قفص زجاجي ومشاهد درامية.. الخليفي يثير الذعر في سويسرا
بيلينزونا – صقر الجديان
تواصل المحكمة الفيدرالية الجنائية في مدينة بيلينزونا بسويسرا إجراءات محاكمة القطري ناصر الخليفي، مالك قنوات بي إن سبورت ورئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بتهم التحريض على ارتكاب أعمال فساد ودفع رشى لحصول قنواته على حق إذاعة مباريات كأس العالم عامي 2026 و2030.
صحيفة “ليكيب الفرنسية” سلطت الضوء على كواليس محاكمة المسؤول القطري المهدد بالسجن لـ5 سنوات، طبقا للقانون الجنائي السويسري، بتهمة التحريض على ارتكاب أعمال إجرامية على المستوى الإداري.
ويتهم القضاء السويسري الخليفي بمنح امتيازات لجيروم فالكه، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، منها استخدام فيلا فاخرة في جزيرة سردينيا الايطالية، مقابل حصوله على حقوق البث التلفزيوني لبطولتي كأس العالم 2026 و2030.
الخليفي يثير الرعب
الصحيفة الرياضية الفرنسية سلطت الضوء على حالة الرعب التي عاشتها السلطات السويسرية، بسبب مثول الخليفي أمام المحكمة، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تعاني منه قطر بشكل كبير.
وزارة الصحة السويسرية كانت قد صنفت قطر ضمن قائمة الدول ذات مستوى الخطر المرتفع، بسبب تفشي فيروس كورونا فيها بشكل غير مسبوق، وفشل السلطات السياسية في احتواء هذه الأزمة الصحية.
السلطات السويسرية فرضت على رئيس نادي العاصمة الفرنسية العديد من الإجراءات الاستثنائية خشية أن يتسبب في انتشار فيروس كورونا المستجد داخل أرجاء المحكمة.
وفرضت السلطات على الخليفي الوجود في قفص زجاجي بشكل منعزل، كما منعته من إزالة الكمامة الطبية إلا لفترة وجيزة، وتحديدا عند استجوابه من قبل القاضي بخصوص علاقاته المشبوهة مع جيروم فالكه.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن الخليفي كان مضطرا لأن يمكث في غرفة صغيرة منعزلة داخل المحكمة الجنائية الفيدرالية أثناء فترات الراحة.
مشاهد درامية
مشهد الخليفي في المحكمة الفيدرالية الجنائية، كما صورته صحيفة “ليكيب” الفرنسية، بدا مخزيا وأعاد للأذهان صور محاكمات مجرمي الحرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
الخليفي يرافقه كل من يوسف العبيدلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بي إن سبورتس” القطرية، وديفيد سوغدن، مدير شؤون الشركات والاتصالات بمجموعة “بي إن سبورتس”، وجان مارشال ريبس ، مدير الاتصالات في نادي باريس سان جيرمان، بالإضافة إلى محاميه جريجوار مانجيت ومارك بونانت.
ويحرص الخماسي على مرافقة الخليفي بشكل مستمر، وإمداده بالتعليقات الواجب عليه الإدلاء بها من أجل النجاة من المحاكمة، لا سيما في ظل ضعف موقفه بالقضية.
وكانت المحكمة الفيدرالية الجنائية استجوبت الخليفي حول قيمة ثروته، وهو ما رفض الإجابة عنه، قبل أن يضغط عليه القاضي، ليجد نفسه مجبرا على الإجابة.
وأعلن الخليفي أن ما تقاضاه في عام 2017 بلغت قيمته من 15 إلى 25 مليون دولار، وأن إجمالي ثروته حينها تراوح بين 70 و100 مليون دولار.
وقال الخليفي لهيئة المحكمة إن هذا الدخل يرتبط بالوظائف المختلفة التي يشغلها، باعتباره رئيسا لنادي باريس سان جيرمان ، ورئيسا لمجموعة “بي إن سبورتس” القطرية، ورئيسا للاتحاد القطري للتنس، وعضوا في مجلس إدارة شركة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI)، وعضوا في جهاز قطر للاستثمار، وعضوا في إدارة شركة لإنتاج الأفلام، ووزير دولة في بلاده بدون حقيبة.
إجابة المسؤول القطري جعلته موضع سخرية واسعة من قبل عدة مواقع عالمية من بينها النسخة الفرنسية لشبكة “ياهو”، التي علقت على هذا الموضوع قائلة: “نيمار يحصل على مبلغ 50 مليون يورو سنويا، في حين يحصل مبابي على مبلغ 25 مليون يورو، هذا بدون الأخذ بعين الاعتبار لعقود الإشهار والرعاية، هذا الأمر يجعلهما أغنى من رئيسهما”.
معاملة غريبة
موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي، اندهش من طريقة تعامل الادعاء العام ومحامي الفيفا مع القطري ناصر الخليفي في ثالث جلسات المحاكمة.
الموقع الفرنسي أبدى استغرابه من التساهل الكبير الذي أبداه كل من الادعاء العام في المحكمة الجنائية الفيدرالية في سويسرا، ومحامي الفيفا مع القطري ناصر الخليفي، عكس ما كان عليه الحال في جلسات استجواب الفرنسي جيروم فالكه الذي وجهت إليه 3 اتهامات في ملف منح شبكة قنوات “بي إن سبورتس”، حقوق بث كأس العالم 2026 و2030.
وكانت المحكمة الفيدرالية أعلنت، الجمعة، أن الادعاء العام سيقدم، يوم الثلاثاء المقبل، لائحة الاتهام ضد فالكه والخليفي.
وسيفسح المجال لاحقا لمحامي الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للترافع، على أن تبدأ مرافعات الدفاع يوم الأربعاء 23 سبتمبر/ أيلول وتتواصل على مدار يومين.