قنابل “الواحد كيلو” والدهس بالمدرعات.. تنديد واسع في السودان بـ “وسائل القتل” الجديدة
الخرطوم – صقر الجديان
“أخطر الإصابات حاليا بقنابل الواحد كيلو التي يتم إطلاقها من مدرعات تابعة لقوات الشرطة”، هكذا يقول الناشط السوداني، بشير دراج لموقع “الحرة”، خلال وجوده في تظاهرة جديدة، في منطقة بحري شمال العاصمة الخرطوم، الأحد، احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي نفذ قبل عام وللمطالبة بالحكم المدني.
ويوضح عضو لجنة أطباء السودان المركزية، والناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين، الدكتور علاء عوض، في حديثه لموقع “الحرة”، أن القنابل التي يصفها المتظاهرون “الواحد كيلو” تطلق من مدفع عربة مدرعة، باندفاع أقوى، ما يؤدي إلى إصابة أكبر وأخطر، فيما تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع من بندقية يدوية”.
وحذرت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان عبر تويتر من امتلاك المدرعات “وسيلة قتل” جديدة، حيث “يوجد جنود بداخلها يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع عبر فتحات صغيرة على جانبي المدرعة، يسمي الثوار هذه القنابل بـ”واحد كيلو، وهي في عرف تجربتهم تقتل وتسبب الإعاقات الدائمة”.
ويقول دراج في مكالمة هاتفية يسمع فيها صوت الاشتباكات والصراخ والسعال بسبب الغاز المسيل للدموع، إن هذه “القنابل تقتل المتظاهر إذا كان قريبا منها”، مشيرا إلى “استخدام القوات الأمنية رصاص الخرطوش وخراطيم المياه المخلوطة بمواد كيماوية تصيب الجلد”.
وأرسل دراج فيديوهات من موقع التظاهرات، لم يتسن لموقع “الحرة” التأكد منها بشكل مستقل.
وأكد مراسل الحرة في السودان، الأحد، أن قوات الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين الذين كانوا يعتزمون الوصول إلى مقر القصر الجمهورى وسط الخرطوم.
وأضاف أن منطقة شروني القريبة من القصر الجمهوري شهدت مواجهات بين قوات الشرطة ومتظاهرين شاركوا في مظاهرة أطلقت عليها “تنسيقية المقاومة” اسم “مليونية رايات الشهداء” للمطالبة بالحكم المدني ورفض استمرار العسكريين في سدة الحكم.
وأشار إلى أن سلطات ولاية الخرطوم، استقبلت مواكب المتظاهرين بإغلاق كل من جسر الملك نمر والمنشية وأم درمان للحيلولة دون التحام المواكب مع بعضها البعض.
“هاجس جديد”
أما “الهاجس الجديد الدائم في مشاهد متكررة عنوانها اللامبالاة والتهور واسترخاص الدم السوداني والثقة بالإفلات من العقاب”، خلال التظاهرات، بحسب لجنة الأطباء المركزية، هو تزايد عمليات دهس المتظاهرين من قبل مدرعات شرطية أو عسكرية.
وذكر بيان للجنة أن “مدرعات الشرطة تقتحم حشود الثوار المشاركين في المواكب وهي تنطلق بسرعة عالية لغرض تفريغ الحشد حتى ولو تعتلي إطاراتها الأجساد النحيلة المرهقة لترديها قتيلة”.
ويقول عوض إن آخر قتيل بين المتظاهرين “كان نتيجة دهس من قبل مدرعة تابعة للشرطة”، معتبرا أن ما يحدث “عبارة عن قمع مفرط من قبل القوات الأمنية التي يتبع منسوبيها للنظام البائد”.
وكشف عوض أن عدد الذين قتلوا جراء دهسهم بمدرعات عسكرية منذ الانقلاب وحتى الآن ثماني حالات، ضمن أكثر من 119 قتيلا.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية أنه “لو لم يحاول الثوار تحاشي آفات الدهس هذه والإفلات منها لكانت حصيلة الأرقام مضاعفة في ظل عدم اكتراث سائقي المدرعات لما يقومون به من قتل هو في نظرهم مشروع”.
وقال دراج إن أحد أصدقائه أصيب إصابة خفيفة خلال محاولة مدرعة الاصطدام به خلال تظاهرة 25 أكتوبر.
وحاول موقع “الحرة” التواصل مع كل من الناطق باسم الشرطة السودانية، اللواء عمر عبد الماجد ، ومستشار جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق حنفي عبدالله، والقائد في الشرطة السودانية، اللواء أحمد عثمان، للحصول على تعليق دون رد.
“تشويه سمعة المتظاهرين”
وفي بيانها حول مظاهرات 25 أكتوبر مع حلول الذكرى الأولى للانقلاب العسكري، ذكرت الشرطة السودانية أنها تتعامل “مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب.. وما يدل على أنهم غير مدنيين ويؤكد ذلك خلو المواكب من الإعلام والشعارات الحزبية والسلمية مع غياب الذين دعوا للحراك لتحمل المسؤولية وإصرار المتفلتين على التدمير والتخريب يدل على المؤامرة وانتمائهم لجماعات وتنظيمات غير مشروعة لا تريد الإعلان عن نفسها”.
وأضافت الشرطة أن الاشتباكات التي حصلت في ذلك اليوم “تأكيد لمعلوماتنا بوجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلتة وخلايا نائمة تستخدم السلاح الأبيض والناري وعبوات ناسفة تستهدف أمن العاصمة تحت تأثير المخدر والمواد السامة وجدت ضالتها في المواكب وتعمل لتحقيق أهدافها تحت غطاء سياسي”.
لكن دراج رد على بيان الشرطة مؤكدا أنهم “يقولون ذلك، لأنهم يريدون أن يشوهوا سمعة المتظاهرين ويعتقلوا أكبر عدد ممكن، ويلفقون للمتهمين الكثير من الاتهامات، مثل تناول مخدرات أو امتلاك سلاح أبيض”.
ويضيف “نحن حريصون في مظاهراتنا على ألا يكون هناك خروج عن السلمية”.
ويرى عوض أن “اتهامات الشرطة يقصد بها إيجاد مبررات للقتل الذي يقومون به”.
من جهتها، ردت لجنة أطباء السودان المركزية على بيان الشرطة بالقول: “لم نتفاجأ من مثل هذه التصريحات والاتهامات التي درجت رئاسة قوات الشرطة على تفصيلها ونسبها لقوى الثورة ووصم حراكها السلمي الباسل بالعنف، وتوفير ذرائع للعنف المفرط الذي يستخدمونه في مواجهة المواكب عبر الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والدهس بالمدرعات والرصاص الحي”.
وأضافت “سنرصد كل حالات الدهس ونحصي ضحاياه لتعرية المجلس الانقلابي العسكري وليعرف الناس مدى نهمه للقتل مستعملاً كل ما في جعبته من وسائل، ونحذر قوات السلطة الانقلابية من ممارسة جريمة الدهس، فالقصاص قادم لا محالة”.
إقرأ المزيد