أخبار السياسة المحلية

قاعدة أوسيف الإيرانية: بوابة الحرب الجديدة في البحر الأحمر

بورتسودان – صقر الجديان

في خطوة تصفها مصادر أمنية بأنها الأخطر منذ اندلاع الحرب في السودان، كشفت تقارير موثوقة أن الجيش السوداني وسلطة بورتسودان قد منحا إيران موطئ قدم استراتيجي على الساحل السوداني للبحر الأحمر، تمثل في إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة “أوسيف”. هذا التحرك لم يكن سوى ثمن لدعم لوجستي وعسكري ساهم في إطالة أمد الحرب الداخلية، لكنه فتح الباب على مصراعيه لتدخلات إقليمية تهدد الأمن القومي للمنطقة بأكملها.

تعاون عسكري سري.. وتسليم السيادة مقابل السلاح

بحسب المعلومات التي حصلت عليها “صقر الجديان ”، فإن القاعدة الإيرانية في أوسيف ليست مجرد منشأة عسكرية، بل مركز عمليات متقدم مزود بتقنيات مراقبة وطائرات مسيّرة، ويعمل فيه خبراء إيرانيون وصلوا إلى السودان عبر رحلات غير معلنة. مهامهم شملت تدريب عناصر موالية للجيش السوداني على تقنيات حربية متقدمة.

الاتفاق غير المعلن بين الجيش السوداني وطهران، كشف عن حجم الأزمة العسكرية التي يواجهها الجيش، والذي وجد في الدعم الإيراني وسيلة للاستمرار في الحرب، ولو على حساب سيادة البلاد. مصادر محلية أكدت أن بعض الشحنات وصلت ليلًا إلى الميناء تحت غطاء إنساني، بينما كانت تحمل أسلحة وعتادًا متطورًا.

إيران في البحر الأحمر.. والخرطوم بوابة النفوذ

وجود قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأحمر يشكل تطورًا غير مسبوق في خريطة النفوذ الإقليمي. فالبحر الأحمر يعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، ومرورًا أساسيًا لنقل النفط والغاز. ومن شأن وجود قوة عسكرية لطهران على ضفافه أن يعيد ترتيب أوراق الصراع الجيوسياسي.

التحرك الإيراني في السودان لا يمكن فصله عن تمدده في اليمن عبر الحوثيين، وفي سوريا ولبنان عبر حزب الله، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول نوايا طهران في استخدام أوسيف كمنصة تهديد عسكري مباشر للخصوم الإقليميين، من الخليج إلى مصر.

المجتمع الدولي غائب.. والخطر يتصاعد

المقلق في هذا السيناريو ليس فقط التمدد الإيراني، بل غياب الموقف الدولي الفعّال. فرغم إدراك القوى الكبرى لحساسية البحر الأحمر، لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي يدين هذه الخطوة أو يطالب بوقفها. هذا الصمت يعزز فرضية أن السودان يُترك لمصيره، ويُحوَّل تدريجيًا إلى ساحة صراع إقليمي مفتوح.

تحذّر مصادر أمنية من أن استمرار القاعدة الإيرانية في أوسيف دون رد دولي سيفتح الباب لسيناريوهات أخطر، منها استهداف الملاحة، وفرض وقائع جديدة على الأرض في منطقة شديدة الحساسية، بما يهدد التوازن الإقليمي لعقود قادمة.

ما يحدث في أوسيف ليس تفصيلاً عابرًا في الصراع السوداني، بل منعطفًا إقليميًا يستوجب وقفة حازمة. فالسودان، بجيشه المتحالف مع الخارج، يجر البلاد إلى أتون حرب باردة على ساحله الشرقي، عنوانها: نفوذ إيراني مقابل استمرار حرب داخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى