كورونا يواصل العصف.. خسائر شركات الطيران القياسية مستمرة
واصلت تداعيات جائحة كورونا، العصف بشركات الطيران، التي استمرت في تحقيق الخسائر القياسية رغم الإنجاز الكبير في حملات التطعيم.
وارتفعت خسائر شركة “إيزي جيت” البريطانية، للطيران خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، فيما أعلنت شركة طيران سنغافورة تسجيل خسائر قياسية بسبب جائحة كورونا.
وصعدت خسائر شركة الطيران منخفض التكاليف البريطانية، خلال 6 أشهر بنسبة 69.44%، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويبدأ العام المالي للشركات في بريطانيا في أول أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.
خسائر قاسية
وأعلنت “إيزي جيت”، الخميس، ارتفاع خسائرها خلال النصف الأول من العام المالي الجاري حتى 31 مارس /آذار الماضي إلى 549 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 121.2 بنس للسهم الواحد مقابل خسائر قدرها 324 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 82.4 بنس للسهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
في الوقت نفسه بلغت خسائر الشركة قبل حساب الضرائب 701 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 127.2 بنس للسهم مقابل خسائر قدرها 193 مليون جنيه إسترليني بما يعادل 49.4 بنس للسهم خلال النصف الأول من العام المالي الماضي.
انهيار الإيرادات
وذكرت الشركة أن إيراداتها خلال النصف الأول من العام المالي الجاري تراجعت بنسبة 90% سنويا إلى 240 مليون جنيه إسترليني مقابل 2.382 مليار جنيه إسترليني خلال الفترة نفسها من العام الماضي بسبب انهيار حركة السياحة والسفر في العالم نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد.
كما تراجع عدد ركاب الشركة خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، بنسبة 89.4% سنويا إلى 4.1 مليون راكب مقابل 38.6 مليون راكب خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
أصعب عام بتاريخها
أعلنت شركة الطيران السنغافورية “سنجابور إيرلاينز جروب”، تسجيل خسائر سنوية بقيمة 4.3 مليار دولار سنغافوري (3.2 مليار دولار أمريكي) خلال ما وصفته بـ “أصعب عام في تاريخها”.
وقالت الشركة، إن الإيرادات القوية لقطاع الشحن الجوي خلال العام المالي الماضي خفف من التأثير السلبي لانخفاض حركة الركاب.
وأشارت الشركة إلى أنها رفعت المقاعد من طائراتها لتوفير مساحات إضافية لشحن البضائع، في الوقت الذي زادت فيه صادرات سنغافورة من الأدوية والإلكترونيات رغم انكماش الاقتصاد السنغافوري خلال العام الماضي بنسبة 5.4% من إجمالي الناتج المحلي.
وكانت سنغافورة قد أغلقت حدودها تقريبا أمام القادمين من الخارج منذ مارس/آذار 2020، كما هو الحال في أغلب دول آسيا، والمحيط الهادئ بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
في الوقت نفسه وضعت سنغافورة ما تسمى مجموعة ترتيبات “السفر الآمن” للسماح بسفر رجال الأعمال والمسؤولين، مع السماح بشكل منفرد بسفر بدخول أعداد قليلة من الأجانب مع عدة دول تنخفض فيها أعداد الإصابات بالفيروس.
وقالت “سنجابور إيرلاينز”، إنها تؤيد الجهود الرامية إلى فتح الحدود بطريقة آمنة ووفق معايير محددة.
كان مجلس السياحة السنغافوري قد ذكر في الأسبوع الماضي، أن عدد السائحين الذين وصلوا إلى سنغافورة خلال الربع الأول من العام الماضي كان حوالي 68 ألف زائر بانخفاض نسبته 97% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وبعد ارتفاع طفيف في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد قررت الحكومة السنغافورية في وقت سابق من الشهر الحالي إعادة فرض القيود على الحركة المحلية لأول مرة منذ بدء فتح الاقتصاد تدريجيا في حزيران/يونيو الماضي.
التعافي يحتاج سنوات
واتبعت شركات الطيران خططا متشابهة لتخفيف تداعيات الجائحة، بيد أن التدابير قتلت قدرتها على العودة السريعة.
ووفقا لهذا التحليل الذي يتبناه ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، فإن تعافي صناعة الطيران العالمية، لمستويات ما قبل الجائحة، يحتاج عدة سنوات.
وقال والش ، أمس الأربعاء، إن الأمر سيستغرق بضع سنوات حتى تتعافى صناعة الطيران العالمية إلى مستويات طاقتها الاستيعابية لعام 2019 بعد أن انخفض عدد الطائرات العاملة بالقطاع، وتم الاستغناء عن عمالة أساسية.
وأضاف والش، أمام لجنة بالبرلمان الأيرلندي:” قدرة الصناعة على العودة إلى مستويات 2019 سريعا هي الآن مستحيلة”.
وتابع:” السبب في أنني أقول ذلك هو أننا لم نشهد عودة الكثير من الطائرات.. ولذلك فإن الطائرات غير متاحة.. وللآسف تم الاستغناء عن الكثير من الموظفين الأساسيين”، وذلك حسب رويترز.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي”إياتا”، الشهر الماضي، صافي خسارة لصناعة الطيران العالمية بقيمة 47.7 مليار دولار في عام 2021، انخفاضا من 126.4 مليار دولار الخسارة المسجلة في 2020.
ورغم هذه التوقعات، رصدت ” إياتا”، تفاؤلا في الأسواق المحلية، حيث تظهر مرونة الطيران المميزة من خلال الانتعاش في الأسواق دون قيود السفر الداخلية.
وتأتي هذه الخسارة المتوقعة رغم تقديرات بسفر 2.4 مليار شخص جوا حول العالم هذا العام، ولم تقدم معظم الحكومات حتى الآن مؤشرات واضحة عن المعايير التي تستخدمها لمنح الناس حرية السفر بأمان.