أخبار السياسة المحلية

كورونا في السودان.. إهمال ينذر بتحول الجائحة إلى كارثة

الخرطوم – صقر الجديان

رغم وفاة نحو 100 سوداني جراء فيروس كورونا المستجد في موجته الثانية، لا يزال الإهمال يحكم المشهد، ما أثار القلق بشأن كارثة محتملة.

وأبدت فئات مثقفة مخاوفها من عدم التزام السواد الأعظم من السودانيين بالتدابير التي وضعتها السلطات الصحية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وتكاد تخلو الأسواق والأماكن العامة من أشخاص يرتدون كمامات، مع وجود قليلين مهتمين بمعقمات الأيادي، بحسب ما رصدته “العين الإخبارية”، بما ينعكس سلبا على الوضع الصحي بارتفاع مضطرد في معدل الإصابات.

وبحسب وزارة الصحة السودانية، تسببت الموجة الثانية لفيروس كورونا في وفاة مائة شخص، وإصابة الألاف.

وارتفع إجمالي العدد التراكمي للإصابات منذ بداية جائحة كورونا في السودان الى 16431 متضمنة 1202 وفاة، فيما بلغت جملة المتعافين 9854 حالة، وفق وزارة الصحة.

وظلت وزارة الصحة في السودان، تشدد على ضرورة الالتزام بقانون الطوارئ الصحية  وتطبيق الإرشادات الوقائية، التي تتضمن التباعد الاجتماعي، غسل اليدين، آداب العطس والسعال، فضلا عن التبليغ الفوري.

ويشير أحمد عباس، وهو أحد الناشطين في المجال الصحي، أن نسبة الاستجابة في الشارع السوداني لمناشدات وزارة الصحة والالتزام بالتدابير الصحية ضعيفة لدرجة مثيرة للشفقة.

وقال عباس إن غالبية السودانيين غير مهتمين بالتدابير الصحية، واتهم بعض الجهات الاعتبارية في البلاد بأنها لا تتعامل بمسؤولية مع الوضع الصحي، معتبرا ذلك مؤشرا خطيرا للغاية.

وأشار إلى أن العاصمة الخرطوم شهدت الأسبوع الماضي حفلين جماهيريين لفنانين كبيرين بحضور آلاف الأشخاص، رغم تزايد سرادقات العزاء للمتوفين بفيروس كورونا.

وواجهت الحفلات الجماهيرية المشار إليها حملة انتقادات واسعة لمنظميها لكونهم لم يراعوا طبيعة الأوضاع الصحية في البلاد، وساهموا في الاختلاط المتسبب بتفاقم الإصابات وسط الزحام بدلا عن التباعد الاجتماعي المنشود، وسط دعوات بمعاقبة القائمين على أمرها.

وفي استجابة سريعة، أصدر والي ولاية الخرطوم أيمن خالد، أوامر تقضي بحظر التجمعات، مع مناشدة المواطنين لارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي، في محاولة لتقليل حجم كارثة كورونا.

ويرسم محمد عثمان، وهو معاون صحي في إحدى مشافي الخرطوم، صورة مظلمة للوضع الصحي في السودان جراء فيروس كورونا، لافتا إلى أن الإصابات متزايدة بشكل مخيف.

ويكاد عثمان في حديثه  يجزم بأن كافة السودانيين حاملين لفيروس كورونا نسبة لمستوى الاختلاط الماثل أمامه وقصور عمليات الفحص على الحالات الظاهرة فقط “التي يظهر عليها اعراض اشتباه”.

وأضاف: “الوضع الصحي كارثي بمعني الكلمة خاصة في ظل شح الإمكانات ونقص الأدوية ورداءة بيئة المستشفيات، ما يستدعي طوارئ وتدخلات عاجلة”.

وزارة الصحة السودانية، بدورها، تدق ناقوس الخطر بشأن الموجة الثانية لفيروس كورونا التي تداهم البلاد بقوة، وأصابت وزير الصحة السوداني نفسه والعشرات من معاونيه، وعددا من المسؤولين وشخصيات سودانية بارزة.

ورغم إدراكها للخطر، الا أن وزارة الصحة السودانية استبعدت اللجوء إلى الإغلاق التام، مشيرة إلى أنها ستعول على وعي المواطنين لتقليل حدة كارثة فيروس كورونا المستجد.

وضربت الموجة الثانية لفيروس كورونا في السودان عددا من الوزراء بينهم وزير مجلس الوزراء ووزيرة المالية، بجانب رئيس حزب الامة السوداني الصادق المهدي والعشرات من أفراد حزبه وعائلته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى