قوى سودانية تعلن التماسك في وجه “انقلاب الإخوان”
الخرطوم – صقر الجديان
“انقلاب الإخوان”.. هكذا اتفقت القوى السياسية بالسودان على أن تطلق على المحاولة التي جرت فجر اليوم الثلاثاء، وأحبطها الجيش السوداني.
فما إن استيقظ السودانيون فجر اليوم الثلاثاء على أنباء عن محاولة انقلاب، حتى تبين أن ضباطا ينتمون لفلول الإخوان من النظام السابق وراء التمرد العسكري، ومحاولة السيطرة على الحكم بالقوة، عبر الاستيلاء على دبابات في مناطق بالعاصمة الخرطوم.
التنديد والإشارة بأصابع الإدانة إلى فلول الإخوان، والدعوة للتماسك أكملت أضلاع مواقف القوى السياسية بالسودان، حيث جرى الإجماع على مواجهة الأيادي العابثة بأمن السودان، وعدم السماح بجرّ البلاد إلى الوراء.
قوى الحرية والتغيير
وقال تحالف الحرية والتغيير “الائتلاف الحاكم في السودان” إن المحاولة الانقلابية الفاشلة قادها بقايا “فلول” نظام الإخوان الإرهابي داخل الجيش لأجل إعادة الجماعة الإرهابية لسدة الحكم مجدداً، والعمل على حماية المرحلة الانتقالية.
قوى الحرية والتغيير، الائتلاف الحاكم بالسودان، أعلن جعفر حسن المتحدث باسمه أن الحكومة الانتقالية بمجلسيها السيادي والوزراء، متماسكة تماماً، عقب السيطرة على انقلاب فلول الإخوان.
وقال حسن في تصريح لـ”العين الإخبارية” إن “الضالعين في المحاولة الانقلابية هم بقايا إخوان داخل الجيش يسعون للعودة إلى السلطة، لكن خاب فألهم”، مشددا على أن “قوى الردة تسعى للانقضاض على ثورة ديسمبر بهذه المحاولات الفاشلة”،
ودعا المسؤول الحزبي الشارع السوداني إلى أن يكون واعياً ومدركاً لهذه المساعي الإخوانية، محذرا من الاستكانة لسماع الشائعات التي تروج لضلوع قوى سياسية في الانقلاب.
حزب الأمة القومي
كما أدان حزب الأمة القومي، الذي كان يتزعمه الراحل الصادق المهدي، ما وصفه بمحاولة جماعة الإخوان الإرهابية لانقلاب على السلطة الانتقالية.
وقال الحزب في بيان عقب فشل المحاولة الانقلابية “استمرارا لمحاولات بائسة لإجهاض ثورتنا العظيمة أقدم فجر الثلاثاء، عدد من ضباط القوات المسلحة من فلول الإخوان المعزول على محاولة انقلابية فاشلة من أجل العودة بنا إلى العهد البائد”.
وتعهد الحزب بالعمل إلى جانب الشعب على حماية الثورة والحكومة الانتقالية، بكل ما أوتي من قوة، مؤكدا أن “الجماهير الصامدة التي ضحت من أجل هذا التحول الديمقراطي ستقف سدا منيعا لحماية مشاريع الحق، ودحر المتربصين بأمن وسلامة الوطن”.
وأردف الحزب في بيانه: “نناشد جماهير شعبنا العظيم بدءاً من لجان المقاومة؛ تروس الثورة الأشاوس والقوى السياسية وكافة جماهير الشعب السوداني، بأن ينتفضوا من أجل حماية مكتسبات الوطن”.
وتابع الحزب في بيانه: “ستظل وقفتنا على خط النار رائعة طويلة، سنعلم التاريخ ما معنى الصمود والبطولة، سنذيقهم جرحا بجرح، ودما بدم، وأن الظلم نهايته قصيرة”.
حزب المؤتمر السوداني
أما حزب المؤتمر السوداني فلم يحد عن اتهام الإخوان بالمحاولة الفاشلة، وقال في بيان صادر عنه “تشير الدلائل والمعلومات الأولية أنها (المحاولة الانقلابية) صنيعة ضباطٍ ينتمون للنظام البائد”.
وأكد الحزب قائلا: “نحن في حزب المؤتمر السوداني سنظل حراسا للانتقال الديمقراطي، ندافع عنه بالنواجذ، متخذين كافة الوسائل السلمية التي خبرتنا لعقود، في وجه أي محاولة لتقويض أركان الدولة والدستور عبر الانقلابات أو غيرها”.
الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل
من جانبه شدد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، على رفض تقويض النظام الديمقراطي، وثورة ديسمبر، مؤكدا عمله بقوة على الحفاظ عليها، ووقوفه ضد أي محاولات للاستيلاء على السلطة عسكريا أو مدنيا، وعودة الديكتاتورية والشمولية للمسرح السياسي من جديد.
وطالب الحزب بـ”تكوين حكومة انتقالية من كفاءات وطنية تخرج البلاد من أزماتها، تهتم بمعاش الناس وتحقق الانتقال الديمقراطي بسلام وقيام انتخابات حرة ونزيهة يختار الشعب من يحكمه”.
وفي وقت سابق، قال مصدر حكومي سوداني إن الضباط الضالعين في المحاولة الانقلابية الفاشلة والذين تم القبض عليهم ينتمون لتنظيم الإخوان المعزول.
وأكد المصدر لـ”العين الإخبارية”، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن محاولة الانقلاب تم إحباطها، وأن الجيش سيطر على الوحدات العسكرية كافة.
وأوضح المسؤول السوداني أن المجموعة التي حاولت السيطرة على سلاح المدرعات بالخرطوم تم احتواؤها، فيما اعتقل عدد من الضباط، بينهم اللواء عبدالباقي بكراوي.
وأشار إلى أن المحاولة الانقلابية قام بها ضباط من الدفعتين 39 و40 بالجيش السوداني من داخل سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم وقاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان.