قوات تأسيس تعلن سيطرتها على قيادة الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر

الفاشر – صقر الجديان

أعلنت قوات تأسيس، الأحد، سيطرتها الكاملة على قيادة الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش السوداني في ولاية شمال دارفور، وذلك عقب معارك عنيفة مع القوات المسلحة السودانية وحلفائها من الحركات المسلحة.

وتخضع مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 لهجمات متكررة وحصار خانق من قبل قوات تأسيس بهدف السيطرة عليها.

كما اتهم نشطاء ومصادر محلية قوات تأسيس بالاستعانة بمرتزقة أجانب من جنوب السودان وكولومبيا لتشغيل المسيّرات والمدفعية الثقيلة التي تقصف المدينة بشكل شبه يومي.

وقال المتحدث باسم قوات تأسيس في بيان، إن “قواتهم تمكنت من تحرير الفرقة السادسة بمدينة الفاشر وكسر شوكة الجيش وحلفائه بإحكام السيطرة الكاملة على القاعدة العسكرية الاستراتيجية”، واعتبر أن هذا التطور يمثل “منعطفاً مهماً في مسار المعارك وخطوة في طريق بناء الدولة الجديدة التي يتشارك جميع السودانيين في تأسيسها وفق تطلعاتهم للحرية والسلام والعدالة”.

وأضاف البيان أن قوات تأسيس تعمل بالتنسيق مع ما تُعرف بـ”حكومة تأسيس” لتوفير الحماية للمدنيين وتسهيل عودة النازحين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

في المقابل، نفى المتحدث باسم المقاومة الشعبية بمدينة الفاشر، أبوبكر الإمام، سقوط المدينة بسهولة، مؤكداً في تدوينة عبر صفحته على “فيسبوك” أن “كل حجر في الفاشر يحمل ذاكرة مقاومة، وكل شارع يعرف طريق الصمود”، مشيراً إلى أن “أبناء الفاشر ما زالوا صامدين ويدافعون عن أرضهم وكرامتهم بكل بسالة”.

وأضاف الإمام أن “الفاشر تتعرض حالياً لحملة إعلامية مضللة تستهدف إثارة الرعب والهلع والنيل من الروح المعنوية للمقاتلين، عبر الادعاء بأن دخول مقر الفرقة يعني سقوط المدينة بالكامل”.

ووفقاً لمصادر ميدانية ، فقد انسحب الجيش السوداني من مقر قيادة الفرقة مساء السبت، متراجعاً نحو حي الدرجة الأولى غرب المدينة بعد قصف مكثف شنّته قوات تأسيس.

ولم تصدر قيادة الجيش تعليقاً رسمياً على هذه التطورات حتى الآن، فيما ذكرت منصات موالية للقوات المسلحة أن المعارك ما تزال مستمرة في محيط المدينة.

وكانت قوات تأسيس قد حققت خلال الأيام الماضية تقدماً سريعاً نحو مقر الفرقة بسيطرتها على أمانة حكومة شمال دارفور ومجمع الوزارات وقصر الضيافة وعدد من المؤسسات الحكومية، مما ضيّق الخناق على القوات المسلحة داخل القاعدة العسكرية.

وبثّت منصات تابعة لقوات تأسيس مقاطع فيديو تُظهر عناصرها داخل مقر قيادة الفرقة السادسة، الذي بدا متضرراً بشكل كبير نتيجة المعارك المستمرة منذ أكثر من عامين.

واتُهمت قوات تأسيس بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين أثناء محاولتها السيطرة على المدينة، شملت تدمير الأسواق والمستشفيات واستهداف مراكز الإيواء وتكايا الطعام المجاني، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر المحاصرة.