قطر تسعى لفتح مسارات جديدة لا تلفت اليها الأنظار لاستعادة حضورها السياسي في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
فتحت السلطة الانتقالية السودانية الباب مجددا أمام عودة النفوذ القطري إلى السودان، لكن هذه المرة من بوابة المشروعات الاستثمارية، وليس عبر الجمعيات والمنظمات الخيرية التي لعبت دوراً مشبوهاً في دعم تنظيم الإخوان ما تسبب في استمرار الصراع بين نظام الرئيس عمر البشير والحركات المسلحة.
ووقعت وزارة الثروة الحيوانية مذكرة تفاهم مع شركة بيت للإستثمار والأنشطة المتتعدة القطرية.
مع تحرك السلطة الانتقالية في السودان لتفكيك ارتباطات الرئيس المعزول عمر البشير بقطر وجماعات الإسلام السياسي، بدأت الدوحة تبحث عن منافذ أخرى بعيدة نسبيا عن الشبهة للعودة للساحة السودانية وإعادة تفعيل مشروع تمكين الإخوان، محاولة القفز على على بعض الحواجز والمطبات التي وضعتها قوى الحرية والتغيير أمام فلول النظام السابق.
ولم يكن خافيا حجم الارتباط الوثيق بين النظام السوداني السابق وقطر والذي تعزز على أكثر من مستوى كان أكثرها عقود سخية لإسناد البشير في مواجهة أزمات كثيرة.
وتسعى الدوحة لاستثمار شبكة العلاقات التي نسجتها في عهد الرئيس السوداني المعزول للحفاظ على حضورها السياسي الذي تقلص بشكل كبير مع كل خطوة تتخذها السلطة الانتقالية في الخرطوم لإزالة تمكين الحركة الإسلامية.
وحافظت قطر على نفوذ كبير في السودان خاصة في إقليم دارفور طوال عهد البشير، ولعبت دورا في رعاية محادثات بين الخرطوم وحركات مسلحة، واتهمت في الوقت نفسه بأنها كانت تعبث في الإقليم الذي يتكون من قبائل مختلفة ومتناحرة، ما جعل السلطة الانتقالية تقوض دورها، خوفا من الاتهام بالانحياز للنظام السابق الذي كانت الدوحة من أهم داعميه.
ويرى مراقبون أن قطر لا تنشغل كثيراً بشكل وجودها في دارفور حاليا، سواء أكان عبر المشروعات الاستثمارية أو الجمعيات الخيرية فالمهم أن تحافظ على مصالحها في السودان، حيث حاولت الدخول على خط السلام لتحصين نفوذها وأخفقت.