قطر في “رسائل هيلاري”.. أدلة جديدة تؤكد دورها التخريبي
الدوحة – صقر الجديان
قبل عدة أيام وصف الأمير بندر بن سلطان، أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، النظام القطري، بأنه مثل حشرة “القراد”.
والقراد هي حشرة حجمها صغير، وتعيش على أجسام الطيور والحيوانات، وتتغذّى على دمائها، في إشارة إلى أن نظام الحمدين يقتات على دماء الأبرياء، ولكن رغم ذلك “القراد يبقى قراد”، كما أكد الأمير بندر.
الوصف الذي أطلقه الأمير بندر على قطر، أكده مضمون رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والتي تم رفع السرية عنها.
الرسائل كشفت خيوط تآمر إدارة أوباما وحزبه الديمقراطي، بالتعاون مع نظام “الحمدين” وجماعة الإخوان الإرهابية، على الدول العربية والإسلامية، تحت مزاعم نشر الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان.
وكشفت رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون العديد من المفاجآت من بينها تمويل قطر لتنظيم الإخوان الإرهابي لتأسيس مؤسسات إعلامية باستثمارات قيمتها ملايين الدولارات لدعم وترويج الخراب والتطرف.
كلينتون والجزيرة
وتكشف الوثائق مدى ارتباط هيلاري بقناة “الجزيرة” القطرية، بوق قطر لدعم الإرهاب والدعوة للفوضى، ومحاولة استغلالها لتلميع صورة إدارة أوباما.
وأشارت الوثائق إلى أن هيلاري آثرت زيارة شبكة “الجزيرة” القطرية على زيارة القوات الأمريكية المرابطة في قاعدة العديد القطرية، جنوب غرب العاصمة الدوحة.
وتشير إحدى الوثائق الخاصة إلى زيارة قامت بها هيلاري كلينتون إلى الدوحة في الأول من مايو/أيار عام 2011 وغادرتها مساء الثاني من مايو/أيار.
وتضمن برنامج عمل الرحلة اجتماعا خاصا في فندق “فور سيزونز” مع المدير العام لشبكة “الجزيرة” القطرية آنذاك وضاح خنفر، والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية توني بورمان.
وأعقب ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة “الجزيرة” في مقر القناة شاركت فيه القيادة القطرية للشبكة، وتضمنت المناقشات زيارة وفد “الجزيرة” إلى واشنطن في منتصف مايو/أيار من نفس العام.
واختتمت هذه الاجتماعات بلقاء مع رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يعد صاحب السلطة المطلقة في قناة “الجزيرة”.
وسعت كلينتون لاستغلال الزيارة بترتيب بث تقرير باللغة العربية على الجزيرة: تقرير مدته 15 دقيقة يجري تصويره في قناة الجزيرة يسلط الضوء على تعهد الإدارة تجاه المجتمعات المسلمة في العالم، وكذلك مقابلة مع أحد صحفيي الجزيرة باللغة الإنجليزية.
وكذلك تقرير باللغة الإنجليزية على قناة “الجزيرة” الناطقة بالإنجليزية لمدة 15 دقيقة يحمل نفس مضمون التقرير العربي.
التآمر على مصر
من بين الوثائق الأخرى التي كشفتها رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون محادثة مع رئيس الوزراء القطري آنذاك حمد بن جاسم لمناقشة صندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وطلب مشاركة قطر في الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة في ذلك.
وتشير الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة دشنت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس، بهدف توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص.
وجرى تعيين جيم هارمون، الذي تولى خلال فترة ولاية الرئيس كلينتون الثانية، منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد، رئيسا للصندوق.
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، مع علم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وأنه يمكن تخصيص جزء من الـ2 مليار دولار للصندوق.
وتكشف هذه الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري، وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها “الربيع العربي”.
إثارة الفوضى بليبيا
فيما يتعلق بليبيا، كشفت الرسائل الدور التخريبي لقطر وتنظيم الإخوان في ليبيا وتحويل العاصمة طرابلس إلى بيئة مثالية للمليشيات والفكر المتطرف.
وكشفت الرسائل عن تفاصيل بشأن المؤامرة التي دُبرت لإسقاط نظام القذافي وكيف تم تصعيد وإشعال الفتنة بين أفراد الشعب الليبي.
وتضمنت الرسائل الكشف عن مشاركة قطر لحلف الناتو في قصف ليبيا، ودعم ما يسمى “ثورة فبراير”.
وكشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، أن رئيس الوزراء الليبي الراحل محمود جبريل، حذر من أن قطر تسعى إلى لعب دور أكبر من حجمها في ليبيا عبر تمويل ودعم مليشيات الإرهاب وأمراء الحرب.
وذكرت الرسالة، التي جاءت بعنوان “رئيس الوزراء الليبي السابق: قطر تسعى إلى لعب دور كبير للغاية”، والمؤرخة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، أن جبريل، اتهم قطر بمحاولة لعب دور أكبر من حجمها بالتدخل في شؤون بلاده ودعم فصائل وقادة عسكريين بليبيا.
وأضاف جبريل، الذي استقال في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 بعد القبض على القذافي وقتله، في مقابلة تلفزيونية: “أعتقد أن قطر تحاول لعب دور أكبر من إمكاناتها الحقيقية”.
تمويل الإخوان
أيضا كشفت رسالة مؤرخة في 17 سبتمبر/أيلول 2012 بعنوان “الإخوان يخططون لمشروع إعلامي من شركاء قطريين”، أن النظام القطري مول تنظيم “الإخوان” الإرهابي لتأسيس مؤسسات إعلامية باستثمارات قيمتها ملايين الدولارات.
ونقلت عن مصادر في الجماعة (لم تحدد هويتها) قولها إن “الإخوان” تخطط لتأسيس مؤسسة إعلامية كبرى ومركز أبحاث بشراكة قطرية، لم تسمّ أيا منهما.
وقالت المصادر إن مكتب الإرشاد قرر في أحد اجتماعاته تفويض القيادي بالجماعة خيرت الشاطر بالسفر إلى الدوحة لتوقيع عقد المشروع مع مستثمرين هناك، يرافقه وفد يضم أعضاء مكتب الإرشاد محمود غزلان وحسام أبوبكر.
وأفادت الرسالة بأن المؤسسة الإعلامية برأس مال 100 مليون دولار، وتشمل قناة فضائية إخبارية عالمية وصحيفة مستقلة يومية، وفقا للمصادر ذاتها.
وجاء ذكر وضاح خنفر، مدير الجزيرة آنذاك، مع الحديث عن تأسيس شبكة إعلامية إخوانية إرهابية، بتمويل قطري ورعاية أمريكية، لدعم حكم الإرهابية في مصر وتونس.
وقالت دانا سميث سفير أمريكا لدى الدوحة في الرسالة، تعقيبا على ضخ قطر 100 مليون دولار لتأسيس شبكة إعلامية متكاملة للإخوان، إن خنفر الذي كان يشغل مدير قناة الجزيرة سيكون لديه وظيفة جديدة مثيرة.
وتشير هذه الرسالة إلى أن خنفر سيتولى إدارة هذه الشبكة، بدعم قطري وغطاء ومباركة أمريكية من إدارة أوباما.