قبل الموعد الرسمي.. لماذا يعلن الإعلام الأميركي عن “الرئيس المنتخب”؟
واشنطن – صقر الجديان
أعلنت وسائل إعلام أميركية، السبت، فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، أمام منافسه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في انتخابات يقول الأخير إن انتهاكات شابتها في عدد من الولايات.
وكالة أسوشيتد برس، أوضحت في تقرير نشرته الأربعاء، لماذا وكيف تعلن وسائل الإعلام من هو الفائز في الانتخابات الرئاسية.
يوجد في كل ولاية قواعد وأنظمة مختلفة تحكم قواعد الاقتراع وفرز الأصوات، ولا توجد هيئة أو مؤسسة تقوم بالإعلان عن إجمالي نتيجة الانتخابات، وهو دور اضطلعت فيه وسائل الإعلام التي تقوم بجمع هذه البيانات، والكشف عن نتائجها، منذ العام 1848 عندما أعلنت في حينها وكالة أسوشيتد برس، فوز زاكاري تايلور.
وفي الولايات المتحدة يختار أعضاء المجمع الانتخابي الرئيس الأميركي، في عملية تبدأ أولا بالتصويت الشعبي في أنحاء البلاد. لكن عمل المجمع الانتخابي يحتاج أسابيع.
في ثمانينيات القرن التاسع عشر، كانت عمليات الفرز والعد بطيئة والتواصل بين الولايات يحتاج وقتا طويلا، وهو ما دفع المؤسسات الإعلامية للقيام بهذا الدور، إذ كانت تجمع نتائج التصويت من الولايات وتعلن الفائز بناء على هذه البيانات.
لماذا تعلن وسائل الإعلام النتيجة؟
يشير تقرير الوكالة إلى أن توقع نتائج الانتخابات، واعتماد يوم واحد للتصويت، لم تكن من ثوابت العملية الانتخابية سابقا.
الآباء المؤسسون صمموا النظام الانتخابي ليعتمد على المجمع الانتخابي في اختيار الرئيس، وهو ما كان له دور في دفع الولايات للتصديق على الدستور، وفق أليكس كيسار، من جامعة هارفارد.
يقول أستاذ التاريخ ديفيد غرينبيرغ، من جامعة روتجرز، إن الانتخابات الرئاسية كانت تتم على مدار عدة أيام، ولم يكن التصويت من جميع الولايات في اليوم ذاته، ولكن تم اعتماد التصويت في يوم واحد، بسبب المخاوف من تأثير ولاية على ولاية ثانية في توجيه مسار الانتخاب.
وبعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، كان يتم اختيار كل ولاية لممثليها في المجمع الانتخابي، وهم الذين أقسموا على التصويت للمرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في تلك الولاية، ولكن اجتماعهم الرئيسي والتصويت لن يجري قبل الـ 14 من ديسمبر.
وتطور دور الإعلام في هذه العملية، من جانبين، الأول، أن وسائل الإعلام لديها غريزة لتبليغ الأخبار، والثاني، أن الأميركيين لا يريدون الانتظار حتى منتصف ديسمبر لمعرفة النتيجة.
ريك إدموندز، من معهد بوينتر للدراسات الإعلامية، يقول إنه في ظل هيكل لامركزي للنظام، لم يكن هناك أحد غير وسائل الإعلام لتكون على استعداد لتحمل تكلفة جدولة البيانات، فلجنة الانتخابات الفيدرالية تقوم بتوفير جزء من هذه البيانات وليس جميعها.
وكالة أسوشيتد برس، بدأت بهذا الدور، إذ كانت تقوم بجمع هذه الأصوات وتحليل البيانات ما قبل الحرب الأهلية، وبدأت الشبكات المتلفزة في الستينات بإجراء تحليلاتها الخاصة.
وفي انتخابات 2020، أعلنت الوكالة ووسائل الإعلام المختلفة الفائز بالانتخابات بناء على تحليل النتائج بعد أربعة أيام من يوم التصويت، وهي تعد انتخابات معقدة خاصة في ظل جائحة كورونا المستجد، والاقبال على التصويت المسبق من خلال الاقتراع بالبريد.
كيف تقوم وسائل الإعلام بجمع النتائج؟
لدى وسائل الإعلام شبكة من المراسلين المتخصصين في جميع الولايات الأميركية، والذين يقومون بجمع الأصوات بشكل مباشر من المسؤولين المحليين في كل مقاطعة، ويقوم آخرون بجميع البيانات التي تنشر بشكل مباشر على المواقع الإلكترونية للمقاطعات أو الولايات المختلفة.
السبت الماضي، أعلنت أسوشيتد برس فوز المرشح الديمقراطي، بايدن، بعدما ظهرت نتائج ولاية بنسلفانيا، إذ تجاوز عدد الأعضاء الممثلين له في الهيئة الانتخابية الـ 270 عضوا والتي تجعل أي مرشح حكما في عداد الفائزين، ووصل إلى 290 عضوا، ما يعني إنه هو الرئيس المنتخب، وهو ما اعتمدت عليه أيضا وسائل إعلام أميركية مختلفة للإعلان عن النتيجة.
كيسار من هارفارد، يقول إن هذا الأمر ميزة للصحافة الحرة والمستقلة، ولكن ليس لها صفة رسمية، وبالنهاية نتائجها غير ملزمة لأي شخص، وهو ما يخلق الارتباك لدى البعض.
ماذا لو كانت النتائج خاطئة؟
الأخطاء في جمع النتائج يمكن أن حدث، وعلى سبيل المثال في 1948 أعلنت صحيفة شيكاغو ديلي تريبيون هزيمة هاري ترومان على الصفحة الأولى من طبعتها الأولى، ولكن بعدما وصلت جميع النتائج تبين فوزه.
وفي عام 2000 أعلنت وسائل الإعلام بما فيهم أسوشيتد برس فوز آل غور على منافسه جورج دبليو بوش، وفيما بعد وبعد أكثر من شهر تحقق فوز بوش بفارق ضئيل عن منافسه.