علوم

“كوفيد-19” يرمي بتريليون قناع وجه في محيطات الأرض “بشكل لا يمكن إصلاحه”

 

يحذر دعاة حماية البيئة من أن تريليون قناع للوجه يستخدم لمرة واحدة يمكن أن يلوث محيطاتنا بشكل يتعذر إصلاحه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة تدويرها.

ويصر العلماء على أن هناك حاجة إلى خطوات فورية لوقف إرسال المواد ذات الاستخدام الفردي إلى مكب النفايات، ما يسمح لها بإطلاق مواد كيميائية سامة في العالم الطبيعي.

وحثوا الحكومات والشركات على حظر استخدامها “غير الضروري” في المتاجر وإعادة تدوير المزيد من معدات الوقاية الشخصية المستخدمة لمرة واحدة في الأماكن الطبية.

وتشير التقديرات إلى أننا نقوم الآن باستخدام 129 مليار قناع للوجه و65 مليار قفازات بلاستيكية كل شهر بينما يكافح العالم لاحتواء جائحة فيروس كورونا.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها بعض الشركات لإعادة تدوير العناصر، يقول نشطاء إن 90% منها ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، أي ما يعادل أكثر من تريليون قناع وجه سنويا.

وقال الدكتور كريستيان دن، كبير المحاضرين في كلية العلوم الطبيعية بجامعة بانجور في ويلز: “قد تكون لها آثار ضارة علينا ونحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث على وجه السرعة بشأن الخطر المحتمل للجسيمات البلاستيكية الدقيقة. قضية النفايات البلاستيكية هي أزمة بيئية ومشكلة معدات الحماية الشخصية ستغذيها بالتأكيد”.

وأضاف: “إعادة تدوير البلاستيك سلاحنا في مكافحة مشكلة النفايات البلاستيكية.

ربما يختفي كوفيد-19، لكن النفايات البلاستيكية التي سيتركها وراءه ستظل موجودة لفترة أطول بكثير”.

ووفقا لرجل الأعمال أوليفر تشابمان، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة OCI: “من الضروري التأكد من أن نفايات استهلاك معدات الوقاية الشخصية لا تسهم في أزمة بيئية أكبر. وتتحمل الحكومات في جميع أنحاء العالم مسؤولية جماعية لضمان التعامل مع هذا الأمر بشكل فعال”.

وتصنع معظم أقنعة الوجه ذات الاستخدام الواحد من بلاستيك قابل لإعادة التدوير يسمى البولي بروبلين (PP).

لكن الدراسات المقلقة كشفت عن إضافة مواد كيميائية خطيرة تسمى الفثالات إلى مادة البولي بروبيلين عند استخدامها في صنع أكواب بلاستيكية.

وتشير أنطوانيت فيرميلي، المؤسسة المشاركة لمجموعة Gallifrey Foundation للحفاظ على المحيط، إلى صور مروعة لبطريق عُثر عليه ميتا على شاطئ برازيلي بعد تناوله قناع وجه، وتحذر من أضرار أخرى لا توصف، قد تلحق بالطيور البحرية والدلافين والحيتان.

وقالت: “الشيء الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لي هو أن العديد من هذه المواد البلاستيكية تحتوي على إضافات كيميائية تعطيها شكلها وتجعلها مرنة. وهذه المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء مرتبطة بالفعل بعدد من الحالات، مثل الخصوبة والسمنة والسرطان، وتأثيرها على البشر فقط، ولم يختبرها أحد على الحيوانات بعد”.

ويشار إلى أن ما يصل إلى 80% من النفايات البلاستيكية في المحيطات تأتي من اليابسة. وكل قناع أو قفاز تراه في الشارع لم يتم التقاطه من المرجح أن يدخل في المصارف الصحية ومنه إلى الأنهار ثم إلى المحيطات، وقد يتحول ذلك إلى وضع كارثي للمحيطات.

وقد لا يدرك الناس أن الأقنعة ذات الاستخدام الواحد والقفازات تحتوي على البلاستيك. لذا فإن ما نستخدمه لبضع دقائق فقط يمكن أن يستمر على الأرض لآلاف السنين، ولن يتحلل بيولوجيا. وعندما يتحلل إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، سيتم هضمه بواسطة الحيوانات على الأرض، سواء البرية أو البحرية، وهو ما يعد مصدر قلق حقيقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى