصفية الخصومة السياسية، وطالبت بالإفراج الفوري عن صالح وفتح تحقيق في الإجراءات الخاطئة التي اُرتكبت بحقه.
إقرأ المزيد