أخبار السياسة العالمية

قطر في تركيا.. “أموال حرام” لم تنقذ سياسات أردوغان الفاشلة

 

رغم هروب الاستثمارات الأجنبية من تركيا، تضخ قطر بسخاء المليارات في أنقرة إلا أنها تبدو كأموال حرام “لا تسمن ولا تغني من جوع”.

تحاول قطر عبر ملياراتها تلميع صورة النظام الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان ومساعدته في وقف تدهور الليرة التركية والحد من أزمات أنقرة الاقتصادية وانتشاله من عثراته السياسية وانهيار شعبيته.

فما بين بيع حق تشغيل ميناء أنطاليا مرورا ببيع مركز التسوق الشهير “أستينيا بارك” ونسبة ببورصة إسطنبول إلى مصنع الدبابات، ضخت قطر عشرات المليارات إلا أن كل محاولاتها لم تجد نفعا مع اقتصاد تركيا المنهار.

استثمارات “ملغومة سياسيا” فجرت استياء كبيرا وأثارت ردود فعل غاضبة خصوصا من المعارضة التي شنّت هجومًا لاذعا على نظام أردوغان.

خان الأمانة

وفي مقطع فيديو نشره على حسابه بموقع “تويتر”، وتابعته “العين الإخبارية”، اتهم داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب “المستقبل” المعارض، أردوغان، بخيانة الأمانة، بسبب بيع البورصة لقطر، مطالبًا إياه بالعودة إلى صوابه.

وأوضح أن هذه الصفقة جاءت لإنقاذ الاقتصاد من الأوضاع المتردية التي بات عليها، مشيرًا إلى أن “هذه الأوضاع وصلت إلى درجة لا يمكن معها إنقاذ الاقتصاد”.

وأضاف: “لا يمكنك العثور على غطاء لهذا الحطام يا سيد أردوغان. هذا البلد ليس البورصة الخاصة بك، ولا السوق الخاص بك، ولا متجرك، تركيا دولة يعيش بها أمة من الشرفاء”.

كما شدد على أنه “لا أحد يستطيع أن ينجو من هذا الدمار الذي لحق بالبلاد من خلال طلب العفو والمغفرة. فأولئك الذين يضرون هذا البلد سيحاسبون”، لافتًا إلى أن “مهندس آلية الفساد في تركيا، هو حزب العدالة والتنمية”.

مصنع الدبابات

وهاجم فائق أوزتراق، متحدث حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، نائب رئيس الحزب، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية، أردوغان، وقال إنه باع المصنع في إطار سياسات الخصخصة التي يتبعها، ويقوم من خلالها ببيع تركيا.

وأضاف المعارض المذكور قائلا: “خرج السيد أردوغان بالأمس علينا وقال: نحن أمام افتراءات، اسم الصفقة ليس بيعًا ولا خصخصة، بل تحويل ونقل!”.

وأضاف أوزتراق “مَن وقع على هذا القرار؟.. إنه رئيس الدولة الذي يراوغ تركيا بأكملها، ولا يريد أن يعترف أن القرار الذي وقعه يقول إن ما قام به خصخصة، ولا شيء غيرها”.

وتابع: “يهاجمون رئيس حزب الشعب الجمهوري (كمال قليجدار أوغلو) ليخفوا عجزهم وفشلهم عن الأمة التركية. يهاجمون رئيسنا ويحرضون زعماء المافيا عليه، هذا إلى جانب الدعاوى وقضايا التعويضات، ولكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة إليهم”.

وصفقة مصنع صفائح الدبابات التي انتقدتها المعارضة التركية، تم الكشف عنها في سبتمبر/أيلول 2019، حيث أعلنت العديد من وسائل الإعلام المحلية، عن انتقال ملكية المصنع الموجود بمدينة سكاريا (غرب) للدوحة.

ووفق ما ذكرته التقارير الإعلامية آنذاك، فإن المصنع في البداية كان تابعا لمديرية مصانع الصيانة الرئيسية التابعة للمديرية العامة للمصانع العسكرية (تتبع وزارة الدفاع)، وانتقل بشكل رسمي إلى شركة تشغيل المصانع العسكرية والترسانات التركية (أسفات) التابعة لذات الوزارة.

وأوضحت التقارير أن عملية النقل جاءت للتحايل على الرأي العام التركي، بعد أن أثارت عملية خصخصة المصنع بشكل مباشر، عاصفة من الانتقادات داخل المجتمع.

وتكمن الحيلة هنا في أن شركة “أسفات” ستقوم بدورها بتأجير المصنع لشركة “بي إم سي”، متعددة الجنسيات التي يمتلكها رجل الأعمال أدهم صانجاك.

إلا أن الشريك الأكبر في الشركة المذكورة هو الجيش القطري بقيمة 49.99%، ما يعني امتلاك القوات المسلحة القطرية حق الإدارة.

تأميم استثمارات الدوحة

وفي وقت سابق، دعا زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إلى تأميم الاستثمارات القطرية في بلاده، مضيفًا “قطر تستثمر وتجني الأرباح ونحن لا نفعل شيئًا”.

وقال قليجدار أوغلو في تصريحات أدلى بها في يوليو/تموز الماضي: “ماذا نعمل نحن بينما قطر تجني الأموال والأرباح”، مشيراً إلى استثمارات الدوحة في منطقة قناة إسطنبول، وشرائها مصنع دبابات تابع للجيش التركي في سكاريا، غربي البلاد.

وأضاف قليجدار أوغلو قائلا: “نريد تأميم كل الاستثمارات التي تستغل حقوق المواطنين من خلال دمج القطاعين العام والخاص. فقد تم بيع مصنع صفائح الدبابات لصالح قطر قبل دفع قرش واحد. والآن يعمل الجنود الأتراك في الجيش القطري. فالمصنع مصنعنا والعمال عمالنا ولكن الأموال لقطر”.

وأردف قائلا: “يجب على كل مواطن أن يحقق ويبحث عن حقه في هذه القضية. ويجب أن تتم محاسبة هذا النظام على كل قرش يصرفه”.

الاستثمارات القطرية

وفي وقت سابق، اشترت مجموعة قنوات “بين” القطرية، التي تمتلك قناة الجزيرة، قناة “ديجي ترك”.

كما كشفت تقارير إعلامية تركية، وأحزاب معارضة عن قيام الشيخة موزة والدة أمير قطر بتأسيس شركة مساهمة باسم “Triple M” للعقارات السياحية، في منطقة باشاك شهير بالشطر الأوروبي من إسطنبول، برأس مال 100 ألف ليرة تركية، بتاريخ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.

45.45% من أسهم الشركة ملك للأميرة موزة، بينما 31.82% تمتلكها منيرة بنت ناصر المسند زوجة نائب رئيس الوزراء القطري الأسبق عبد الله بن حمد العطية، و22.73% ملكًا لـ شنا ناصر المسند.

وتبلغ مساحة أراض الشركة وفقا لقرار التخصيص، 44 ألف و702 متر مربع، في قرية باقلالي التابعة لبلدة أرناؤوط كوي، وهي مخصصة للزراعة. وقد تمت عملية الشراء بتاريخ 27 ديسمبر/ كانون أول 2018 أي بعد شهر ونصف الشهر فقط من تأسيس الشركة.

وكشفت شركة مقاولات وإنشاءات تركية، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين أول الماضي، عن انتهائها من 75% من أعمال البناء الخاصة بمجمع قصور تبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع، بولاية يالوفا، غربي تركيا، وذلك لصالح العائلة الحاكمة في قطر.

كما سبق وأن اشترى القطريون بنك “قطر الوطني فينانس بنك” بـ2.75 مليار يورو، وفي العام 2013 استحوذ البنك التجاري القطري، على 71% من بنك “آق بنك” التركي، مقابل 460 مليون دولار، ومع نهاية العام 2016، دفع البنك القطري 224 مليون دولار إضافية واستحوذ على كافة أسهم البنك.

كما أن أمير قطر، تميم بن حمد، اشترى في العام 2015، قصر الأمير برهان الدين أفندي، أحد أهم القصور التركية من الناحية التاريخية، مقابل 100 مليون يورو، وأهداه لزوجته الثانية العنود بنت مانع الهاجري.

ويقع قصر أربيلجين في منطقة “يني كوي”على شارع كوي باش في حي “صاريير” أحد أرقى أحياء إسطنبول المطلّة على البوسفور ولهذا غيرت بلدية إسطنبول اسم أحد شوارع المدينة المهمة في حي صاريير ليُصبح اسمه “شارع قطر” مما أثار جدلا كبيرا في أوساط مختلفة.

مساعدات للخارج واقتصاد مترد

وفي سياق آخر، انتقد فائق أوزتراق، متحدث حزب الشعب الجمهوري، تصريحات أردوغان التي أعلن فيها إرسال حكومته المساعدات إلى نحو 156 دولة تعاني من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على الرغم من الحالة الاقتصادية المتدنية التي يعيشها شعبه.

وأضاف قائلا: “بدلًا من دعم التجار والمزارعين والأسر محدودة الدخل ، يتباهى أردوغان بإرسال المساعدات لـ156 دولة و9 منظمات دولية!”.

وزاد قائلا: “حسنًا، كانت هناك فرصة في ميزانيتنا لدعم الدول الأخرى، ولكن لماذا لا توزع الحكومة 5 أقنعة طبية مجانًا على المواطنين؟! ولماذا تجمع التبرعات من الشعب؟!”.

ولفت أوزتراق إلى أن “دعم الحكومة التركية لـ156 دولة يعتبر أكبر من طاقة الدولة ويفوق ميزانية الأمة”، مضيفًا “هل أنت إلى هذا الحد بعيد عن الأمة؟ أنت لا ترى حال الأتراك من قصورك، الأمة فقدت صوابها”.

وتابع: “بسبب الحكومة، يقف شعبنا في طوابير المستشفيات طالبًا المساعدة للشفاء من كورونا، لكن حكومة القصر لا تبالي، ونظام الرجل الواحد الذي تعيشه تركيا يعني أن يبقى الشعب في آخر قائمة الانتظار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى