قوات الدعم السريع .. انتهاكات مستمرة ضد المواطنين والصحافيين
مطالبات بالوقوف على تجاوزات " الجنجويد"
الخرطوم – صقر الجديان
ما زالت قوات الدعم السريع تمارس القمع ضد المواطنين السودانيين كما أنتهكت العديد من الصحافيين الذين يجهرون بالحق في وسائل الإعلام المختلفة محذرين من خطر هذه المليشيات، ويثير الموقف الشاذ لقوات الدعم السريع في الهيكل الأمني السوداني تساؤلاً حول الاحتمالات المرتقبة في التحول الديمقراطي وكيف للسودان ان ينعم بالسلام و الاستقرار في و جود قوتين نظاميتين احدهما تحت إمرة الدولة بينما الأخرى تحت قيادة أسرة لها ميزانية خاصة لا تخضع للرقابة و لها علاقات خارجية ممتدة خارج النظم الدبلوماسية الرسمية.
هذه هي حقيقة قوات الدعم السريع و التي تتمتع بوضعية خاصة لا تخضع لرقابة الدولة و النظم الديمقراطية فمهما برر المسؤولون لوجود هذه القوات، فإن الواقع يقدم أدلة مضادة.
الوضع الحالي لقوات الدعم السريع يضر بعملية التحول الديمقراطي لأن هذه القوات تستقي شرعيتها من قانون مكافحة التمرد و الذي اعطاها السلطة في الانتهاكات خارج العرف القانوني بينما تستمد سلطتها المالية بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الغنية بالموارد المعدنية لتحفيز افرادها.
و لكن بلا شك ان فكرة صنع قوات خاصة خارج المنظومة الامنية لتعمل علي نظام التعاقد لتقوم بالادوار القذرة ليست بعيدة عن فكر النظام البائد في تكوينه للدعم السريع خصوصاً بعد اتهام رموزه و رئيسه في العام 2009م بضلوعهم في الانتهاكات الجسيمة بدارفور.
ظلت قوات الدعم السريع تمارس القمع والتخويف حتى على الصحافيين وذلك مثل ما حدث مع الزميل الأستاذ مصعب الفكي الصحفي في جريدة الخليج الإماراتية ، كان مصعب قادما من مقر عمله من الإمارات إلى الخرطوم لقضاء إجازة قصيرة في السودان بداية العام 2020 ، وعند وصوله مطار الخرطوم تم اعتقاله من داخل المطار وبدون أن يعرف الأسباب ، أقتيد مصعب الفكي إلى مكان مجهول رجح الكثيرون أن يكون مقر قيادة قوات الدعم السريع في حي المنشية وتمت مصادرة هاتفه النقال وجهاز حاسوب ، ومنع من الاتصال بأسرته وأقاربه ، وتمت معاملته بصورة سيئة وتعرض للإهانة والتعذيب دون أن يعرف السبب ، وتم إطلاق سراحه بعد عدة أيام لم يعرف فيها النوم ولم يكن يقدم له طعام جيد سوى بعض الخبز والماء، وتوعدوه وأسرته بالتنكيل ، خرج مصعب الفكي من المعتقل وهو يخشى على نفسه وأسرته من هذه المليشيا التي ليس لها سند قانوني في الدولة خاصة وأنها تعتقل أي شخص تعتبره غير مرغوب بالنسبة لهم ، وكان يخشى أن يتم اعتقاله مجددا من المطار وهو في طريق عودته إلى الإمارات ونجح في مغادرة السودان بعد بضعة أيام من اعتقاله ومنذ ذلك الحين لم يعود مصعب الفكي إلى السودان خوفا من بطش مليشيات الدعم السريع.
ومن النماذج أيضا اعتقال أسامة محمد الحسن في فترة سابقة وهو كان من المقربين من محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع الذي طلب منه قبل سنوات انشاء منظمة تعنى بنشر التعليم في دارفور، لكن يبدو أنه لم ينفذ ما طلب منه ، مكث أسامة حوالي 67 يوماً في المعتقل وأطلق سراحه في سبتمبر 2020 ، ووصف أسامة ظروف ومكان الاعتقال ، وقال أنه عبارة عن سجن تحت الأرض سيء التهوية بمقر قيادة قوات الدعم السريع بولاية الخرطوم الكائن بحي المنشية وأوضح ان مكان الاعتقال يضم عشرات المواطنين الذين لاعلاقة لهم بالدعم السريع والغالبية منهم في قضايا من صميم اختصاص الشرطة ويتعرضون للضرب والإذلال.
ورغم اصدار النائب العام توجيها لكافة القوات النظامية بمنع القبض على المدنيين الا بواسطة الشرطة والنيابة ، ورغم انه شدد في مذكرته التي بعث بها الى قوات الدعم السريع خاصة بان اي اعتقال يتم بالمخالفة لاحكام نصوص قانون الاجراءات الجنائية يعتبر اعتقالا غير مشروع.
رغم كل ذلك لا تزال قوات الدعم السريع تمارس سلطة اعتقال المواطنين وحبسهم في مبنى الاستخبارات التابع لها بحي المنشية بالخرطوم وقبل فترة تم نشرحادثة مقتل الشاب بهاء نوري تحت التعذيب باحدى معتقلات الدعم السريع اخبار متعددة وبرواية شهود اكدوا ان قبو المنشية يعج بمواطنين معتقلين وبعضهم يتعرض للتعذيب.