لجنة الإنضباط باتحاد الكرة.. ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء
قلت أن الإتحاد السوداني لكرة القدم أبلى حسنٱ خلال هذه الفترة القاسية من تاريخ بلادنا فترة الحرب التي بسببها توقف كل شيء وكادت أن تتوقف حتى عجلة الحياة والحق أن الإخوة في إدارة الإتحاد لم يقصروا ابدأ قاموا بواجبهم وزيادة وجعلوا العالم كله يتحدث بمنتهى الاعجاب عن السودان ومنتخب السودان الذي فعل ما لا يمكن أن يصنف إلا في خانة الإعجاز ووراء هذا الإنجاز رجال سهروا الليالي في التخطيط والتفكير والتأني في القرارات والتقديرات رجال بذلوا الجهد وسخروا وقتهم لأجل أن ترتفع رأية السودان خفاقة فكان لهم ما ارادوا ومن منا أهل السودان لم يشعر بالفخر ومنتخبنا الوطني يتأهل لنهائي الكان ونهائي الشان ويتصدر عن جدارة مجموعته في تصفيات كأس العالم بعد أن روض كل المنتخبات التي واجهته بتاريخها الكبير واسمها المعروف ونجومها ملء السمع والبصر؟.
هذا التميز يحسب لقادة إتحاد الكرة وفي مقدمتهم الأخ أسامة عطا المنان الذي سخر وقته وجهده وماله وخبراته من أجل منتخب الوطن وبمثل ذلك قدم كل المطلوب لنادي الهلال ممثل السودان في البطولة الأفريقية مذللٱ ما اعتراه من صعاب تماما كما يفعل قادة الإتحادات الوطنية المحترمة مع أنديتهم المشاركة في المنافسات الخارجية ولكن للأسف وسط كل هذا الجمال استشرى القبح و إحدى لجان الإتحاد تمارس الظلم والتشفي ضد المدربين وتعيد إلى الأذهان ذكريات الأيام السوداء أيام شريعة الغاب حيث ممارسة القانون بالعضلات “وإن ما عجبك داك البحر”.
لجنة الانضباط التي يقف على رأسها مهدي البحر ستكون الثقب الذي يدخل الماء والهواء لسفينة الإتحاد التي تمخر عباب البحر وسط الأمواج المتلاطمة بكل قوة وثبات وستكون هذه اللجنة المدخل لحملات الإنتقاد وقد كفى الله الإتحاد طوال الفترات السابقة شر القتال.. هذه اللجنة أصدرت أمس الأول قرارات عجيبة معيبة وغريبة وظالمة بشأن من تسبب في أحداث مباراة نادي الرابطة كوستي ضد نادي المريخ الأبيض حيث قررت إيقاف المدير الفني لنادي الرابطة كوستي الكوتش هاشم عبد الرحمن مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط رياضي متعلق بكرة القدم مع حرمانه من دخول جميع الاستادات بالبلاد ومباني الإتحاد العام وكل الإتحادات المحلية على خلفية الإساءات العنصرية التي صدرت منه.
ومع إيماننا التام بضرورة معاقبة كل من يتورط في هذا الجانب فإن العقوبة تبدو أشبه بالإعدام وهي سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الرياضة داخليٱ أو خارجيٱ والسؤال إذا تحول هذا الملف إلى محكمة جنائية هل يمكن أن تصدر مثل هذه العقوبة؟ وما عقوبة التفوُّه بألفاظ عنصرية في القانون الجنائي السوداني؟ كان يفترض أن تسأل لجنة البحر عن ذلك قبل أن تصدر هذا الحكم العجيب فالكافر تمنح له فرص الإستتابة قبل أن يطبق الحد.. كنت أتمنى أن تسأل لجنة البحر ما مصير هذا المدرب وهو الذي اختار جانب التدريب مهنة يعتاش عليها؟ إن قطع الأرزاق مثل قطع الرقاب وكلاهما ظلم وكلاهما حرام وويل لقاضي الأرض من قاضي السماء.
أما عقوبة المدير الفني لفريق مريخ الأبيض الكوتش أيمن دامبا ففيها التشفي والترصد التشفي من المدرب أيمن دامبا النموذج الحقيقي للمدرب الناجح الذي كان يفترض أن يجد الدعم من اتحاد الكرة لا العراقيل، والترصد على فريقه الذي يتصدر مجموعته ولم يتبق له إلا مباراتان ويبدو واضحٱ أن الهدف من ذلك عرقلة مريخ الأبيض حتى لايكون بطلٱ لمجموعته وهذا ما يثير علامات الإستفهام ويفتح الباب واسعٱ أمام الإستنتاجات فماذا يريد البحر أن يقول؟ هل هذا القرار يعني أداء فروض الولاء والطاعة لشخص ما بداخل الإتحاد لديه مصلحة في ذلك وينتظر مثل هذه الهبات؟.
دامبا لم يصدر منه أي تصرف يستوجب الإدانة بشهادة عدد كبير من الذين حضروا الواقعة من داخل الملعب وحتى طرده بالبطاقة الحمراء كان قراراً ظالمٱ وكل ما فعله دامبا وتحديدٱ في الدقيقة 90 من عمر المواجهة وبعد أن رفع الحكم أربع دقائق كوقت بدل مستقطع تحرك دامبا عندما رأى مدرب الرابطة يقذف بالكرة بعيدٱ ويطالب الصبي الصغير بالتمهل في إمعان لتعطيل اللعب دامبا احتج وهذا من حقه وقال بالحرف الواحد لمدرب الرابطة “ياأخ العب لعب نضيف والبتعمل فيهو ده ما سلوك مدرب” كل هذا من غير اساءة وأمام الحكم المساعد والحكم الرابع فما الجناية هنا؟ أليس هذا هو الظلم بعينه يا بحر ومن معه؟ لماذا الإصرار على خلق أعداء لإتحاد الكرة؟ هل شبعتم من عبارات الثناء والإشادة واشتقتم لعبارات النقد الجارحة والقاسية؟.
ونواصل.